يستعد فريق ريـال مدريد الإسباني لكي يحل ضيفًا على جاره العنيد أتلتيكو مدريد، ضمن منافسات الجولة السابعة من الدوري الإسباني، وحسابات الصدارة هي ما يشغل بال الفريقين في الوقت الحالي، بعد تعثر برشلونة.
وفي الفترة الأخيرة، شكل أتلتيكو مدريد عقدة لريـال مدريد في الدوري فقط، وأصبح ندًا قويًا للغاية يخشاه النادي الملكي ويحسب له ألف حساب، بعدما كانت الحسابات كلها من أجل برشلونة فقط، والفضل يرجع في ذلك لدييجو سيميوني، مدرب «الروخيبلانكوس».
ما حل ريـال مدريد للفوز في مواجهة أتليتكو؟
«بينيتيز» سيلعب بطريقة «4-2-3-1» ولديه بيبي مصاب، أي أنه سيشرك «فاران» بجوار «راموس»، وسيلعب بكل من «مودريتش» و«كروس» في العمق، وأمامهم «كوفاسيتش» ربما و«إيسكو» على اليمين و«رونالدو» على اليسار، هذا في حالة فقط استمرار غياب «بيل» و«جيمس».
هناك أزمة قد تتكرر وهي إن غاب «راموس» وشارك «فاران» بجوار «ناتشو»، حينها سنرى الدفاع مهلهلاً، لكن «راموس» قد يشارك بنسبة كبيرة، الأهم أن «بينيتيز» مختلف عن «أنشيلوتي»، فالأول يخلق زحامًا أمام المرمى ويندفع لمواجهة الخصم، مما يخلف مساحات في الخط الخلفي، والثاني كان يلعب بطريقة «4-3-3» وأهم مفتاح لديه هو خط الوسط.
كيف يفعلها ريـال مدريد وما هو حله السحري؟
«مودريتش»، كان كلمة سر ريـال مدريد في كل انتصاراته على أتلتيكو، وفي الليلة التي يغيب خلالها عن الفريق أو لا يكون في حالته حينها تسقط قلعة الملوك بكل بساطة أمام قوة «الروخيبلانكوس»، فـ«مودريتش» يربط خط الوسط بالفريق بأكمله، فهو كالملحن الذي يربط الألحان، نراه يتسلم الكرة من الدفاع ويوجهها للأمام أو الطرف أو يحتفظ بها أو يمررها بجواره ويتقدم ليتسلمها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، أعيدوا مشاهدة نهائي دوري أبطال أوروبا ضد أتلتيكو مدريد.
«أنشيلوتي» كان حزينًا للغاية حينما فقد مجهودات «مودريتش» لفترة سقط خلالها الريـال بقوة، وتسببت فيما بعد في إقالة المدرب الإيطالي، أتلتيكو مدريد هو فريق بدني قوي للغاية تحت قيادة «سيميوني»، لمدة عامين ونصف العام أصبحوا مشكلة كبيرة للغاية، ولكن كان «مودريتش» هو العقل المدبر لكل انتصارات ريـال مدريد حينما يواجه أتلتيكو في فترة «سيميوني»، فاللاعب الكرواتي يمتلك رؤية ممتازة وتمريرات سحرية، وسبق لـ«سيميوني» أن تدبر أمر كل من «بنزيما» و«بيل» و«رونالدو» لكن «مودريتش» يبقى الخيار الأصعب، فهكذا ستنتهي المباراة بالتعادل إن اهتممت بأربعة لاعبين.
ما حل أتلتيكو مدريد للفوز في مواجهة الليلة؟
«سيميوني» سيلعب بطريقة «4-4-2»، طريقته المفضلة، لكن أصبح يمتلك شكلًا جديدًا وسرعة في التمرير، حيث أصبح الجانب البدني أقل، واعتمد «سيميوني» نظامًا دفاعيًا جديدًا بالضغط على الخصم من منتصف الملعب، لكن مازال هو ذاته دييجو القديم في ملء منطقة العمق، خاصة بعد استعادة فيليبي لويس.
أزمة «الروخيبلانكوس» في الماضي كانت في الاندفاع البدني والحصول على بطاقات كثيرة، خاصة حينما يفقدون الكرة، وهم بارعون في فقد الكرة، فالعنف لن يكون حلًا، خاصة مع رحيل كل من «توران» و«جارسيا»، فالفريق تغير شكله وخاماته كثيرًا السرعة وامتلاك الكرة أصبحت الحل.
كيف يفعلها أتلتيكو مدريد؟
الأمر واضح وصريح، فـ«سيميوني» متوقع بعض الشيء، سيشرك «جودين» و«خيمينيز» وخوان فران و«لويس» في الدفاع، «نيجويز» و«جابي» و«تياجو» وأوليفر توريس في الوسط، مع شكوك حول غياب «كوكي»، و«جريزمان» و«توريس» في الهجوم، مع استمرار «جاكسون» في تخييب الآمال، إلا إذا ما فضل «سيميوني» المغامرة.
إيقاف «مودريتش» سيكون شغله الشاغل، وليس إيقاف «رونالدو» أو «بنزيما»، فهو سيترك خوان فران لإيقاف «رونالدو»، تلك فكرة سيئة لكنه سيوقف «مودريتش» قدر الإمكان، «كروس» يتقدم كثيرًا لكن «بينيتيز» يقيده بأدوار دفاعية بحتة، أما «مودريتش» فمن الصعب أن يتم تقييده بأي التزام سوى الإبداع، ولذلك سيجعل مهمة الثنائي «جابي» و«تياجو» هي خلق فوضى في منتصف الملعب، ينتج عنها ارتباك تام، وسيعتمد على المرتدات السريعة، خاصة من جانب «توريس» و«جريزمان» وانطلاقات الثنائي السريعة وسيجعل مسافة قصيرة بين خطي الوسط والدفاع.
في النهاية، قد نرى مباراة قوية للغاية، ريـال مدريد لديه بعض الثغرات لكن يمتلك حلا سحريا، وأتلتيكو مدريد لديهم حل في المقابل، لكن لن يصاب أحد بالإحباط إذا ما انتهى اللقاء بالتعادل، غالبًا تحدث هذا الأمور في «الدربيات» التي لها حساسية خاصة مع مدرب مثل «سيميوني»، الذي يفضل الخروج بأقل الخسائر، لكن على أرضه.. هل يفعلها ويرضى بالتعادل فقط؟.