كانت الحضارة الأولى في بلاد الرافدين على يد سكان ما بين النهرين القدماء. وبعد سنة ٦٠٠٠ ق.م. ظهرت المستوطنات التي أصبحت مدناً في الألفية الرابعة ق.م. وأقدم هذه المستوطنات البشرية هناك إيريدو وأوروك (وركاء) في الجنوب، حيث أقيم بها معابد من الطوب الطينى وفيها ظهرت الكتابة المسمارية وفى ٢٣٥٠ ق.م. جاء الأكاديون فى٤٠٠٠ ق.م، وآلت إليــهم السلطــة في نحو (٢٣٥٠ ق.م) بقيادة سرجون العظيم، وحلت اللغة الأكادية محل السومرية، وظل حكم الأكاديين حتى أسقطه الجوتيون عام ٢٢١٨ ق.م.
وبعد فترة عاد الحكم للسومريين مرة أخرى ثم جاء العيلاميون ودمروا أور سنة ٢٠٠٠ ق.م.وسيطروا على معظم المدن القديمة ثم جاء حمورابى من بابل إلى أور ووحد الدولة لعدة سنوات قليلة في أواخر حكمه ثم تمكن الحيثيون القادمون من بلاد الأناضول من إسقاط الإمبراطورية البابلية ليعقبهم الكوشيون لمدة أربعة قرون.
وبعدها استولى عليها الميتانيون القادمون من القوقاز وظلوا ببلاد ما بين النهرين لعدة قرون،وظهرت دولة آشور في شمال بلاد ما بين النهرين وهزم الآشوريون الميتانيين واستولواعلى مدينة بابل عام ١٢٢٥ ق.م. ووصلوا البحرالأبيض واحتلوا بلاد الفرس في ١١٠٠ ق.م.
ثم تناوب على حكم العراق الفرس الأخمينيون واليونانيون بدءاًبالإسكندرالمقدونى، مروراً بالدولة السلوجقية والفرس الساسانيون،ومن ثم بدأ عهد حكم المسلمين للعراق وفى عام ٧٦٢م قام العباسيون بإنشاء مدينة بغداد بقيادة أبوالعباس السفاح، وتولى بعده أبوجعفر المنصور منذ العام ٨٠٠م، وبدأت عدة مناطق تعلن استقلالها عن الدولة العباسية، وتحولت إلى إمارات أو ممالك تحكمها سلالات متعددة.
وفى عام ١٢٥٨م دمرت بغدادمن قبل هولاكو خان، وفى النهاية سيطرالعثمانيون على العراق، وقسموها إلى ثلاث ولايات، الموصل وبغداد والبصرة.
ثم قام القائد المنغولى هولاكو خان سنة ١٢٥٧ باجتياح العراق وتدميرها وفى ١٤٠١ غزا تيمورلنك العراق وصولا لمابعد الحرب العالمية الأولى، حيث وقع العراق تحت الاحتلال البريطانى، ثم الانتداب،ثم حصل على استقلاله من المملكة المتحدة «زي النهارده» ٣ أكتوبر عام ١٩٣٢م، لتقوم المملكة الهاشمية العراقية بتسلم فيصل الأول بن الشريف حسين تاج العراق، ومن بعده الملك غازى الأول، وهو ثانى ملوك العراق ومن بعده الملك فيصل الثانى وهو آخر ملوك العراق. وفى عام ١٩٥٨م، تحول العراق إلى النظام الجمهورى
ويقول الدكتور أنورمغيث، الأستاذ بجامعة حلوان، إن العراق بدأ تاريخها المعاصر باستقلال قوي تحققت فيه دعائم دولة جديدة ومتماسكة الأركان وواضحة المعالم بعد الاستقلال عن الاحتلال البريطاني ولو كانت مضت قدما على طريق الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية وحرية التعبير والتداول السلمي للسلطة ما أصابها الذي أصابها لاحقا ولما تحولت إلى دولة يحكمها نظام استبدادي شمولي حتي وإن حقق هذاالنظام الاستقرار فإن الاستقرار سيستمر إلى حين ثم فجأة تتفجر الأوضاع لسبب طائفي أو سياسي أو اقتصادي أو لاحتكار النخبة للحكم وخيرات البلد ولذلك تجد الانقلابات متكررة في الدول ذات الأنظمة المستبدة أو أن أصابع الغرب تجد في مناخ كهذا تربة خصبة للعبث.