الزمالك الذي يستعيد سحره وبريقه بعد أن امتلأت قائمته باللاعبين المهاريين كعادة الزمالك، التي رسمت شخصيته التاريخية، قدَّم أبناء مدرسة الفن والهندسة فصولًا من المتعة والإبداع وأكرموا ضيوفهم «القراصنة» وأشبعوهم من كرة القدم في مباراة تسيّدها الزمالك تمامًا وكاد أن يحقق خلالها فوزًا تاريخيًا تحدث عنه فيريرا، حيث أكد على أن الزمالك استحق الفوز بسباعية، ولكنه اكتفى فقط برباعية سجلها كل من أحمد توفيق وأحمد حسن مكي ومصطفى فتحي ومحمود عبدالمنعم «كهربا».
بدأ فيريرا اللقاء بطريقته المعتادة 4-3-3 بالشكل التالي
بدأ أصحاب الأرض المباراة برغبة هجومية واضحة فيما مال أداء الضيف في البداية إلى الدفاع والاعتماد على سرعة لاعبيه في الهجمة المرتدة.
اعتمد فيريرا على مثلثات في كل جانب من خلال الجناح الذي يتوسط المسافة بين الارتكاز المساند المنطلق هجوميًا والظهير فلعبها على اليمين بمحمد إبراهيم وعمر جابر وتوفيق، وفضل فيريرا الدفع بعمر جابر في وسط الملعب لقدرة عمر على التحول من واجبات الارتكاز إلى واجبات الجناح إذ أن قدرته تفوق قدرة توفيق على القيام بذلك، وعلى اليسار كهربا ومعروف يوسف وحمادة طلبة وأدى مكي دورَي المحطة والربط بين عناصر الخط الأمامى وثنائي الارتكاز المساند بشكل جيد، واعتمد فيريرا في هجماته أكثر على مفاجأة الخصم، إما بدخول لاعب الجناح إلى قلب الملعب ليستلم الكرة التي تتحول عكسيًا من جبهة إلى الأخرى بخط عرضي، أو من خلال تحول الظهير نفسه للداخل للقيام بدور مختلف يفاجئ به الخصم أيضًا كما فعل توفيق في كرة الهدف الأول.
سبق أن تم شرح دور أحمد توفيق الهجومي في مركز الظهير الأيمن المرسوم خططيًا من جانب فيريرا، أثناء تحليل بعض أجزاء من مباراة الصفاقسي والزمالك والتي انتهت بفوز الأبيض بثلاثية مقابل هدف واحد للفريق التونسي، وهو التحرك فجأة لداخل الملعب ومفاجأة الخصم بتمريرة كمباراة الصفاقسي أو متابعة لكوره أخرجها الدفاع وهو لا يتوقع وجود لاعب من الزمالك في هذا المكان فيجد توفيق منتظرًا لأجل التسديد كما حدث في الهدف الأول للزمالك.
اكتفى فيريرا بالثنائي مكي وكهربا في الهجوم ومنح كل من محمد إبراهيم وعمر جابر دورًا مزدوجًا ورسم الثنائي خطًا رابعًا بين الوسط الدفاعي والهجوم وتحولت الطريقة إلى 4-2-2-2 وأبدى الثنائي مكي وكهربا تفاهمًا جيدًا إلى حد كبير سنأتي للحديث عنه في وقت الهدف الثاني للزمالك.
أربك تغيير الطريقة خطوط الزمالك كثيرًا خاصة وأنه قد جاء مبكرًا جدًا بعد هدف التقدم مباشرة، مما أدى إلى سوء تمركز واضح للثنائي عمر جابر وأحمد توفيق وقلة يقظة من الثنائي على جبر وكوفي في قلب الدفاع مما أدى إلى اختراق كل من المهاجم جيبوزا الذي تحرك للجنب ولعب الكرة العرضية، ولاعب الارتكاز المساند الذي تحول إلى رأس حربة وسجل الهدف بعد أن تحرك وسط دفاع الزمالك، دون أن يلتفت إليه أحد، وسبق جنش ووضع الكرة في الشباك.
بعد الهدف ظل الزمالك على طريقته ومن تبادل مميز للكرة وبتفاهم مدهش بين الثنائي مكى وكهربا مرر مكي لكهربا الذي تحول لأداء دور التارجت وبدل مكى دوره بدور كهربا كمهاجم يلعب خارج المستطيل «9،5» واستقبل كهربا الكرة ومررها بالكعب بإبداع كبير وروعة وإتقان لمكي الذي تحرك في المساحة الخالية ووجه الكرة من لمسة واحدة بقدمه اليسرى في الزاوية البعيدة للحارس إيفونو ليعلن ثاني أهداف الفريق ويمنح زملاءه العودة للتقدم.
مع بداية الشوط الثاني عاد فيريرا لطريقة 4-3-3 بنفس الرسم الخططي الذي بدأ به اللقاء فعاد إبراهيم لمركز الجناح الأيمن وكهربا في الجناح الأيسر والتزم مكي بمركز رأس الحربة، ومال أداء الزمالك لتهدئة الرتم من خلال تناقل الكرة بثقة وهدوء وبناء هجمات مفاجئة كالتي بدأها معروف الذي تحول بالكرة إلى قرب الراية الركنية وسحب معه ظهير الجانب والجناح وأسقط الكرة من خلفهم، فوصلت إلى كهربا في المساحة واستغل الأخير سرعته ومهارته ومر بذكاء من مدافع القلب الأول ومررها في ظهر الثاني لمصطفى فتحي البديل الذي لم يكد يشعر بنزوله إلى أرض الملعب ويتواجد مصطفى في المكان المثالي ويضع الكرة بدقة كبيرة في المرمى معلنًا الهدف الثالث لبطل مصر.
بعد الهدف وبعد ما قام فيريرا بإشراك مصطفى فتحي، البديل السوبر، على حساب محمد إبراهيم بعد أن منح فيريرا قائد الفريق ساعة من اللعب كما فعل معه في مباراة الصفاقسي، قرر فيريرا أن يقوم بالتغيير الثاني وأشرك أحمد حمودي على حساب محمود كهربا وكان قد قرر طارق حامد قبلها أن يكافئ كهربا، بعد أن وضع الأخير بصمة خاصة على الأهداف الثلاثة الأولى، ومرر له بينية ساحرة اخترقت دفاع أورلاندو المتقدم ووصلت إلى نجم اللقاء الذي استلم الكرة ووجهها بقدمه اليسرى في الزاوية البعيدة بعد أن وجه نظر الحارس للزاوية القريبة التي ظن الحارس أن كهربا سيسدد كرته فيها عندما تحول بالكرة نحو اليسار قليلًا، وسكنت كرة كهربا الشباك معلنة رابع أهداف الزمالك.
خرج كهربا ونزل حمودي وبعدها خرج عمر جابر ونزل بدلًا منه أيمن حفني لتتحول الطريقة إلى 4-2-3-1 فتحول معروف يوسف للقلب إلى جوار طارق حامد ولعب مصطفى فتحي في مركز الجناح الأيسر وحمودي في الجناح الأيمن وبقى مكي كرأس حربة، بالشكل التالي
قدم الزمالك أفضل فتراته في اللقاء بعد التحول إلى طريقة 4-2-3-1 بدا الفريق أقوى دفاعيًا وأكثر اتزانًا في الوسط وأسرع في الهجوم حتى وإن غابت الأهداف بعد أن عاند الحظ حفني وحمودي وأهدر مكي على نفسه فرصة إحراز الهدف الثاني له بعد أن أضاع كرة سهلة أهداها له معروف يوسف الذي استعاد ذاكرة التمرير الذي يصنع الفارق حينما دخل إلى قلب الملعب، ولا نعلم إلى متى سيظل فيريرا يعاند نفسه ويصر على طريقة 4-3-3 الصعبة جدًا على اللاعبين.
انتهى اللقاء وفاز الزمالك وتأهل كأول مجموعته وحصد 15 نقطة وهو الرقم الذي لم يسبق لأي نادٍ مصري آخر أن وصل إليه، ووضع نفسه في مواجهة لن تكون سهلة مع النجم الساحلي وإن بدت الصحف التونسية قلقة من مواجهة فريقهم الساحلي للزمالك في الدور نصف النهائي للمسابقة، ووضعت أغلب الترشيحات التونسية الزمالك كأبرز المرشحين لنيل اللقب.
خبر لن تسمعه كثيرًا
قدم طلبة مباراة كبيرة في مركز الظهير الأيسر على المستوى الدفاعي إذ أن كل اختراقات الفريق الضيف الناجحة قد تمت من خلال الجبهة اليسرى لهم واليمنى للزمالك الذي كان يشغلها أحمد توفيق، وقدم طلبة دورًا هجوميًا من خلال مساهمته في الهدف الثالث بعد أن مرر الكرة في مساحة جيدة لمعروف يوسف،
وتعد مباراة أورلاندو هي الأفضل للاعب، خاصة وأنه قد واجه أحد أخطر لاعبي أورلاندو وهو اللاعب ركالى صاحب الرقم 25، خلال مسيرته مع الزمالك.
غزل كروى في الدقيقة 6 وفى الدقيقة 10
قدم كل من كهربا ومحمد إبراهيم توالية فواصل إبداعية خاصة، مهارات لا يمكن أن تراها في مصر إلا بالقميص الأبيض ذي الخطين الحمراوين، فقد عانت ظهور لاعبي أورلاندو معاناة شديدة بينما تُراقص أقدام «كهربا» و«هيما» الكرة وتمر بها من بين أجسادهم وتتركهم يترنحون أرضًا، وعلى مدار المباراة قدم كهربا بالتحديد نوتات موسيقية إلى أن سلم هذا الثنائي مهمة إمتاع الجماهير للثلاثي الأعسر فتحي وحمودي وحفني بأولوية المشاركة في اللقاء وقدم كل واحد منهم لمسة أثبت نفسه خلالها في المسرحية التي أخرجها فيريرا ونفذها لاعبو الزمالك على الضيف الكريم.