في الأندلس وعلي أثر وفاة والي المسلمين السمح بن مالك قام الأندلسيون بتعيين عنبسة الكلبي، فحاول استكمال ما بدأه السمح لكنه توفي عام ٧٢٥م ثم تعاقب على الأندلس أربعة ولاة إلى أن جاء عبدالرحمن الغافقي عام ٧٣٠م فقام بإخماد الثورات القائمة في الأندلس بين العرب والبربر وعمل على تحسين الأوضاع الأمنية في البلاد.
وفي هذه الأثناء قام الدوق أودو بالتحالف مع حاكم إقليم كاتلونيا المسلم «عثمان بن نيساء» وعقد صلحًا بينه وبين المسلمين وتوقفت الفتوحات الإسلامية في بلاد الفرنج، وكان الدوق أودو يعلم أن عدوه الأبرز هو تشارلز مارتل وأنه إذا صالح المسلمين فإنه سيأمن هجماتهم، كما أنهم سيمثلون دعمًا في وجه تشارلز مارتل، وقام عثمان بن نيساء بما لم يكن في الحسبان، فقد أعلن استقلال إقليم كاتلونيا عن الدولة الأموية فما كان من عبدالرحمن الغافقي أن وقف ضده بصفته خائنًا، كما لم يستثن الدوق أودو من الأمر فجهز جيشه وأخضع كاتلونيا لدولته ثم اتجه صوب أراضي أودو وحاصر مدينة البردال «بوردو» وفتحها المسلمون.
ووجد تشالز مارتل الوضع في بلاده مناسبًا لإخضاع الأقاليم الجنوبية التي طالما استعصت عليه وكان يعلم أن العقبة الوحيدة في طريقه هي جيش المسلمين وجرت مواجهات بين الجيشين ونجح تشارلز في إجبار المسلمين على التواجد في المكان الذي يريده لهم، ودخلا الجيشان فيما يشبه حرب الاستنزاف ولاح النصر للمسلمين غير أن الاضطراب دب في صفوف المسلمين واستطاع الإفرنج اختراق جيشهم وانتهت المعركة بقتل عبدالرحمن وانسحب المسلمون.
وعرفت هذه المعركة باسم معركة بلاط الشهداء التي وقعت «زي النهارده» في 10 أكتوبر ٧٣٢م.