x

مصطفى عبد الله كيف تصبح مليارديراً؟! مصطفى عبد الله السبت 03-10-2015 21:50


أتذكر مقولة مهمة أطلقها أحد مشاهير السياسة والمال فى إيطاليا حين قال: «عندما تريد أن تصبح من زمرة المليارديرات أو تدخل الحياة السياسية من أوسع أبوابها يجب عليك أن تتبع النصائح الآتية: أن تؤسس حزبا سياسيا كبداية قبل أن تمتلك ثلاثة أشياء أخرى: قناة تليفزيونية، وصحيفة يومية، ومجلة أسبوعية للدفاع عن آرائك، وتشارك فى بنك حتى يضمن قروضك وديونك، والأهم أن تملك نادياً كروياً مشهوراً حتى تؤيدك جماهيره وعشاقه، ولا تنسَ بعد نجاحك الأكيد أن تشترى نواباً فى البرلمان حتى يؤيدوا أفكارك ويدافعوا عن سمعتك».

وهى المقولة التى سار عليها سيلفيو برلسكونى فى بدايه مشواره السياسى حين استغل صداقته مع كراكسى، رئيس الوزراء، الذى وافق على منحه قطعة أرض قريبة من مدينة ميلانو فى منتصف السبعينيات استغلها برلسكونى لإقامة مشروع سكنى كبداية، وبعد خمس سنوات أطلق قناة تليفزيونية ومن بعدها أربع قنوات أخرى، رغم صدور حكم قضائى بإيقاف تلك المحطات لم يُنفذ بعد تدخل كراكسى وإصداره مرسوماً عاجلاً بالسماح لشركات البث التليفزيونى الخاصة ببرلسكونى بالبث!، وفى عام 1986 قام برلسكونى بشراء نادى إيه سى ميلان الشهير، وجدد فريقه بضم المشاهير، وعلى رأسهم الثلاثى الهولندى جوليت وريكارد وفان باستن واليوغوسلافى سافيتشفيتش والليبيرى جورج وايا والروسى شيفشينكو، ليبدأ حصاد البطولات المحلية والأوروبية والعالمية ليسيطر برلسكونى على الملايين من محبى وجماهير ميلان، وفى بداية التسعينيات أسس حزبا جديدا تحت اسم «فورسا إيطاليا»، ومن بعده أسس صحيفة يومية ومجلة أسبوعية ليكتمل المخطط أو الحلم ويفوز حزبه بالأغلبية فى انتخابات 1994.

ليتولى برلسكونى رئاسة الحكومة مدة أربعة أشهر فقط بعد انسحاب أحد أحزاب التحالف، ثم عاد برلسكونى ليتولى رئاسة الحكومة للمرة الثانية عندما اكتسح انتخابات 2001 وعاد إليها بعد استقالة حكومة برودى ليستمر فى الحكم حتى 2012 سيطر خلالها بشكل مباشر على 90% من الإعلام الإيطالى، سواء كمالك أو رئيس للوزراء، بعد أن صنفته مجلة «فوربس» الاقتصادية كأغنى رجل فى إيطاليا، حيث قدرت ثروته بنحو 7.6 مليار دولار، وبعد نهاية سنوات العسل الطويلة انفجرت قضايا الفساد والمحاكمات التى انتهت بشطب عضويته من مجلس الشيوخ والحكم عليه بالعمل الاجتماعى وحرمانه من الترشح لمدة سنتين، ومن بعدها توالت فضائحه الجنسية وعلاقاته المشينة مع نجمات الاستعراضات الجنسية وفتيات أغلفة المجلات، وأشهرها حين قام برلسكونى بوساطة هاتفية للإفراج عن فتاة مغربية قاصر احتجزت فى قسم شرطة بتهمة السرقة، مدعيا أنها حفيدة الرئيس الأسبق مبارك، وهو درس واضح للفاسدين والمفسدين فى كل البلاد ومنها المحروسة، وهو ما ينطبق عليه المثل الشعبى «ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية