x

رامي جلال «صلاة النوم» مرة أخرى رامي جلال الخميس 17-09-2015 21:05


أثار مقالى المُعنون «صلاة النوم السياسية» عدداً من ردود الأفعال السلبية، نتيجة الشكل والقالب اللذين كُتب بهما، ولذلك أعتذر عنهما، فقد آلما الكثير من أحبائى وسببا لهم عثرة. وأفضّل فى مثل هذه الأوقات أن أترك مواقفى المعروفة وأرشيفى الموجود يتحدثان عنى. الأمر بالأساس مجرد «سهو» و«سوء تقدير» وليس «لهو» و«سوء نية».

وأقدر المشاعر الغاضبة لبعض إخوتى المسيحيين. فحتى المسيح نفسه الذى عُرف بالوداعة طوال أيامه على الأرض طرد الباعة الجائلين بقوة من الهيكل المقدس، ذلك لأنه مكتوب فى الكتاب أن «غيرة بيتك أكلتنى، وتعييرات معيّريك وقعت علىّ». لا ألوم على أحد، وأقدر غضبهم جداً. فقط أُذكّر البعض منهم بقول الكتاب: «ألعل الحكمة لا تنادى؟ والفهم ألا يعطى صوته!».

الاعتذار للجميع واجب، والعُذر لهم فرض، ولكن تشغلنى الآن دراسة ماذا حدث لسماحة المسيحيين ومحبتهم. يعرف كل مسيحى أن مثل هذه التركيبات- غير المقبولة- تحدث طوال الوقت دون أن تثير حفيظة أحد. معظم الشباب المسيحى مثلاً سيعرف دون جهد كبير «صلاة الحاجة الساقعة»، وهى اسكتشات مسيحية مضحكة يُقال فيها («شويبس ناى نان» و«كوكاكولايسون»)، بدلاً من («ابشويس ناى نان» و«كيرياليسون») وكلتاهما بمعنى «يارب ارحم»، الأولى قبطية والثانية يونانية.

أما المدائح والتماجيد فهى نصوص ترتل للقديسين المسيحيين، وقام الشعب المسيحى بشكل عادى وفطرى وتلقائى بعمل تمجيد للحمة (اللحمة اللى بتتاكل!): قيل فيه: (مشوية للفجعان، مسلوقة للعيان، والفضلات للغلبان، يا حلاوتك يا لحمة.. تفسير اسمك فى أفواه كل المفجوعين، الكل يقولون يا جزار أعنا أجمعين).. والنص الأصلى يقول دوماً: (الكل يقولون يا إله القديس فلان أعنا أجمعين). أما الألحان الكنسية فمن أشهرها اللحن القبطى «شيرى نى ماريا» ومعناه «السلام لكِ يا مريم»، ويردد شعب الكنيسة نسخة مُقلدة منه يقول فيها بكل أريحية: (شيرى نى ماريا أبونا اشترى عربية.. شيرى نى ماريا ماركة ألمانية).. بلغ التسامح حداً أن بعض الأغانى العادية يُركب عليها كلمات مسيحية تُقال للضحك والهزار (مثل أغنية «الحق عليه» للمطرب حكيم).

النصوص الدينية المقدسة ستبقى كذلك طالما بقى فى القلوب إيمانٌ بها، لن يضيرها أى اقتباس أو تغيير، لكنها ستفقد أهميتها إذا قام الشعب بالعبادة- كما يقول الكتاب- «بشفتيه، أما قلبه فمبتعد».. لا تفرطوا فيما يميزكم من محبة وتسامح. ومرة أخرى أعتذر لكل من تسبب له المقال فى ضيق، وهو معذور ومحق تماماً فى هذا، ولكن أقول لبعض من تجاوز وتاجر وزايد وبحث عن شهرة: «إن كان النور الذى فيك ظلاماً، فالظلام كم يكون؟!».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية