x

«زي النهاردة».. إعدام عمر المختار 16 سبتمبر 1931

شاهندة مقلد: سيظل أيقونة في تاريخ النضال العربي
الأربعاء 16-09-2015 00:59 | كتب: ماهر حسن |
تصوير : other

لقب بأسد الصحراء وشيخ الشهداء وشيخ المجاهدين، هو مولود في قرية جنزور الشرقية بمنطقة بئر الأشهب شرق طبرق، ليبيا، في ٢٠ أغسطس ١٨٦١، تربى يتيما وكفله حسين الغريانى، عم الشريف الغريانى، وتلقى تعليمه الأول في زاوية جنزور، ثم سافر إلى الجغبوب، للدراسة والتحصيل على كبار علماء ومشايخ السنوسية، واستحوذ على رعاية أستاذه المهدى السنوسى فولاه شيخًا على زاوية القصور بالجبل الأخضر، وعندما أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في ٢٩ سبتمبر ١٩١١ بدأت البارجات الحربية بصب قذائفها على مدن الساحل الليبى.

كان الشيخ مقيمًا في «جالو» بعد عودته من «الكفرة»، فسارع إلى مراكز تجمع المجاهدين، حيث ساهم في تأسيس حركة الجهاد، فلما انسحب الأتراك من ليبيا سنة ١٩١٢، وحصلت إيطاليا على ليبيا، دارت أعظم المعارك في تاريخ الجهاد الليبى، منها معركة درنة في مايو ١٩١٣ ومعركة بوشمال عند عين ماره في أكتوبر ١٩١٣، وأم شخنب وشليظيمة.

وفى فبراير ١٩١٤، وبعد الانقلاب الفاشى في إيطاليا في أكتوبر ١٩٢٢، وبعد انتصار الحلف الذي تنتمى له إيطاليا، تغيرت الأوضاع داخل ليبيا واشتدت الضغوط على محمد إدريس السنوسى، فترك البلاد عاهدًا بالأعمال العسكرية والسياسية إلى عمر المختار، الذي قصد مصر عام ١٩٢٣ للتشاور مع السيد إدريس في الأمر، وعاد لينظم المجاهدين، وأرادت إيطاليا أن تمنع طريق الإمداد على المجاهدين فاحتلت الجغبوب، لكن توالت انتصارات المجاهدين، مما دفع موسولينى لتعيين بادوليو حاكمًا عسكريًا لليبيا في يناير ١٩٢٩، وتظاهر بادوليو برغبته في التفاوض مع المختار واستجاب الشيخ، لكنه اكتشف أن الإيطاليين يريدون كسب الوقت، فواصل الجهاد ودفعت انتصاراته إيطاليا لدراسة الموقف من جديد، وعين موسولينى جراتسيانى أكثر جنرالات الجيش دموية.

وفى ١٩٣١ سقطت «الكفرة»، وفى ١١ سبتمبر ١٩٣١، وبينما كان الشيخ عمر المختار يستطلع منطقة سلنطة في الجبل الأخضر مع بعض رجاله، علمتالحاميات الإيطالية بذلك فأرسلت قواتها واشتبك الفريقان في وادى بوطاقة وقُتلت فرسه وسقطت على يده، فحاصروه وأسروه ونقلوه لسجن سيدى أخريبيش ببغازى، وقطع جراتسيانى عطلته وعاد على طائرة إلى بنغازى، وطلب رؤيته بعينه، وأعلن عن انعقاد المحكمة الخاصة يوم ١٥ سبتمبر ١٩٣١، وكانت محكمة صورية في بنغازي، مساء ١٥ سبتمبر ١٩٣١، وبعد ساعة صدر الحكم بالإعدام شنقًا، و«زي النهارده»، في ١٦ سبتمبر ١٩٣١، تم تنفيذ الحكم.

وتقول شاهندة مقلد: «يظل عمر المختار أيقونة في تاريخ النضال العربي من أجل التحرر وكان دائمًا على رأس رجاله في كل عملية قتالية يخرجون فيها وهو رمز للفروسية والشجاعة العربية، وقد انحني له خصومه وأعداءه قبل أنصاره، ويقاس النضال الوطني الليبي المعاصر على سيرته النضالية المشرفة وفوق كل هذا فقد كان مفاوضًا ندًا مع خصمة، ولعل ما يترجم ماقلته كل تلك الألقاب التي حظي بها من بني وطنه، والتي تؤكد على مكانته في قلوبهم ووعيهم السياسي مثل أسد الصحراء وشيخ الشهداء وشيخ المجاهدين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية