يبدو واضحاً أن اتحاد الكرة غير قادر على إدارة اللعبة، وهو ما اعترف به حمادة المصرى بقوله: «إن حالة الاحتقان التي تشهدها العلاقات بين القطبين أكبر من اتحاد الكرة، ولا يستطيع أحد داخل المجلس حلها، والاتحاد ليس وصياً على تصرفات مجالس إدارات الأندية، والذى يحاسبها هو وزير الشباب والرياضة»، وهو ما ظهر واضحاً خلال نهائى الكأس الأخير، الذي وصل الأمر فيه إلى تجاوزات غير مقبولة، وتسىء إلى سمعة الكرة المصرية، ومنها رئيس الزمالك وتصرفاته العشوائية، عندما تسلق سور المقصورة ونزل الملعب..
ووصل الأمر إلى شروعه في الاعتداء على علاء عبدالصادق عندما رفض مصافحته، وكاد يلقى ميداليات الأهلى أرضاً، بسبب هجومه العنيف والمتكرر على جميع المنتمين إلى غريمه الأحمر من رئيس وأعضاء مجلس الإدارة أو الجهاز الفنى والإدارى واللاعبين، وهو ما يدل على عدم احترام الشخصيات البارزة التي حضرت حفل التسليم للاعبى الفريقين، وعلى رأسها كبير الياوران، الممثل الشخصى لرئيس الجمهورية، ووزير الشباب والرياضة، وهى ليست المرة الأولى، فمعظم تصريحات رئيس الأبيض تنتهى بكارثة، مثلما حدث على أبواب استاد الدفاع الجوى، فضلاً عن تصريحاته النارية التي يطلقها كل ليلة من خلال الفضائيات، وتهديده المستمر للجميع، حتى وصل الأمر إلى سيرة الأم والضرب بالحذاء..
كل ذلك مر مرور الكرام على الجبلاية دون حساب أو عقاب، كما تفعل الدول المحترمة، والأدهى والأمرّ الفتوى التي أدلى بها أحد الأعضاء بأن عبدالصادق غير مصرح له بالنزول لأرض الملعب بدلاً من أحد أعضاء المجلس الأحمر لتسليم الميداليات، والسؤال: هل اسم رئيس الزمالك مكتوب في قائمة اللاعبين والجالسين على دكه البدلاء؟ مما يدل على رهبة وخوف أعضاء الجبلاية من رئيس الزمالك الذين وقفوا عاجزين أمام خروجه المستمر عن النص، وكان من الطبيعى أن تنعكس هذه التصرفات غير اللائقة عندما هدد فيريرا بتقديم استقالته بعد تلقيه سيلاً من السباب من أحد أعضاء المجلس الأبيض بعد منعه من الدخول إلى غرفة خلع الملابس عقب المباراة، وكان الرد سباباً للمدرب، كما قام محمود الشامى عقب المباراة بالتعليق الغريب عندما حمَّل الأمن مسؤولية التواجد الجماهيرى بالملعب، مطالباً بتحقيق فورى حول تواجدهم، وأبدى اندهاشه الشديد من السماح بدخول أكثر من 1500، أكثر من المسموح لهم بالدخول من مسؤولى الأهلى والزمالك واتحاد الكرة، والأجمل أن العضو نفسه قدم الشكر إلى لجنة كأس مصر، وصرف مكافآت لمنظمى المباراة!! بينما أطلق رئيس الزمالك على نفسه لقب «تاجر السعادة»، رغم أنه كان السبب في نشر الفتنة والفوضى التي أشعلها متعمداً بين القطبين، وهو ما ينطبق عليه ما كتبه أمير الشعراء «إنَّما الأممُ الأخلاقُ ما بقيتْ.. فإنْ هُمُ ذهبتْ أخلاقُهم ذهبوا».