x

أيمن الجندي هكذا نخدع أنفسنا أيمن الجندي الإثنين 05-10-2015 21:21


وصلتنى رسالة بديعة من الدكتور إيهاب رمضان أستاذ الطب النفسى بكلية طنطا. رسالة كاشفة بمعنى الكلمة وقد فسرت لى كثيرا من ذكرياتى التى كنت عاجزا عن تفسيرها. لماذا كان صديقى يذم زميلتنا الجميلة المهذبة؟ الآن أعرف أنه كان يريدها بشدة ولكنه يعلم أنها سترفضه لتباين المستوى الاجتماعى! وسوف تفسر لى أيضا أشياء تحدث الآن من المؤيدين للنظام الحالى ولماذا ينعتون كل من يبدى انتقادات بأنه يكره الجيش؟ ربما لأنهم كانوا مشاركين فيما يحدث حين أعطوا التفويض على بياض وأيدوا بشدة!

هذا المقال كاشف لنا جميعا. سوف نكتشف بعد قراءته أننا أوهن مما نتصور. مجرد كائنات هشة تحاول أن تمضى رحلة حياتها بأقل قدر ممكن من الألم.

أترككم مع رسالة الدكتور إيهاب رمضان أستاذ الطب النفسى بجامعة طنطا:

«آليات الدفاع يفعلها العقل اللاوعى لإزالة مشاعر الشعور بالذنب ومشاعر الخوف.. ويستعملها الناس بدرجات متفاوتة. وهذه بعض آليات الدفاع النفسى.

1- التبرير (Rationalisation): ويعنى آن يقوم الشخص بخلق تبريرات لحادث معين لا يناسب ما يطمح إليه ويسبب الإحباط له، فلكى يبعد عن نفسه مشاعر الإحباط والقلق والخوف فإنه يقوم بالتبرير لإراحة نفسه. مثال لذلك طالب لم يُوفق فى الالتحاق بكلية الطب التى كان يتمناها، فيبدأ فى وصف الكلية ومستقبلها بأوصاف سلبية، وكأنها كانت غير مرغوبة من الأصل.

2- الإنكار (Denial) وهو التجاهل اللاشعورى لموقف مؤلم للنفس والتصرف كأن شيئا لم يكن، مثل أن يمارس مريض ميؤوس من شفائه وكأنه شخص طبيعى بدون محاذير بل قد يتناسى أدويته. أو أم مات ابنها وبدت طبيعية فى تصرفاتها بشكل أثار حيرة من حولها.

3- النقل (Displacement) ويترجمه ببساطة المثل القائل: (ما قدرش على الحمار قدر على البردعة) فالموظف الغاضب من مديره يقوم بإخراج طاقة الغضب صوب المواطن المطحون لاستحالة إخراجها ناحية الهدف الأصلى. وهذا المواطن سوف يقوم بإخراج طاقة الغضب تجاه زوجته، التى سوف تضرب أطفالها، وهكذا.

4- التفاعل العكسى (Reaction formation) عندما تظهر عكس ما تضمره (والذى هو مؤلم لنفسك لحقارته ودونيته) كأن تكره شخصا قريبا لديك فعندئذ تكره هذا الشعور وتحاول إخفاءه بإظهار عكسه تماما من اهتمام مبالغ فيه. أو تبالغ الزوجة الخائنة فى الاهتمام بشؤون زوجها بطريقة لا واعية.

5- الإزالة الرمزية (Undoing): مثلما يتحم الزانى مراتٍ كثيرة كأنه يتطهر من الفعل نفسه. أو قيام الفاسدين بالأعمال الخيرية.

6- التسامى (Sublimation) وهو آن تتسامى عن مشاعر دونية حيوانية مادية لتحولها إلى مشاعر وتصرفات راقية أو روحانية.. يحب فتاة ويعتقد استحالة قبولها له فيبدأ بالتصرف معها كأنه أخ مخلص ناصح.

7- التوحد (Identification) مع شخصية قائدة أو مشهورة والتصرف وكأنك هو. وربما كان فيها محاولة للنهوض بالشخصية وخصوصا فترة المراهقة.

8-الإسقاط (Projection) وهو أن تسقط ما فى نفسك على الآخرين. فالكذاب يرى الجميع كذابين واللص يريد أن يكون الجميع لصوصا حتى لا يشعر أنه أسوأ من الآخرين.

وفى النهاية يتبقى ذكر أن الإكثار من استعمال الحيل الدفاعية النفسية بكثرة هو نوع من تغييب العقل والمواجهات المنطقية للمشاكل، وهدفها دائما إراحة النفس والعيش دائما فيما يسمى (المنطقة المريحة) (comfort zone). وبداية الإنجاز أن تخرج منها. ذلك أن هذا السلام المزيف مع الذات سوف ينقشع إن عاجلا أو آجلا.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية