x

«سيميوني» و«جريزمان».. إخراج الأرنب من القبعة

الأربعاء 16-09-2015 16:10 | كتب: محمد الفولي |
أنطوان جريزمان ودييجو سيميوني أنطوان جريزمان ودييجو سيميوني تصوير : اخبار

يعتبر الكثير من الأشخاص أن ما فعله المدير الفني لأتليتكو مدريد الإسباني، الأرجنتيني دييجو سيميوني، مع الفريق يعد نوعًا من السحر، حيث أعاد له طابعه التنافسي والألقاب وحب مقارعة الكبار منذ توليه منصب المدرب.

من أشهر الحيل في عالم السيرك والمسرح والعروض تلك التي يمارسها الساحر بإخراج أرنب من قبعة سوداء، وإذا كان «سيميوني» في هذه الحالة هو الساحر فإن الأرنب هو الفرنسي الرائع أنطوان جريزمان، الذي أطلق المدرب الأرجنتيني كل مكنوناته الكروية منذ انتقاله لـ«الروخيبلانكوس» الموسم الماضي، وأصبحت أهدافه تقفز بين شباك الخصوم من ملعب لآخر.

كان «جريزمان» قبل انتقاله من ريـال سوسييداد لأتلتيكو مدريد يلعب كجناح أيسر، فهذا هو المركز الذي كان يتألق فيه وسجل منه 20 هدفًا في كل المسابقات وصنع خمسة بموسم «2013-2014»، ولكن «سيميوني» كان واضحًا منذ بداية ضمه، حيث أكد أنه يرغب في تغيير طريقه لعبه.

تمثلت بداية التغييرات التي أدخلها «سيميوني» على طريقة لعب «جريزمان» في تطبيق فلسفة الفريق عليه، والتي تتمثل في اللعب الجماعي، ففي أتلتيكو لا يوجد نجم أوحد، لذا علم اللاعب جيدًا أن عليه تطبيق هذا الأمر ونسيان ما قاله في المؤتمر الصحفي لتقديمه، حينما طلب منه أحد الصحفيين وصف طريقة لعبه وقال إنه يحب «الاحتفاظ بالكرة».

خلال الموسم الماضي، لعب «جريزمان» كرأس حربة ثاني، أسفل الكرواتي ماريو ماندزوكيتش، وشكلو سويًا ثنائيًا مزعجًا للغاية، وفي بعض الأحيان كان يؤدي دور صانع ألعاب متحرك بقطع الملعب ناحية اليمين أو اليسار، للعمل على خلخلة دفاع الخصوم وتفريغ المساحات.

احتاج «جريزمان» في بداية عامه الأول لبعض الوقت للتأقلم على المتطلبات البدنية والفنية لـ«سيميوني»، لذا غالبًا كان لا ينهي كل المباريات كاملة، ولكنه في النهاية أتم الموسم بسجل رائع بتسجيل 25 هدفًا وصناعة ستة في كل المسابقات.

مع بداية الموسم الجاري، واصل اللاعب الفرنسي تقديمه مستوى مميز بتسجيل هدف في لاس بالماس وصناعة هدفين في مواجهة إشبيلية، ثم تسجيل هدفي الفوز، الثلاثاء، في مرمى جالاطا سراي التركي، بالجولة الأولى بدور المجموعات بدوري أبطال أوروبا.

وكشفت مباراة الثلاثاء عن أن «سيميوني» عازم على تنويع الأدوار والمراكز التي سيلعبها «جريزمان» هذا الموسم، حتى في نفس المباراة الواحدة، حيث بدأ المباراة كظهير أيسر ولكن بعد ربع ساعة فقط تحول لمهاجم ثان مع تراجع فييتو كصانع ألعاب وصعود ساؤول نيجييز للجانب الأيسر في حالة الهجوم ورجوعه لمحور الارتكاز مع «تياجو» في الدفاع.

بعدها تمكن «جريزمان» من تسجيل الهدف الأول «ق18» ولم ينتظر سوى دقائق قليلة حتى أضاف الهدف الثاني له ولفريقه «ق25»، بل وكان قريبًا من الوصول لـ«هاتريك» لولا سوء الحظ.

بعيدًا عن النواحي التكتيكية السابق ذكرها، فإن «سيميوني» تمكن من إضفاء طابع النهم الكروي على «جريزمان»، حيث يظهر هذا في التصريح الذي قاله الأخير عقب المباراة التي كان نجمها وهز فيها الشباك مرتين، حيث أعرب الفرنسي عن شعوره بـ«الغضب» من نفسه لأنه فشل في إحراز الهدف الثالث.

لم يخرج الأرنب من القبعة لأن الساحر كان يرغب في ذلك فقط، بل لأن «جريزمان» منذ الصغر اعتاد على الكفاح، فهو يتذكر جيدًا كيف تعرض للرفض من قبل معشوقه الأول ليون الفرنسي بسبب ضعف بنيته الجسدية، حتى التقطه أعين الكشاف إريك أولهاتس أثناء إحدى بطولات الأطفال، حينما كان عمره 13 عامًا، لينضم إلى ريـال سوسييداد الإسباني ويبدأ من هناك رحلته التي لا يزال يتبقى فيها الكثير خاصة وأن عمره 24 عاما فقط.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية