x

تفاصيل خطة «التعليم» لمواجهة التطرف بـ«الأمن الفكري»

الهدف: بناء الوعي وحماية العقول من الانحراف والتطرف وخفض «ظواهر العنف»
الخميس 01-10-2015 12:13 | كتب: محمد منصور |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : السيد الباز

حصلت «المصرى اليوم» على خطة العمل المقترحة من وزارة التربية والتعليم للعام الدراسى الجديد حول التوجيه العام للتربية النفسية والتربية الاجتماعية، والتى جاءت تحت عنوان «برنامج لنشر ثقافة الأمن الفكرى بالمدارس».

الخطة التي أعدتها عزة محمد سليمان، موجه أول مركزى تربية نفسية بمديرية تعليم القاهرة، وتم توزيعها على المديريات الفرعية بالقاهرة، جاء فيها أن اللواء حسام أبوالمجد، رئيس قطاع مكتب الوزير، ترأس اجتماعاً لمديرى ووكلاء المديريات التعليمية، عبر الفيديو كونفرانس، كخطوة أولى لبدء تفعيل استراتيجية تحت مسمى «الأمن الفكرى»، للبدء في تنفيذها بداية من العام الدراسى الجديد.

وأكد أبوالمجد، خلال الاجتماع، أهمية تفعيل استراتيجية الأمن الفكرى كموضوع مهم يمس الأمن القومى، معتبرًا مبادرة وزارة التربية والتعليم «أفضل الطرق للحصول على فكر واع ومستنير مبني على حب الوطن والانتماء الحقيقي، خصوصًا مع الضرورة الملحة التي تفرضها الظروف الراهنة، وذلك للعمل على حماية أولادنا وصيانة فكرهم من كل أنواع الغزو الثقافى الهدام الذي قد يتعرضون له من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي».

وجاء في الخطة، التي وضعت في عهد وزير التعليم السابق، محب الرافعى، ووزعت على المدارس والمديريات التعليمية في عهد الوزير الحالى الهلالى الشربينى، أن المرحلة الأولى لتطبيق الخطة ترتبط بنشر ثقافة الأمن الفكرى داخل المؤسسة التعليمية، وبناء قدرات المعلمين والأخصائيين ومديرى المدارس والطلاب وأولياء الأمور، مع إنشاء أندية الأمن الفكرى التي تضم مجموعة من الطلاب وأولياء الأمور، وبإشراف الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بمتابعة وحدات التدريب والجودة.

وترتبط المرحلة الثانية، حسب الخطة، بتنمية مكونات الأمن الفكري باستخدام أنشطة مصممة لذلك ينفذها المعلم باستخدام أندية الأمن الفكرى، أما المرحلة الثالثة فترتبط بتنمية مكونات الأمن الفكرى خلال المناهج الدراسية بعد ضمان بناء قدرات المعلمين وبناء الوعى العام داخل المدرسة وخارجها حول مفاهيم ومكونات الأمن الفكرى، فيما تهدف المرحلة الرابعة لدمج محاور الأمن الفكرى كجزء من الخطة الاستراتيجية لتطوير التعليم قبل الجامعى في مصر.

وتمثلت الأهداف العامة للبرنامج، حسب الخطة، في نشر ثقافة «الأمن الفكرى» بين الطلاب والمدرسين وأولياء الأمور، وخفض الظواهر السلبية داخل المدارس؛ مثل العنف والتخريب والتطرف، وتنمية مهارات التواصل وإدارة الاختلاف، علاوة على تنمية الشعور بالمواطنة وبناء الشخصية الإيجابية.

وتستهدف الخطة كلاً من الآباء والمدرسين وسيشارك في تنفيذها الأخصائيون النفسيون والاجتماعيون وتوجيه التربية النفسية ووحدات التدريب.

وقالت الخطة، إن الأمن الفكرى يعنى «السكينة والاستقرار النفسى والاطمئنان القلبى واختفاء مشاعر الخوف من النفس البشرية». وقالت إن مفهوم الأمن الفكرى يعنى «الحفاظ على المكونات الثقافية الأصيلة في مواجهة التيارات الثقافية الوافدة، أو الأجنبية المشبوهة، فهو يصب في صالح الدعوة لتقوية هذا البعد من أبعاد الأمن القومى».

واعتبرت الخطة أن ذلك المفهوم «يعنى صيانة عقول أفراد المجتمع ضد أي انحرافات فكرية أو عقدية مخالفة لما تنص عليه تعاليم الإسلام الحنيف أو أنظمة المجتمع وتقاليده».

والأمن الفكرى، كما وصفته الخطة، يهدف إلى الحفاظ على هوية المجتمع «إذ إن في حياة كل مجتمع ثوابت تمثل القاعدة التي تبنى عليها» كما تهدف أيضا إلى «حماية العقول من الغزو الفكرى والانحراف الثقافى والتطرف الدينى»، وتعتبر الأمن الفكرى «من الضروريات الأمنية لحماية المكتسبات والوقوف بحزم ضد كل من يؤدى إلى الإخلال بالأمن الوطنى».

وعن مصادر تهديد الأمن الفكرى، قالت الخطة إنها تأتى من «جماعات التطرف والتشدد الفكرى، ومثيرى الفتن ودعاة الفُرقة» واعتبرت أن وسائل البث الإعلامى والإنترنت من مصادر تهديد الأمن الفكرى بسبب «ما تقوم بعرضه وبثه تلك الجماعات» و«نظرًا لما يسمى بالعولمة وعصر تدفق المعلومات بكثافة، فقد أصبح اللجوء إلى استراتيجية اجتماعية كاملة أمرًا ملحًا للمساهمة في الحفاظ على عقول الشباب وغيرهم من الغزو الفكرى وتحصينهم ثقافيًا من خلال المعلومات الصحيحة التي تزيد الوعى الأمنى والثقافي».

وقالت الخطة إن هناك رابطًا بين الأمن الوطنى والأمن الفكرى، فالأول يعني في مفهومه الشامل «تأمين الدولة والحفاظ على مصادر قوتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية»، فيما يعني الثانى كل ما «يهدد الهوية وتبني الأفكار الهدامة التي تنعكس سلبًا على جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية».

وتتطلب حماية الأمن الفكري عدة وسائل، حسب الخطة، التي تقول إن تلك الوسائل تنقسم إلى الطرق الوقائية وتشمل: «إظهار وسطية الإسلام واعتداله وتوازنه، ومعرفة الأفكار المنحرفة وتحصين الشباب ضدها، وإتاحة الفرصة الكاملة للحوار الحر الرشيد داخل المجتمع وتقويم الاعوجاج الفكري بالحجة والإقناع، والاهتمام بالتربية، والوقاية من الانحراف الثقافي والغزو الفكري عن طريق نشر المبادئ الفكرية القويمة ومبادئ الفضيلة والأخلاق».

وقالت الخطة، إنه من ضمن وسائل حماية الأمن الفكرى «دعوة المخطئ إلى الرجوع عن خطئه، والنهي عن مجالسة أهل الانحراف الفكري، وضرورة التفريق بين الانحراف الفكري الذي لم يترتب عليه فعل، وبين من أخلّ بفعله بالأمن في مجتمعه».

وتقول الخطة إن «المؤسسات التربوية والتعليمية من أولى الجهات بالحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمعات»، حيث تؤكد على ضرورة «معالجة الانحرافات الفكرية بمعالجة الأسباب والعوامل المؤدية لها والوقاية منها».

واقترحت الخطة بعض الوسائل لتنفيذ مبادرة الأمن الفكري، منها «موقع المدرسة، الإذاعة المدرسية، قضية اليوم، صندوق التظلمات، تنشيط البرلمان الصغير، المسابقات الثقافية والترفيهية، المناظرات والندوات، المعسكرات المتنوعة والسيكودراما».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية