x

زوجة الصحفي محمد فهمي: «الجزيرة» تتاجر بقضية الماريوت..وأطالب الرئيس بالعفو

الخميس 17-09-2015 11:27 | كتب: عمر خالد |
المصري اليوم تحاور «مروة عمارة »، زوجة محمد فهمى، الصحفى السابق بقناة الجزيرة الإنجليزية المصري اليوم تحاور «مروة عمارة »، زوجة محمد فهمى، الصحفى السابق بقناة الجزيرة الإنجليزية تصوير : تحسين بكر

قالت مروة عمارة، زوجة محمد فهمى، الصحفى السابق بقناة الجزيرة الإنجليزية، المحكوم ضده بالسجن المشدد 3 سنوات في قضية خلية الماريوت، إن القناة تتاجر بالقضية، وطالبت الرئيس بالعفو عن زوجها واستعادة الجنسية، ولفتت إلى أن تنازله عنها كان تحت ضغط، وكشفت خلال حوارها مع «المصرى اليوم»، عن كواليس زيارتها الأخيرة له داخل السجن، وطبيعة النقاشات بينهما، ليلة الحكم، والحديث الذي دار بينه وبين أمل كلونى، أثناء المحاكمة، وقالت إن زوجها ظُلم، ولم يرتكب خطأً في حق الدولة.. وإلى نص الحوار:

■ كيف ترين حالة زوجك داخل السجن.. وكيف يقضى يومه؟

- بعد زياتى لـ«محمد» وجدته في حالة جيدة نوعاً ما، ويحاول التماسك، لكنه مازال مصدوما من الحكم، لأنه لم يتوقع العودة إلى السجن مرة أخرى؛ لأن جميع المؤشرات كانت تتجه نحو البراءة، ويعانى محمد من فيروس سى، إلى جانب إصابته بكسر في كتفه، ما يتطلب عناية طبية يومية، بالإضافة إلى إصابته بنوبات تسبب له ضيق التنفس.

ويسيطر عليه إحساس صعب، نظرا لعودته إلى السجن مرة أخرى، بعد أن نال حريته، وهو أصعب إحساس يتعرض له حالياً، وأشكر وزارة الداخلية، لأنها تعامله وزملاءه معاملة جيدة.

وزوجى يقضى يومه في القراءة، والحديث مع زميله باهر، لأنهما نزيلا زنزانة واحدة، ومنفصلان عن المساجين الآخرين، ولا يوجد أي تواصل معهما، وينتظر ساعة التريض بفارغ الصبر، لأنها الفترة الوحيدة التي يستطيع خلالها الخروج ليرى الشمس ويشم الهواء.

■ ماذا دار بينكما خلال زيارته؟

- طلب منى مناشدة المسؤولين في الدولة استرداد الجنسية المصرية، لأنه وطنى يحب بلده بصورة كبيرة جداً، وحاول جاهداً أن يثبت ذلك لأنه اتهم بأنه لا يحب البلد بسبب تنازله عن الجنسية، وحبه لوطنه يتضح من خلال رفعه العلم المصرى في المحكمة، بالإضافة إلى أنه يعتبر المسجون الوحيد الذي تبرع لصندوق تحيا مصر، لأنه كان يريد أن يفعل شيئا لبلده، وطلب منى استكمال القضية التي رفعها ضد قناة الجزيرة.

وقال لى «السجن قاس جداً»، وأكد أن تنازله عن الجنسية لم يكن بإرادته، وأنه بكى بحرقة في اليوم الذي تنازل فيه عن الجنسية.

ولدىّ ثقة شديدة أنه لم يتنازل عنها بإرادته، وأنه تنازل عنها كى يحمينا من الذل والمهانة، التي نتعرض لها.

وعندما رأيته كان في حالة صدمة، رغم محاولته التماسك أمامى، لأنه في نهاية الأمر إنسان، وقضاء الوقت في السجن غاية في الصعوبة، إلى جانب أنه غير أشياء كثيرة في شخصيته، وأكيد «انكسر» بسبب تلك التجربة، لأنه مظلوم.

■ هل أبدى ندمه على تنازله عن الجنسية؟

- طلبت بعض الجهات منه التنازل عن الجنسية لإنهاء القضية، ولا أحد يعلم ما حدث في تلك الجزئية، خاصة موضوع الترحيل والتنازل عن الجنسية، وتردد في ذلك الوقت أن وزير الخارجية الكندى أكد أنه يمكن ترحيل محمد في أي وقت ولم يحدث، وقيل له طبقاً لنصيحة من كبار في الدولة، إنه سوف يتنازل عن الجنسية ليستفيد من قانون ترحيل الأجانب؛ مثل المتهم الأسترالى، ونفذ ما طلب منه، ولا أدرى ما سبب تعقيد القضية.

■ ما إجراءات استعادة الجنسية؟

- زوجى بالفعل في آخر حديث له قال إنه يبذل قصارى جهده من أجل استعادة الجنسية، (أهم شىء بالنسبة له في القضية)، وقرار تنازله عن الجنسية اتخذه تحت ضغط نفسى، وإجراءات استعادة الجنسية صعبة للغاية، خاصة بعد الحكم ضده بالسجن 3 سنوات.

وأطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالنيابة عن زوجى، بالتدخل وإنهاء هذا الكابوس، وإعادة الجنسية له، وإصدار عفو رئاسى عنه، وقد أثبت زوجى أنه رجل وطنى، يساند بلده ويدعهم، وأنه أكثر وطنية من كثيرين.

■ أفادت حيثيات الحكم بأن المتهمين أضروا بالأمن القومى للبلاد، من خلال فبركة لقطات فيديو لتهديد الوطن.. ما تعليقك؟

- أتفهم الكره العام لقناة الجزيرة، بسبب المؤامرات التي دبرتها القناة، ومازال هناك خلط بين القناة وإدارتها، وبين الصحفيين الذين يعملون بها، ونحن لا نعلق على أحكام القضاء، ونحترمه جيداً، ولدىّ يقين ببراءة زوجى، وأنه لم يرتكب أخطاء، وأوضح أنه لم يفبرك أخبارا، وما يدلل على ذلك تقرير اللجنة الفنية.

■ كيف كان يرى محمد سير جلسات القضية قبل الحكم عليه؟

- جميع الجلسات كانت تشير إلى البراءة، والأمر كان واضحا، وعندما صدر الحكم لم يكن متوقعا، وكان صادماً، نظرا لتشكيل لجنة فنية لفحص الفيديوهات الموجودة في الأحراز، لإثبات مدى التدخل بالمونتاج من عدمه، وأفاد تقرير اللجنة بانعدام التلاعب في الأخبار والمواد الفيلمية، وهذه علامة استفهام كبيرة؛ خاصة أن حيثيات الحكم ورد بها أن المتهمين تدخلوا من خلال المونتاج في المواد الفيلمية، رغم أن تقرير اللجنة الفنية لم يثبت ذلك.

■ ما مصير قضية زوجك ضد الجزيرة أمام المحاكم الدولية؟

- القضية مازالت قائمة، ومحمد أقام دعوى أمام محكمة «بريتش كولومبيا» في كندا، وعندما رأت المحكمة أنه مظلوم في القضية، وأن قناة الجزيرة تتاجر به، وتستغل القضية لمصالحها، لذا قبلت القضية واستكملت الإجراءات، وأؤكد مراراً أن الجزيرة غررت بجميع المتهمين في القضية.

■ هل هناك تواصل مع الجزيرة بعد الحكم؟

- لا يوجد تواصل مع القناة، لأنها تعتبر محمد عدوا لها، وهناك مستندات تؤكد أن وزارة الخارجية القطرية توفر ميزانية خاصة للقناة من ميزانية دولة قطر، والقناة أنفقت 150 مليون دولار في القضية المرفوعة ضد مصر في المحكمة الاقتصادية، لإحراج الدولة، وتهدف الجزيرة إلى بقاء المتهمين في السجون وعدم الحصول على البراءة، لوضع مصر في موقف حرج.

■ هل تعرض زوجك لتهديدات من قبل الجزيرة؟

- تعرض لتهديدات من قبل المخابرات القطرية، وأُبلغ بها عن طريق مقربين، أن المخابرات القطرية تحاول الوصول إلى محل إقامته، ووجود تهديد على حياته، بسبب مواجهته الجزيرة، وأبلغ السلطات المعنية بالتهديد.

■ ما دور الدفاع في القضية حاليا؟

- المحامون يجمعون شهادات من موظفين سابقين بقناة الجزيرة، تدين القناة وتوضح كيفية استخدام الموظفين كـ«دروع بشرية»، وأنها تضع الخبر في أولوياتها قبل حرصها على سلامة الصحفيين، ودعهما الإخوان ومنظمات إرهابية.

■ ما الحالة الصحية لعائلة محمد بعد عودته إلى السجن؟

- قبل أن يعود إلى السجن بنحو أسبوعين، أصيب والده بالسرطان، وأتذكر أن محمد تأثر كثيراً بسبب ذلك، لأنه لم يستطع أن يكون بجانبه.

■ كيف كانت حالة محمد قبل صدور الحكم؟

- قبل صدور الحكم بيومين قرر الإقامة في فندق لتغيير الحالة النفسية السيئة التي نمر بها، ومكثنا في الفندق الذي أقامت به أمل كلونى، وكان متحمسا قبل صدور الحكم، وكان على يقين بالبراءة، وأصعب لحظة مرت عليه عندما دخل القفص الزجاجى، نظرا لسيطرة حالة من الخوف عليه من صدور حكم ضده.

■ هل طمأنه حضور أمل كلونى الجلسة؟

- لا أدرى، لأنه تعب من القضية، وقبل دخوله الجلسة النهائية، تعرض لضغط كبير، نظرا لخوفه من صدور حكم ضده بالسجن.

■ ما النقاشات التي دارت بينه وبين أمل كلونى صباح جلسة النطق بالحكم؟

- وقفت كلونى إلى جانب محمد، لأنها تعرفه منذ فترة، ولم تأت بأجندة كما ردد البعض، ودارت النقاشات بينهما حول السيناريوهات المتوقعة، بالإضافة إلى تفكيره في كيفية إزالة اسمه من قائمة الممنوعين من السفر إلى الخارج، ولم يتناقشا في سيناريو العودة إلى السجن مرة أخرى، لأنه لم يفكر به على الإطلاق.

■ ماذا دار بينك وبينه قبل دخوله القفص لسماع الحكم؟

- احتضننى وقالى لى لا تقلقى.. أنا هسمع النطق بالحكم وهرجعلك تانى، وخلى بالك من نفسك. وكنت مطمئنة قبل صدور الحكم.

■ ما أصعب اللحظات التي مرت عليك بعد النطق بالحكم؟

- أصابنى الانهيار بعد سماع الحكم، و»كان صعبان علىّ»، وأصعب لحظة مرت علىّ أننى كنت أريد وداعه ولم أستطع، ولم أره بعد خروجه من القفص، وقلت لـ»أمل كلونى» «تعالى نشوفه ونسلم عليه»، وفشلنا في الوصول إليه.

وأخبرنى محمد، أنه كان خائفا، لحظة النطق بالحكم، وكان ينظر في عينى القاضى، وتذكر لحظة الحكم عليه في القضية الأولى، عندما حكم المستشار محمد ناجى شحاتة عليه بالسجن المشدد 7 سنوات، وأنه بعدما سمع الحكم حاول الظهور متماسكا، وتجنب إظهار دموعه، حتى لا يظهر أنه مكسور، إلى أن وصل إلى السجن، وانهار في البكاء، هو وباهر.

■ كيف كانت حالة كلونى بعد النطق بالحكم؟

- كانت في حالة سيئة، وقالت لى «لا تقلقى، وسنفعل كل شىء ممكن ليحصل محمد على البراءة»، ولا أدرى لماذا الهجوم الكبير ضد كلونى.

■ هل اقتصر الدور الكندى في القضية على تقديم طلب بالترحيل؟

- نعم، السفارة الكندية قدمت طلبا بالترحيل، ولدىّ ثقة أن الحل سوف يكون مصريا وليس كنديا.

■ هل هناك تواصل بين محمد والإخوان في السجن؟

- لا يوجد تواصل بينه وبين أي أحد بمن فيهم الإخوان، وهناك حراسة مشددة عليه، وهو معزول عن بقية المساجين.

■ بماذا أوصاك في آخر زيارة؟

- قال لى «لازم تكملى القضية ضد قناة الجزيرة، ده اهم شىء عندى، لكشف نية القناة».

■ ماذا تقولين لـ «محمد» من خلال هذا الحوار؟

- أقول له سوف أظل بجانبك، ولن أتخلى عنك، وسوف نكمل الطريق سوياً، سوف تخرج قريباً من السجن، وسوف نكمل الطريق الذي بدأته أمام الجزيرة. وأطالب بنقله إلى المستشفى لاحتياجه للعلاج بسبب ما يتعرض له، بالإضافة إلى احتياجه لإجراء عملية جراحية في كتفه المصابة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية