كتب- السيد الهادي:
أعلنت وزارة الدفاع الكندية، الجمعة، إنشاء مركزا لمقاومة التحرش الجنسي داخل الجيش الكندي بعد أن وصل سوء السلوك الجنسي به إلى مستويات وبائية حسبما وصفت القاضية السابقة بالمحكمة العليا الكندية «ماري دبشان»، في التحقيق المستقل الذي أجرته مؤخرا عن التحرش الجنسي داخل الجيش الكندي.
وهذا التحقيق هز صفوف عليا بالجيش الكندي، وأدى إلى أن قدم رئيس هيئة الأركان السابق «توم لوسون» استقالته لفشله في إدارة مشاكل التحرش الجنسي والاعتداء الجنسي في صفوف الجيش الكندي.
وكانت القاضية الكندية، قد وصفت التحرش الجنسي في الجيش الكندي، بأنه مرض مزمن، وحثت السلطات على الاعتراف بأن المشكلة خطيرة وحقيقية، وقالت إن حل هذه المشكلة لن يتحقق من تلقاء نفسه وبالتالي يجب التدخل بصورة جيدة ولازمة، وأصدرت تقريرا تضمن عشر توصيات لتحسين التعامل مع حالات سوء السلوك الجنسي بالجيش الكندي من بينها إنشاء هذا المركز.
ووفقا لهيئة إحصاءات كندا وهي الوكالة الرسمية للإحصاء في كندا، فإن واحدة من كل 13 امرأة تعمل في القوات المسلحة الكندية تعاني من الاعتداء الجنسي، وقالت إن 6و15% من النساء تعرضن للاعتداء الجنسي أو اللمس غير المرغوب فيه في مكان العمل سواء من الموظفين المدنيين أو العاملين بالقوات الحكومية.
وذكرت شبكة «سي بي سي»، الإخبارية الكندية، أن عدد حوادث سوء السلوك الجنسي في الجيش الكندي تصل كل عام إلى أكثر من 1780 حادثة أي بمعدل 5 حوادث في اليوم الواحد.
الأمر الذي دفع رئيس هيئة الأركان الجديد للجيش الكندي «جوناثان فانس» إلى أن يعلن عقب آدائه اليمين في 23 يوليو الماضي، أن أولى مهامه هي القضاء على ظاهرة التحرش في الجيش الكندي، وكانت أول أوامره للقادة العسكريين بأن يبادروا بما أسماه بـ«عملية الشرف».
وقال في أول تصريحاته «سواء كنت قائدا أو مرؤوسا أو أحد الزملاء، فإن أي شكل من أشكال السلوك الجنسي الضار يمثل خطرا على الروح المعنوية وعلى الاستعداد التشغيلي، ويشكل تهديدا للمؤسسة العسكرية.
وقد طالب «فانس»، الجمعة، مع إفتتاح المركز أعضاء القوات المسلحة الذين يتعرضون لسلوك جنسي غير لائق أو يشاهدونه أن يقوموا بالاتصال بالمركز وقال إن هناك فريقا من المحترفين على استعداد لتقديم الدعم والمعلومات والإحالات والمساعدة من أجل سلامة الأعضاء في حالة وقوع التحرش وتقديم معلومات عن الخيارات المتاحة للأعضاء للاسترشاد بها في اتخاذ أفضل الاختيارات طبقا لظروفهم الخاصة.
وأعلن «فانس» عن تعيين سيدة لرئاسة هذا المركز وهي «جان لالوند» والتي قضت أكثر من 35 عاما في الخدمة العامة في كندا، حيث عملت في مجالات الموارد البشرية والاتصالات في عدد من الإدارات الحكومية الكندية.