x

مصر «كوبر» سوبر.. (تحليل)

الإثنين 07-09-2015 11:33 | كتب: رامي يوسف |
هيكتور كوبر المدير الفني لمنتخب مصر، يعقد مؤتمرًا صحفيًا حول مباراة مصر أمام تشاد في إطار التصقيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية، 28 أغسطس 2015. هيكتور كوبر المدير الفني لمنتخب مصر، يعقد مؤتمرًا صحفيًا حول مباراة مصر أمام تشاد في إطار التصقيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية، 28 أغسطس 2015. تصوير : محمود عبد الغني

حقق منتخب مصر فوزاً هاماً على مضيفه منتخب تشاد بخمسة أهداف مقابل هدف، ليصل منفرداً لصدارة المجموعة برصيد 6 نقاط، حصدها من فوزه الثنائي بعد أن سبق أن حقق فوزاً على تنزانيا، مُستفيداً من تعادل نسور نيجيريا أمام تنزانيا قبل يوم من مباراته أمام تشاد.

دخل منتخب مصر اللقاء تحت قيادة مدربه الأرجنتيني هيكتور كوبر بطريقة 4-4-1-1 التي تعتمد على رباعي وسط ملعب Flat بالتشكيل والشكل التالي:

تحليل مباراة مصر وتشاد

برباعي دفاع متأخر ورباعي وسط على نفس الخط وثنائي هجومي على خط طولي بطريقة 4-4-2 الكلاسيكية، دخل كوبر اللقاء معتمداً على إغلاق المساحات أمام منتخب تشاد واستغلال سرعة الأجنحة وثنائي الخط الأمامي في الهجمات المرتدة، بهدف تقليل مساحة اللعب حتى لا يتعرض اللاعبون للإرهاق البدني نتيجة سوء أرضية الملعب وهى من الدرجات الرديئة للعشب الصناعي إلى جانب ارتفاع درجة حرارة الجو والرطوبة معاً.

اقترب ثنائي الارتكاز إبراهيم صلاح ومحمد النني من رباعي الدفاع ومعهما ثنائي الجناحين محمود كهربا على الناحية اليسرى ورمضان صبحي على الناحية اليمنى، ولعب صلاح خلف باسم مرسي لتقليل المساحة بين الوسط والهجوم، وللقيام بدور الربط حين يتحول كصانع ألعاب من مركز 10 وقت امتلاك منتخب مصر للكرة، عندئذ تتحول الخطة الرقمية من 4-4-1-1 إلى 4-2-3-1 من خلال زيادة الجناحين لمناطق الهجوم وفي القلب محمد صلاح أمامه باسم مرسي بالشكل التالي

تحليل مباراة مصر وتشاد

4-4-2 Flat تملأ 7 مربعات من خلال التمركز و9 مربعات من خلال الحركة، ومن هنا تأتي أهمية أن يملك الجناحان القدرة على أداء الدور المركب والتحول من اللعب كجناح دفاعي يقوم بعمل Block أمام الظهير الأيسر إلى جناح هجومي، وهو دور خططي يتحول معه شكل الفريق وتتغير الخطة الرقمية من خلال تغيير اللاعب لوضعيته ومهامه، وهنا برز في هذا الدور محمود كهربا «رجل المباراة»، فيما فشل رمضان صبحي في هذا الدور مع أن بديله محمود تريزيجيه قد نجح بشكل كبير بعد نزوله.

أجرى كوبر تغييراً مع بداية الشوط الثاني صحح فيه خطأه في إشراك رمضان صبحي في مركز لا يملك لاعب الأهلي الصاعد المقومات لشغله، فمن الواضح أن الأدوار المركبة التي يطالَب اللاعب فيها بالقيام بواجب دفاعي صريح وآخر هجومي تحتاج لمواصفات بدنية وذهنية لا يمتلكها رمضان، وهو السبب الذي جعل اللاعب الموهوب ليس من الأسماء المفضلة عند مدرب الأهلى السابق جاريدو، لكون المدربين الأجانب يفضلون دائماً اللاعب صاحب القدرة على القيام بالدورين الدفاعي والهجومي بنفس درجة الإجادة، وهذا اللغز غير المفهوم في قرار كوبر الذي يفضل دائماً الاعتماد على لاعبين سبق لهم خوض تجارب احترافية في أوروبا أو لاعبين يتدربون مع مدربين أجانب يتبعون أساليب تدريب حديثة تتوافق مع طرق اللعب المعقدة، والتي تعتمد على قيام اللاعب بالدور المركب.

للسبب السابق يُفضل كوبر الاعتماد على لاعبي الزمالك بشكل أكبر، نظراً لأن جيزوالدو فيريرا مدرب الزمالك يعتمد على إحدى طرق اللعب التي تتطلب قيام اللاعب بالأدوار المزدوجة وهي طريقة 4-3-3

ومع نزول تريزيجيه تحسن الشكل العام للفريق من خلال امتلاكه لجناحين قادرين على القيام بما هو مطلوب منهم.

ولم يقدم حازم إمام المستوى المطلوب منه، واتضح تأثره بالغياب لفترة طويلة، أما محمد عبدالشافي فبدا أكثر ثباتاً في الحالة الدفاعية، فيما ندر ظهوره هجومياً.

اعتمد كوبر في البناء الهجومي على تكوين ثنائي في كل جهة من الجهتين، حيث ينطلق الظهير حتى مساحة محددة ويتبادل الكرة مع الجناح حتى يمررها له في مساحة خلف الظهير المقابل ثم يعود إلى وضعيته الدفاعية، بعد أن يقوم محمد صلاح باستلام مهمة معاونة لاعب الجناح في الناحية اليمنى وباسم مرسي في الناحية اليسرى، وفي أحيان أخرى كان يتم الاعتماد على الكرات الطويلة الساقطة خلف المدافعين اختصاراً لزمن الهجمة وكذلك رغبة من كوبر في استغلال السذاجة الدفاعية لأصحاب الأرض.

تحولت طريقة اللعب إلى 4-3-3 بعد نزول مؤمن زكريا على حساب باسم مرسى، وهو تغيير في العناصر شهد عدة تغييرات في الطريقة ومراكز اللاعبين، فلعب مؤمن كارتكاز ثالث إلى جوار توفيق الذي حل بديلاً للمصاب إبراهيم صلاح، وكذلك محمد النني، وتحول محمود تريزيجيه لمركز الجناح الأيسر ومحمد صلاح لمركز الجناح الأيمن وشغل كهربا مركز المهاجم الصريح، بالشكل التالي:

تحليل مباراة مصر وتشاد

مال أداء المنتخب المصري إلى التهدئة وقتل الرتم بعد إحراز الهدف الخامس، خاصة في ظل خشونة متعمدة لعناصر فريق تشاد مما أثر بالسلب على قدرة المنتخب المصري على تدوير الكرة والخروج بها من مناطق الفراعنة إلى مناطق أصحاب الأرض، حتى انتهى اللقاء بفوز مصر بخماسية مقابل هدف واحد جاء نتيجة خطأ في التمركز لمدافع القلب الأيمن إلى جانب تحمل حازم إمام جزء من مسؤولية الهدف لعدم قيامه بالتغطية العكسية.

وأخيراً..

برغم سهولة المباراة نظرياً وبرغم تحقيق المنتخب المصري لفوز كبير استعاد معه فريق الفراعنة شخصيته المفقودة منذ سنوات، إلا أنه لو كان هناك أي اسم آخر في حراسة مرمى منتخب مصر أمس بخلاف أحمد الشناوي، لتغير الوضع كثيراً للأسوأ.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية