أثار رحيل الكاتب على سالم حالة من الحزن داخل الوسط الفنى، حيث أصيب النجم عادل إمام بالصدمة عند سماعه خبر رحيل سالم، فيما قال المخرج على عبدالخالق: تعرفت على الكاتب الراحل على سالم عام 1970 حين عرضت عليه تحويل مسرحيته «أغنية على الممر» لفيلم، وأثناء هذه الفترة قال لى إنه كتب المسرحية بعد استشهاد شقيقه «الجندى»، وتعرض لصدمة قوية، وبعدها بأيام قرر أن يرصد حزنه فى المسرحية.
وأضاف: على سالم جسد شخصية شقيقه فى دور «مسعد» الشاب الدمياطى الذى قدمه الفنان صلاح السعدنى فى الفيلم، الإنسان البسيط جدًا، كل أمنياته لما يرجع أن يتزوج من خطيبته، وكان محتاراً فى نوعية العشاء الذى سيتناوله ليلة دخلته، أعتقد هذه الشخصية قريبة إلى حد كبير من أخيه الشهيد، وحينما شاهد الفيلم هنأنى عليه وكان سعيدا به جدًا، وهو من أكثر الأفلام المصرية التى حصلت على جوائز فى هذه الفترة.
وأكد «عبدالخالق» أن الكاتب الراحل كان أحد أعمدة النهضة المسرحية فى هذا التوقيت، وعمل فى القطاعين الخاص والعام، وله بصمات ضخمة، وأوضح أنه ظهر فى فترة الستينيات التى قدمت أفضل كُتاب المسرح المصرى، مثل يوسف إدريس ونعمان عاشور وميخائيل رومان ومحمود دياب. وشدد على أن «سالم كان صاحب مواقف سياسية أختلف معها كثيرًا، وسيظل قيمة تاريخية عظيمة فى المسرح».
وقال الناقد طارق الشناوى إن على سالم كان واحدًا من أهم الكتاب فى تاريخ المسرح المصرى، لحق بجيل سعد وهبة ونعمان عاشور، وألفريد فرج، وتميز بقدرته العالية على السخرية والنقد، وأنه كان يمتلك القدرة على أن يقول رأيه حتى ولو كان ضد التيار، اختلفنا معه سياسيًا بسبب توجهه للتطبيع الثقافى مع إسرائيل، ولكن أشهد أنه لم يحصل على مقابل، سواء أدبى أو مادى على دعوته تلك، ولكنها قناعاته التى كنا ومازلنا نختلف معها. وأضاف: «ظل سالم حتى اللحظة الأخيرة ممسكًا بالقلم، كان يكتب عمودًا فى جريدة الشرق الأوسط وجريدة المصرى اليوم، وأشهد أنه أضاف الكثير لفن كتابة العمود، مثلما فعل مع أعماله المسرحية وأشهرها «انت اللى قتلت الوحش، مدرسة المشاغبين، سهرة مع الضحك- التى تحمس لإخراجها الراحل نور الشريف». وواصل: سالم كان صديقا شخصيا للفنان الراحل أحمد زكى، وكانت له بصمات واضحة فى سيناريو فيلم «السادات»، لكن بسبب الرفض السياسى له لم يكتب اسمه على هذا الفيلم.