متى نحاسب المفسدين الذين يخطفون السعادة من أيدى المصريين؟ متى ينتهى تخاذل المسؤولين أمام المفسدين والمتخاذلين؟ متى ننضج؟ متى ينتهى حب الفوضى والتدمير وإفساد كل ما هو جميل ويُدخل السعادة على شعبنا المساكين أغلبه. لابد أن تكون هناك حلول لدى المسؤولين عن الانضباط في هذه الدولة، وإذا كان ليس لديهم الحلول فعليهم أن يرحلوا غير مأسوف عليهم، ومن المؤكد أن مصر بها من يستطيع أن يواكب تطلعات رأس الدولة في تحقيق أحلام هذا الشعب الذي يعلم الله كم يستطيع الصبر على كل ما يعانيه من جهل وفقر وفساد، وأضف إلى ذلك عدم الانضباط الذي أصبح البعض يتفاخر به.
كنت أعتقد أننى سعيد الحظ عندما طلبت أن أحضر مباراة الأهلى والزمالك في نهائى كأس مصر، ولست هنا لأهنئ الفائز أو أتطرق إلى نتيجة ومجريات المباراة داخل الملعب. ذهبت إلى المباراة برفقة المهندس محمود الشامى، رئيس اتحاد الكرة بالإنابة، وعند الدخول خضعنا لجميع الإجراءات من التأكد من تعريف دخول المباراة وتصريح دخول السيارة وتفتيشها أيضاً، وبات من الواضح أن المنظمين والأمن ينفذون ما تم الاتفاق عليه بدخول ٢٥٠ فردًا فقط، بما فيهم الإعلاميون، ولكن الكارثة المحزنة والتى في تعريفنا لها أن المقصود هو إفساد المباراة، وقبل المباراة بنصف ساعة يوجد ما يزيد على ألف مشجع داخل مدرجات مقصورة شمال، بعضهم زمالك ولكن الأكثرية أهلى، وانتشر وسطهم الإعلاميون لا يدرون ماذا يفعلون لو تشابك مشجعو الفريقين ونحن نعلم الاحتقان الموجود، الذي يزيده بعض التصرفات غير المسؤولة من بعض أعضاء مجلسى إدارة الناديين، وصرخ محمود الشامى مهددًا بعدم إقامة المباراة في هذه الظروف وطلب إخلاء المدرجات من كل من دخل خِلسة ولا يحمل بطاقة تعريف، وبالطبع لم يخرج أحد.. ومن يخرجهم؟!، لقد دخلوا جميعًا بصحبة ومعرفة المنظمين والقائمين على تأمين الاستاد والدخول والخروج مهزلة. الغريب في الأمر أن وزير الداخلية حضر إلى الاستاد واطمأن على سلامة الإجراءات، وعادى قيل له كله تمام يا باشا وانتهى الأمر على ذلك. ما يُحزن أكثر حرص بعض أعضاء اتحاد الكرة وبعض الجماهير على الجلوس في الصف الأمامى غير مكتفين بوجود رئيس الاتحاد بجوار الوزير ومندوب رئيس الجمهورية، وأتوا لهم بكراسى إضافية وتزاحموا، ومنهم من احترم ذاته وجلس في الصف الخلفى، ونفس الشىء بالنسبة لأعضاء مجلس إدارة الناديين، وللأسف بعض أعضاء مجلس الإدارة لا يعرف الفرق بين عضو مجلس الإدارة وبين أن يكون مشجعًا، ورأيت بنفسى أحدهم وهو يقوم بالتشجيع والردح، والطريف رغم كل ما حدث ورغم استنكار الجميع لمن تواجدوا في المدرجات، نُفاجأ بعدد لا يقل عن 200 مشجع ومع طبل وقد دخلوا بين شوطى المباراة، ولا تعليق عما حدث أثناء توزيع الميداليات، لكن حزنى شديد لما بدر من مسؤولى الأهلى وهذا ليس عهدنا بنادى المبادئ والقيم، والغريب أن يخرج مسؤول في اتحاد الكرة ويقول ما فيش حاجة، وكأن ما حدث شىء عادى.
رحم الله آباءنا وأجدادنا وكل من هو محترم، أفيقوا أيها السادة، ليس هناك وقت لترك الفساد والمفسدين أكثر، وللأسف يقفز إلى ذهنى الآن المثل الشعبى (إذا كان رب الدار بالدُّفّ ضاربًا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص)، لا تلوموا الجماهير التي التزمت ولم تذهب إلى المباراة ولكن لوموا أنفسكم أو اقعدوا في بيوتكم، ما هيه فوضى (يرحم الله الفنان خالد صالح) وطول العمر لخالد يوسف.
شكر الله سعيكم.....