x

نيوتن الحرب على محافظ البنك المركزى نيوتن الأربعاء 07-10-2015 21:15


قصة غير جديدة. كان هناك فى الاتحاد السوفيتى القديم شخص كان محل شك الأجهزة الاستخباراتية بأنواعها. من «ك ج ب» إلى آخره. دأبوا سنوات فى مراقبته. لم يعثروا له على هفوة واحدة. راقبوا مكالماته. تحركاته. اتصالاته. والنتيجة واحدة. بعد انهيار الاتحاد السوفيتى. انتقل نفس الرجل إلى أمريكا. هناك سألوه. لم يعد هناك ما يخشى منه. أجاب. كشف عن اتفاقه مع المخابرات الأمريكية. أن يساعد فى سرعة انهيار الاتحاد السوفيتى. كيف. إذا تقدم لأى عمل مجموعة من الناس ما كان عليه إلا أن يختار أسوأهم. لا أكثر ولا أقل. أسوأهم سيقوم بالمهمة كاملة بعد ذلك.

■ ■ ■

لا حاجة لنا بمثل هذا الجاسوس. إذا شئنا تدمير بلدنا. نحن نقوم بهذا على الوجه الأمثل. فمثلاً محافظ البنك المركزى تسلم حقيبته وهى مليئة بالمتفجرات. لا يوجد إيراد يُذكر من السياحة. مطلوب منه إيجاد تمويل لعمرة كاملة فى الكهرباء. مطلوب منه الحفاظ على العملة المصرية. البديل ارتفاع رهيب للأسعار. مطلوب منه مراقبة التضخم. ضبط البنوك العامة التى تضاعفت أرباحها. هناك مصانع فتحت أبوابها فى خلال السنوات الأربعين السابقة. كل هذه المصانع لها طلبات استيرادية من الخارج. كلها بالعملة الصعبة. بدأ فى تمويل ما هو ضرورى. بناء على ما تيسر له.

قبِل الالتزام بالحد الأقصى للمرتبات. هو والعاملين معه. المفروض أن يستخدم أرقى العناصر الفنية. فقد بذلك معظم معاونيه. بدلاً من تقديم الشكر له. والتعازى على ما يضيع عليه شخصياً من إيراد. أصبح هدفاً للهجوم. كأنه لو تغير. وهذا ما يتمناه. ستنفتح علينا أنابيب الدولارات. ولن يتعطل مستورد واحد عن تعاملاته!

■ ■ ■

هل مطلوب من محافظ البنك المركزى تغيير الأولويات؟ غض البصر عن المشكلات العاجلة؟ التى تمس حياة المواطن بشكل مباشر. هل مطلوب منه الخضوع للابتزاز؟ وفتح اعتمادات مجانية؟

الإعلام لا يعاونه. الروتين لا يقف فى صفه. لم يسعفه شىء. لم يرحمه أحد. حتى جريدتنا الغراء فعلت ذلك.

بلدنا فى أزمة. ستمر إن عاجلاً أو آجلاً. مررنا فيما هو أسوأ. مطلوب تقدير للموقف. تفهم لظروف البلد. والقائمين عليه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية