هو سؤال مهم: هل التحقيقات التى أجرتها الرقابة الإدارية قبل ثورة يناير 2011 هى التى تم تمزيقها خلال الثورة على أيدى «الإخوان المجرمين» حينما اقتحموا أكثر من مركز أمن، وأخرجوا ما بالأدراج وما فوق الأرفف، وقاموا بتمزيق آلاف وآلاف من الأوراق بدعوى أن هذه الأوراق تحتوى على تحقيقات أجريت لهم خلال حكم مبارك والسادات!! أم أن مبنى الرقابة الإدارية الضخم فى مصر الجديدة كان بعيداً عن الأيدى؟
- لماذا هذا السؤال الآن؟!
- لأن هناك قضايا تستطيع أن تصفها بأنها «قضايا سيادية» أعلى كثيراً من مستوى «جماعة المجرمين»!! قضايا المتهم فيها رجال سياسة وأصحاب مراكز تنفيذية خطيرة ومهمة.. قضايا انتهت من التحقيق فيها الرقابة الإدارية، وأصبحت فى طريقها إلى النيابة العامة ثم المحاكم.. ولكن السلطة فى ذلك الوقت أوقفت كل شىء لأكثر من سبب.. تماماً تماماً عكس ما يحدث الآن بأمر مباشر من السلطة التى تريد أن تقضى على الفساد فى كل صوره مهما كان المسؤول!! ثم إن هذه القضايا القديمة تم «فرملتها» ومنعها من تكملة السير حتى لا تصل إلى المحاكم والرأى العام.. فهل أوراق التحقيقات فى هذه القضايا موجودة حتى الآن، أم هى التى تم تمزيقها كما رأينا على الشاشة خلال ثورة يناير؟! وإذا كان قد تم تمزيقها، فهل هناك نسخة منها كانت بعيدة عن الأيدى الملوثة المجرمة؟! وأهمية هذه القضايا أنها صورة طبق الأصل تقريباً من قضية وزارة الزراعة إن لم تكن أكثر قذارة واشمئزازاً من قضية الزراعة!! وكان الصفوة من الرأى العام على علم تام بالتحقيقات أثناء إجرائها لأنها كانت تمس شخصيات مهمة جداً.. وأذكر أننى ذهبت بنفسى إلى مبنى النيابة الإدارية لأتقصى الحقائق من المنبع.. ولكن قيل لى من رجال أفاضل محترمين ما معناه: لا تحرث فى البحر!! وربما ستغرق أنت فى البحر بأيدى هؤلاء دون جدوى.
■ ■ ■
- ولكن.. ما الذى دفعنى للكتابة فى هذا الموضوع القديم الآن؟!
- أكتب هذا الآن لكى يعرف الشعب والرأى العام كله الفرق الكبير بين عهدين.. عهد الشفافية والتقوى والإيمان.. وعهد التستر على أقذر قضايا فيها كل الموبقات.. وكان التستر خوفاً من إفشاء أسرار يملكها من كانوا موضع اتهام.. فيعرف الشعب فضائح مخجلة عمن يتولون السلطة.
ثم أيضاً - وهذا هو الأهم - أن هؤلاء موضع الاتهام القديم موضع اتهام أيضاً هذه الأيام ولكن فى أمور مالية بسيطة!! وكلهم أحياء عدا شخص واحد توفاه الله - عز وجل.. وهؤلاء الأحياء كلهم موضع اتهام حالياً عدا أيضاً شخص واحد يملأ يومياً وسائل الإعلام المختلفة بمذكراته!! باعتباره من الشرفاء رغم سقوطه فى انتخابات «عربية» قريبة لأن السلطات العربية تعرف عنه كل شىء.. وكفى!! لعلكم عرفتم من هو الآن!!