x

نيوتن السلام غاية.. الحرب وسيلة نيوتن السبت 03-10-2015 21:46


عزيزى نيوتن

ذكرت فى مقالك «زلزال الرئيس» أن السيسى فى نيويورك قام بأشجع مبادرة تلى مبادرة السادات للسلام، هى تمكين السلام، التوسع فى اتفاقية السلام مع إسرائيل. والرأى عندى أن مبادرة تمكين السلام هذه كان على الرئيس السيسى أن يتوجه بها، لا إلى الدول العربية الأخرى من فوق منبر الأمم المتحدة، لكن من داخل مصر إلينا نحن المصريين، الذين مازلنا نعانى من موروثات غير قابلة للنقاش من أيام الحرب، كما ذكرت فى مقالك، وذكريات مؤلمة لم نستطع تجاوزها حتى عشنا سجناء الماضى، ومازلنا على هذه الحالة، كما قلت فى مقالك.

بالصدفة كنت أشاهد بالأمس برنامجاً إخبارياً شهيراً على إحدى الفضائيات، تناول صاحبه سيرة الكاتب الراحل على سالم، بكل الخير لاشك، لكنه حين عرض لرأى الراحل الكبير فى العلاقات مع إسرائيل قال: هنا أختلف معه، فإسرائيل هى العدو، أمس واليوم وغداً، تكاد هذه تكون الحقيقة المطلقة فى كل ما نعيشه من أحداث.

وكم كنت أود لو أخبرنا الإعلامى النجم ما حقيقة عداء إسرائيل لنا اليوم، وماذا فعلته منذ توقيع اتفاق السلام مع مصر، يمكن أن يندرج تحت اسم عمل عدائى ضد مصر. وليس هو فقط، لكن كل صفوف النخبة، وجماهير الشارع، تصف إسرائيل دون تردد ودون تفكير بالعدو، وبدولة الكيان الصهيونى، كموروث ثقافى وسياسى، صار جزءاً لا يتجزأ من وعينا ومن اللاوعى، حتى أصبح الخروج عنه أو مناقشته يستدعى الاستنكار والاستهجان وربما المقاطعة.

لقد خرجت دول كثيرة من إسار ماضيها وموروثاته، وتعاملت مع الحاضر بمستجداته، فلم تسبح ضد الواقع وضد حركة التاريخ كما ذكرت فى مقالك. لقد قتلت أمريكا خمسة ملايين فيتنامى فى حربها ضد بلادهم، ورغم ذلك تجاوز الفيتناميون عقبة الماضى وعقدته، واستقبلوا جون كيرى ليحتفل معهم بذكرى نهاية الحرب. ونحن نعلم ما تكبدته ألمانيا واليابان من خسائر بشرية ومادية على يد الحلفاء، هى أضعاف أضعاف ما تكبدته مصر على يد إسرائيل مضاعفة، فلم يمنعهما ذلك من التعامل مع هذه الدول بمنطق الواقع، فأصبحتا اليوم أكبر قوتين اقتصاديتين فى العالم. لا يزعم أحد أن اليابان وألمانيا قد نسيتا ما أصابهما أو أنهما تسامحتا فيه، لكنهما لا يزعمان فى المقابل أن أمريكا هى العدو ويقاطعانها، فليس فى السياسة عداء سرمدى إلا بين الأغبياء. كذلك مصر، فليس السير فى علاقة مع إسرائيل يعنى بالضرورة أننا غفرنا لها، أو أننا نحبها، لكن مقتضيات الواقع والمصلحة تفرض ذلك.

ليت السيسى يتزعم فى شجاعة حملة توعية لنخبته قبل شعبه، بأن العداء والصداقة بين الدول لا يخضعان لموروثات الماضى، وإنما يتحددان بطبيعة العلاقات الحالية والمصالح بين هذه الدول، وأن الختم على علاقتنا بدولة ما بخاتم العداء السرمدى اليوم والأمس وغداً، كما يريد البعض، ليس من السياسة فى شىء، بل هو من العجز عن إقامة علاقة متوازنة معها لمصلحة بلدينا.

د. يحيى نورالدين طراف

تعليق نيوتن

السلام غاية. هكذا قالت الأديان. هكذا نبدأ نحن المسلمين بالتعارف على أى إنسان. بجملة واحدة. السلام عليكم. مفتاح كل شىء. هل هناك أكثر من ذلك بلاغة؟ هل هناك أكثر من ذلك تحريضاً على السلام؟

الموضوع مثار ومطروح علينا بقوة منذ 77. مع ذلك لم يأخذ حقه من المناقشة العقلانية. الغوغائية والصراخ لم يمنحا أحداً فرصة لفعل ذلك. الآن وبعد شجاعة الرئيس السيسى جاءتنا الفرصة. اغتنامها ضرورة. فالحرب كانت دائماً وأبداً وسيلة فى كل العصور. السلام وحده الغاية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية