أرتكن إلى أستاذنا الفقيه القانونى الدكتور محمد نور فرحات، لأتبين الأساس القانونى لحكم المحكمة الإدارية العليا، باستبعاد «سما المصرى» من الترشح، وقولها فى منطوق الحكم نصاً: «أقدمت على مجموعة من التصرفات بما يخرجها عن المسلك القويم والتمسك بحسن الخلق وتوشحها بالحياء اللازم للمرأة».
الفقيه الكبير فرحات فى تعليقه المعتبر على «فيسبوك» قال: «طبعاً مجرد ترشيح سما المصرى نفسها لعضوية البرلمان كان شيئا هزلياً ومثيراً للسخرية وأقرب إلى النكتة السخيفة، ولكن أن يصدر حكم من أعلى محكمة إدارية فى مصر بأنها تفتقد شرط حسن السمعة دون أن تدان قضائيًا بجريمة يعاقب عليها القانون فهذا يعيدنا إلى عصور محاكم التفتيش التى كانت تحكم على الناس بالموت المدنى لسوء أخلاقهم».
وأذهب مع المحترم إلى آخر الشوط، وأنقل عنه: «ولماذا لم يطبقوا شرط حسن السمعة على العشرات من رموز الوطنى، الذين تسببوا طوال ثلاثين عامًا فى إفقار وإذلال شعب بأكمله، وما أقوله ليس هجومًا على حكم قضائى، ولكنه رصد للآثار والخلفيات الاجتماعية والفكرية لأحكام القضاء».
وأنقل أيضا ما جادت به قريحته القانونية الصافية، وهو أستاذ فلسفة القانون: «نحن نصفق للراقصات بحرارة حال كونهن فى نظرنا سيئات الخلق كما نصفق ونحيى بحرارة أيضًا رموز الحزب الوطنى ممن أهانوا الوطن، لكننا نعتبرهم حسنى السمعة. تلك هى الحقيقة بعد استعراض أسماء كثير من المرشحين».
وأزيده من الشعر بيتاً، هناك مرشح وطنى «شريف» يحتفظ «يوتيوب» بفيديو مخل لنيابته (عندما كان نائباً محصناً) فى ملهى ليلى يراقص الراقصات، لكنه لم يفتقد إلى حسن السمعة ولم يحد بحرف عن المسلك القويم، وترشح بوجه مكشوف، متوشحاً بالفضيلة، فينك يا أبلة فضيلة؟!!.
محاكم التفتيش (بحسب وصف الدكتور نور) فى خلفية سما المصرى الأخلاقية تفتقد إلى إدانة قضائية لـ«سما»، لم تدن فى قضية آداب مثلاً ومش مسجلة، وطيب الخصال مثل سوء الخصال، حكم تقديرى، وأغنية «الشبشب ضاع» مثل «ياشبشب الهنا»، تؤشر على تدهور أصاب الغناء، لا تؤشر على افتقاد حسن السمعة.
وكونها «رقاصة وبترقص» ليس من سوء الخصال، الرقص مهنة تصدر بها تراخيص من حكومتنا السنية، وحتى أيام حكم الإخوان ضاعفوا مدة تراخيص الملاهى (علب الليل) واستحلوا ضرائب الخمور بأنواعها وعمدوا إلى زيادتها بنسبة الكحول فى اللتر.
لا تعقيب على حكم القضاء، ولكنه كما يقول الدكتور نور رصد للآثار والخلفيات الاجتماعية والفكرية للحكم، حكم يفتح باب جهنم، بلاغ موتور يفقدك حسن السمعة، استبعدوا «سما» أنى شئتم، لكن هذا حكم بالإعدام مجتمعياً، يجلل سما بالعار، تعليم على سمعتها، «قليلة الحيا»، من ذا الذى يقبل على سيدة أن تتهم هكذا فى سمعتها دون سند من قضاء اعتماداً على سيديهات؟..
هذا حكم لو علمتم يعيدنا إلى عصور مضت، هذا الحكم مع احترامنا الكامل لمنطوقه يعنى أن كل فنانة أو رقاصة موصومة مسبقاً، «قليلة الحيا»، حكم يفقدها أهليتها المجتمعية، أخشى أن «سما» بعد هذا الحكم لا تقبل منها شهادة فى المحاكم، ومنبوذة مجتمعياً.
جدر البطاطا السبب، الشبشب ضاع وضيّع سما المصرى، هل ثمن الترشيح للبرلمان أن تفقد شرفك إذ فجأة، وبحكم قضائى؟! سيقول المرجفون، أتدافعون عن راقصة، هذا من عبث العلمانيين!! أحلى من الشرف مفيش، ولا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه دم سما المصرى.. دارى إيديك يا خال دم «سما» بينجط منها!!.