x

15 عامًا على «انتفاضة الأقصى».. انتهاكات إسرائيلية متواصلة وردود فعل باهتة

الجمعة 02-10-2015 10:45 | كتب: غادة حمدي, وكالات |
قوات الاحتلال تواصل عدوانها على الفلسطينيين فى الأراضى المحتلة قوات الاحتلال تواصل عدوانها على الفلسطينيين فى الأراضى المحتلة تصوير : رويترز

بعد 15 عامًا على انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية، عقب اقتحام الزعيم الأسبق لحزب «الليكود»، رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق، آرييل شارون باحات المسجد الأقصى، برفقة جنود الاحتلال، مازال المشهد يتكرر وبانتهاكات أشد لـ«الأقصى»، حيث يواصل المستوطنون اقتحامه بمشاركة نواب ووزراء بارزين، لكن دون بوادر عملية لانتفاضة جديدة، رغم التحذيرات الفلسطينية المتكررة من إمكانية حدوثها.

وواصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلى، أمس، حصارها العسكرى للأقصى، وفرضت قيودًا على دخول المسلمين، وأغلقت المسجد أمام الفلسطينيين ممن تقل أعمارهم عن 50 عامًا، وحمت المستوطنين خلال اقتحاماتهم الجديدة للأقصى، وجولاتهم الاستفزازية فيه.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية، أمس، أنها اعتقلت 12 فلسطينيًا فى القدس المحتلة، ليل أمس الأول، زاعمة أنهم «شاركوا فى المواجهات الأخيرة التى شهدتها القدس»، فى حين أفادت شبكة «سكاى نيوز» البريطانية بأن القوات الإسرائيلية تشن حملة اعتقالات واسعة فى أحياء القدس وبلداتها، طالت نحو 200 فلسطينى خلال الأسبوعين الماضيين.

ويخشى المسلمون من التقسيم الزمانى والمكانى للمسجد الأقصى، بسبب الدعوات المتكررة التى تطالب بها تيارات سياسية متطرفة من اليهود، وتتجلى هذه الدعوات عند الأعياد الدينية اليهودية، فيحتج الفلسطينيون على زيارات اليهود إلى المسجد، لوجود متطرفين بينهم يؤدون شعائر دينية، ويعلنون أنهم ينوون بناء ما يسمونه «الهيكل» مكان المسجد. كان الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، حذر فى خطابٍ ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من أن استخدام إسرائيل «القوة الغاشمة» فى الأقصى قد «يحول الصراع من سياسى إلى دينى، ويفجر الأوضاع فى القدس وبقية الأراضى الفلسطينية المحتلة».

وإحياءً لذكرى الانتفاضة الثانية، وصلت، أمس، «مسيرة الوفاء» لشهداء هبّة القدس والأقصى، التى تنظمها لجنة الحريات والشهداء والأسرى المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا فى الداخل الفلسطينى إلى بلدة كفر مندا فى الجليل، بمشاركة رئيس الحركة الإسلامية فى الداخل الفلسطينى، الشيخ رائد صلاح، ورئيس بلدية طمرة، سهيل دياب، وأعضاء فى المكتب السياسى فى الحركة، وجابت المسيرة خلال الأيام الـ4 الماضية مدن وقرى الداخل الفلسطينى التى سقط فيها شهداء فى «هبّة القدس»، وزار المشاركون منازل أهالى الشهداء ووضعوا أكاليل الزهور على مقابر الشهداء.

وقبل 15 عامًا، وفى يوم 28 سبتمبر 2000، اندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى)، عقب اقتحام شارون باحة المسجد، وشهدت القدس مواجهات عنيفة، أسفرت عن إصابة العشرات، وسرعان ما امتدت إلى جميع المدن فى الضفة وقطاع غزة، وسُميت بـ«انتفاضة الأقصى».

واعتُبر الطفل الفلسطينى «محمد الدرة»، رمزًا للانتفاضة الثانية. فبعد يومين من اقتحام الأقصى، أظهر شريط فيديو التقطه مراسل قناة تليفزيونية فرنسية، فى 30 سبتمبر 2000، مشاهد إعدام حية للطفل الدرة (11 عامًا)، الذى كان يحتمى إلى جوار أبيه ببرميل أسمنتى، فى شارع صلاح الدين، جنوب مدينة غزة. وبحسب أرقام فلسطينية وإسرائيلية رسمية، أسفرت الانتفاضة الثانية عن استشهاد 4412 فلسطينيًا وإصابة 48322 آخرين، فيما قُتل 1069 إسرائيليًا. وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين بأن سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من 90 ألف فلسطينى منذ بدء الانتفاضة الثانية.

وتوقفت انتفاضة الأقصى فى 8 فبراير 2005، بعد اتفاق هدنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين فى قمة «شرم الشيخ»، إلا أن مراقبين يرون أن الانتفاضة لم تنتهِ لعدم توصل الفلسطينيين والإسرائيليين إلى أى حل سياسى، مع استمرار المواجهات. ويقول سياسيون فلسطينيون إن ما تشهده القدس من اقتحامات متكررة حاليًا قد يكون شرارة لاندلاع انتفاضة ثالثة، خاصة مع قرار الحكومة الإسرائيلية بتغيير تعليمات إطلاق النار ضد راشقى الحجارة، بما يسمح باستخدام الرصاص الحى ضدهم، لكن مراقبين يرون أن تحركًا يفضى لانتفاضة جديدة لم يحصل حتى الآن، ولأسباب متباينة، أهمها الانقسام الفلسطينى وفقدان الثقة فى القيادة.

من ناحيته، قال القيادى فى حركة «حماس» فى الضفة الغربية، فازع صوافطة، إن «الخطر الذى يتعرض له المسجد الأقصى يتطلب ثورةً شعبيةً وانتفاضةً تضع حدًا لغطرسة المحتل»، معتبرًا أن «الاستمرار فى تصدير المواقف الباهتة رسميًا وشعبيًا هو تكريس لحالة الاستسلام والهوان التى لن تعيد حقًا ولن تردع عدوانًا»، أما القيادى فى حركة فتح، أنور بدر، فطالب باتخاذ مواقف حقيقية لنصرة القدس، ومنع تقسيم المسجد الأقصى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية