مثلما كان يتصرف ببراءة تحدث بشجاعة في عصر التزلف ووقف في حضرة الذات الرئاسية المهيبة وطالبه بدستور جديد وحدثه عن انحرافات نظامه، ومنها امتهان كرامة المواطن وأراد إعطاءه ورقة تحمل تصورات لدستور جديد فما كان من الحاكم إلا أن قال له مستخفا: «أنت متطرف وأنا بفهم أحسن منك والورقة دى حطها ف.... جيبك» ثم أُلغيت ندواته في معرض الكتاب ولم يفهم الرئيس المخلوع أن محمد السيد سعيد يساري ليبرالي وليس متطرفا.
لقد دافع «سعيد» بضراوة عن الآلاف من أبناء سيناء حين اعتقلوا وتعرضوا للتعذيب بعد تفجيرات طابا. حركه ضميره الوطنى بعيدا عن الخطب المنبرية كما أنه لم يفعل ذلك لمجرد المتاجرة الوطنية بهذاالموقف وغيره، وإنما إيمانا منه بدور المثقف الفاعل رغم تعرضه قبل ذلك للتعذيب الوحشى عام ١٩٨٩ إثر تضامنه مع إضراب عمال الحديد والصلب.
أما سيرته فتقول إنه ولد في بورسعيد في ٢٨ يوليو ١٩٥٠، لأب كان عاملاً بهيئة قناة السويس، وخاض معترك السياسة طالبا في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكان واحداً من طلاب مظاهرات فبراير ١٩٦٨ التي طالبت عبدالناصربالديمقراطية،وكان أحد الخطباء البارزين في الحركة الطلابية إلى أن تخرج في ١٩٧٢ثم التحق بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وواصل دراسته لنيل الماجستير والدكتوراه إلى أن كانت تجربته المتميزة في تأسيس ورئاسة تحرير جريدة البديل في ٢٠٠٧ إلى أن انسحب منها تحت وطأة المرض ثم لقى ربه «زي النهاردة» في ١٠ أكتوبر ٢٠٠٩.
ويقول الدكتور محمد أبوالغار: إنه حين حدث هذا الموقف مع مبارك لم يفهم الرئيس المخلوع أن محمد السيد سعيد يساري ليبرالي وليس متطرفا، وكان يحركه ضميره الوطني بعيدا عن الخطب المنبرية، وإنما إيمانا منه بدور المثقف الفاعل رغم تعرضه قبل ذلك للتعذيب الوحشى في ١٩٨٩ إثر تضامنه مع إضراب عمال الحديد والصلب.
متابعًا: «لقد ولد سعيد مناضلا وبلغ تألقه النضالي أيام دراسته الجامعية وكان واحدًا من طلاب مظاهرات فبراير١٩٦٨ التي طالبت عبدالناصر بالديمقراطية، وكان أحد الخطباء البارزين في الحركة الطلابية، ثم بلغت مسيرته النضالية قمتها في سنواته الأخيرة وكنا على تواصل مستمر وخسرت مصر برحيله مناضلا رفيع الثقافة وصلبا وشجاعا».