x

جمال الجمل أيها الرئيس.. التزم بالعهد والعقد جمال الجمل الأربعاء 07-10-2015 21:43


أحاول في هذه الأيام العصيبة أن أسيطر على طبعي النقدي في النظر للأشياء، وأعرف أن هذا لن يدوم، فأنا واحد من المصابين بداء اليوتوبيا، فلن يرضيني أي نظام، ولن أجد فردوسي في الأرض، فمملكتي (مثل المسيح) ليست من هذا العالم.

لكن الخطر الذي يهدد هوية مصر، والذي كشف عن مخططه الخبيث، خاصة في العامين الأخيرين، دفعني إلى حالة من التروي التكتيكي، والصبر على «النظام الصغير» حتى يكبر، و«المجتمع المريض» حتى يشفى، و«الإرادة الغائبة» حتى تعود.

هذا لا يعني أنني أوافق على استمرار أطلال الدولة الحالية، ولا يعني أن أقبل بما رفضت من قبل، فالدولة البيروقراطية العتيقة صارت عاجزة ومشوهة تحتاج إلى ثورة شاملة من داخلها.

لكنني أيضا أصبحت أخشى من إزاحتها، لأنني لم أعد أرى بديلا إلا الفراغ، فقد انكشفت مخططات تخريب مصر من الداخل والخارج، واستيقظت الخلايا النائمة لتوجه ضرباتها ليس لأعمدة الدولة البيروقراطية الموروثة من مشروع محمد على، ولكن للكيان الاجتماعي والحضاري المصري، هذه الهمجية المتخلفة تستهدف تدمير هويتنا ومسخ شخصيتنا التاريخية، فالخطر أصبح واضحا، وفاجرا، ومواجهته (في رأيي) تقتضي التكاتف وتحقيق أقصى درجة من التجميع والاعتصام والتوافق، حتى ولو على الحدود الدنيا من المشتركات، لا وقت لدينا الآن للخلاف في التفاصيل، علينا أن نلتقي في المبادئ العامة، وفي مقدمتها الحفاظ على كيان الوطن، ودرء المخاطر بعيدا عن أهله وأرضه.

أوضح أن هذه المبادئ العامة ليست أجندة حزبية، ولا نظرية فكرية أو سياسية خاصة بحزب أو تيار، لكنها مبادئ وطنية عامة تسمح بأقوى حشد وتعبئة لمعركة الدفاع عن مصر، كما تسمح بتوفير حياة كريمة للمواطن دون انتقاص ودون إسراف.

هذه المبادئ لن أطرحها من خيالي وأفكاري الخاصة، لكنني سأختارها من الخطاب الذي ألقاه السيسي في حفل تنصيبه رئيسا، وأرجو أن يتذكر هو ونظامه (كما نتذكر نحن) هذه المبادئ، ويجب أن يتعهد بالعمل على تحقيقها دون أعذار أو تراجع مهما كانت الضغوط.

والمبادئ التي أعلنها السيسي تتلخض في 20 نقطة أقدمها بألفاظه وتعبيراته:

1- الحفاظ على النظام الجمهوري الذي أسست له ثورة يوليو المجيدة

2- ثورة الشعب الثانية في 30 يونيو هي تصويب مسار لثورة 25 يناير

3- استعادة هيبة الدولة المصرية

4- تأكيد دولة القانون والقضاء والأمن، وحفظ الحقوق والحريات

5- تطوير جهاز الشرطة وإعادة الأمن للمواطن

6- ضمان الحرية بشرط ألا تتحول إلى فوضى وحق يراد به باطل

7- الجمع بين اقتصاد الدولة واقتصاد القطاع الخاص مع حفظ حقوق الفقراء والغلابة

8- تشجيع الرأسمالية الوطنية وتوسيع دور رجال الأعمال الشرفاء

9- تشجيع الصناعات كثيفة العمالة لتشغيل الشباب

10- توفير رعاية طبية متميزة لكبار السن

11- تطوير التعليم وربطه باحتياجات سوق العمل

12- تصحيح الإعلام، والاهتمام بالآداب والفنون لتستعيد مصر رونقها ودورها الثقافي

13- الاهتمام بالنسيج الاجتماعي والمصالحة بين أبناء الوطن باستثناء من أجرموا في حقه أو اتخذوا العنف منهجًا

14- تجديد الخطاب الديني بما يتلاءم مع العصر دون تنازل عن ثوابت العقيدة

15- تحقيق تكافؤ الفرص ورفع الظلم

16- مزيد من الاهتمام بالشباب والمرأة

17- عودة الدور القيادي لمصر، والاهتمام بالأمن القومي العربي

18- دعم حق الشعب الفلسطيني في دولة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو

19- علاقات دولية منفتحة بلا تبعية، تعتمد الندية والالتزام كدولة سلام، لكنه سلام الأقوياء وليس سلام الضعفاء

20- ضمان حق البسطاء في حياة أفضل

.......................................................................................................

هذه هي المبادئ العشرون التي أعلنتها بنفسك يا سيادة الرئيس.

أذكرك بها الآن، وأعيد تقديمها كملامح عقد اجتماعي (ابتدائي) يجب أن تلتزم ببنوده قبل أن يتم توثيقه في البرلمان المقبل.

يا سيادة الرئيس: وقع على العقد، وجدد العهد، والتزم بما أعلنت ووعدت، فالعقد شريعة المتعاقدين.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية