x

ياسر أيوب الأهلى يحتاج جراحة عاجلة ياسر أيوب الأحد 27-09-2015 20:23


في معارك الجيوش ومباريات كرة القدم.. ليست كل الهزائم متشابهة.. فهناك هزيمة لا تترك جروحا عميقة ومخاوف حقيقية من خسارة الحرب أو البطولة.. وهزيمة أخرى تفتح ألف باب لليأس والإحباط والاكتئاب أيضا، وتكبر بعدها الشكوك في تحقيق أي انتصار.. والنوع الأول من الهزائم يسهل تجاوزه ونسيانه أيضا.. أما النوع الثانى فقد يؤدى للانهيار الحقيقى إن لم تكن هناك تغييرات حقيقية في القيادة والتكتيك والتكوين والتشكيل.. وهزيمة الأهلى أمس الأول أمام أورلاندو الجنوب أفريقى في نصف نهائى الكونفيدرالية من النوع الثانى بالتأكيد.. ويسهل جدا المقارنة بين تلك الهزيمة وهزيمة الأهلى أمام نفس النادى في دورى الأبطال الأفريقى قبل عامين.. فالأهلى في الهزيمة الأولى خسر في الجونة بثلاثة أهداف نظيفة.. وعلى الرغم من أنها كانت الهزيمة الأفريقية الأكبر التي يتلقاها الأهلى في تاريخه داخل مصر إلا أن الجمهور لم يفقد الثقة ولم يهزمه الخوف أو القلق.. لم يطالب بإقالة محمد يوسف المدير الفنى ولم يفقد الثقة في إدارة ناديه.. وبالفعل واصل الأهلى مشواره بعد هذه الهزيمة القاسية، وفاز في النهاية بالبطولة نفسها بعد تغلبه على نفس فريق أورلاندو..

أما الهزيمة الثانية أمس الأول فقد أثارت عواصف القلق وحركت رياح الخوف والشك والارتياب والحزن أيضا على الرغم من أنه طبيعى جدا في حسابات كرة القدم أن يخسر ناد مباراة ذهاب نصف النهائى خارج بلده بهدف وحيد.. بل هناك من سيعتبر ذلك نتيجة يسهل التعامل معها وتجاوزها في مباراة الإياب.. وبالتأكيد هناك سبب أو تفسير لذلك يجب الوصول إليه والتوقف أمامه.. ومن الخطأ الفادح التعامل مع هذه الهزيمة باعتبارها أمرا طبيعيا في كرة القدم.. أو أنها هزيمة، المسؤول عنها فتحى مبروك، الذي لو قطعنا رقبته وجئنا بمدرب أكبر فستنتهى المشكلة ويعود الأهلى لسابق عهده.. فكل ذلك ليس صحيحا وليس واقعيا أيضا.. والحكاية أكبر من مجرد هزيمة مباراة.. لأننا أمام نقطة تحول هائلة ومزعجة في فلسفة الأهلى وروحه وطبيعته.. ويستدعى ذلك أن يتوقف محمود طاهر منزعجا مما جرى طيلة الفترة الماضية ومقتنعا بأنها ليست نوبة زكام أو صداع علاجها أقراص الأسبرين.. إنما يحتاج الأمر لجراحة حقيقية.. جراحة لاستعادة الأهلى الذي كان..

وعملية صعبة لاستعادة ثقة جمهور الأهلى.. الذي لولاه لن ينجح الأهلى في أي شىء.. فسياسة الخطوة خطوة ثبت فشلها.. ومحمود طاهر قدم الكثير جدا لكل من هم حوله وليس مضطرا للمجاملة أكثر من ذلك أو التطوع بسداد فواتير تم دفع ثمنها مقدما وقبل وقت طويل جدا.. ولابد من إعادة تذكير الجميع بالبدهيات الكروية في الأهلى.. فلا يبقى لاعب أكبر من الأهلى أو أقوى من مدير الكرة.. ولا يبقى مدرب هو آخر من يؤخذ رأيه عند مواجهة أي مشكلة.. ولا يبقى الأهلى بدون صوت واضح وقوى وحاسم يملك الذكاء واللياقة ويعرف متى يتكلم ومتى يسكت.. وسيخسر محمود طاهر كثيرا والأهلى أكثر لو بقى باب غرفة العمليات مغلقا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية