x

محمود عمارة فخ.. ومصيدة.. ومطب صناعى! محمود عمارة الأحد 13-09-2015 21:20


يا ريس.. تغيَّر حكومة.. تجيب كل الحائزين على نوبل.. تجيب مهاتير.. تجيب سلفادى لولاَّ.. تجيب أينشتاين.. بنفس التشريعات، والمنظومة الإدارية.. هنوصل لنفس النتيجة.. ليه؟

اتفرج وشوف: تشريعاتنا الفاسدة بتعمل فينا إيه؟ وماذا أنتجت لنا؟

أولاً: « فخاخ ».. منصوبة لأى مسؤول (وزير- محافظ - موظف) لترعش يده، أو تسجنه، وفى كل الحالات «تقطع الخميرة من البيت»، وتوقَّـف المراكب السايرة!!

مثال: صديق مصرى (خبير زراعة) قال لى من 3 شهور: فيه «تقاوى قمح» بتتزرع فى الصيف (عكس الشائع إن القمح زراعته شتوية)، وإنتاجية الفدان تصل إلى 4 طن (عندنا 2.75 طن).. وأن هذا القمح مزروع فى إسبانيا، واتجرَّب ونجح فى الأردن!!

سألته: نقدر نجيب 100 كيلو من هذه التقاوى، ونهديها «للبحوث الزراعية»؟.. راح قابل وزير الزراعة (المتهم حالياً)، فوافق على المبدأ- وشكر صديقى محمد سالم.

راح محمد إسبانيا وشحن 100 كيلو تقاوى – «الشُّحنة» وصلت مطار القاهرة (من أسبوعين).. فى المطار رفضوا الإفراج عنها (لأن القانون بيمنع استيراد تقاوى القمح حتى لا تختلط بالتقاوى المصرية)، والقانون (الحمار) نسى يكتب «عدا ما يخص البحوث الزراعية»!!

صديقى «المتبِّرع» توجه إلى د. صلاح هلال (قبل إقالته بخمسة أيام).. الوزير كتب للحجر الزراعى بالمطار.. تأشيرة بتقول: «يتم اتخاذ اللازم للإفراج عنها طبقا للقانون»!!

فطسنا من الضحك.. بعت SMS لرئيس الحكومة.. كلِّمنى المهندس «محلب» صباح الجمعة قبل الفائت.. استغرب وقال: نتقابل يوم الاثنين أو التلات.. الساعة كام؟.. قال: أناهكلِّمك..وسافر المهندس «محلب» إلى تونس، ورجع لقى استقالته جاهزه.. وتقاوى القمح زمان العصافير أكلتها!!

السؤال: لو سيادتك مكان الوزير.. هل ستحترم هذا القانون، وتحرم مصر من «فرصة» ممكن أن تُغنينا عن استيراد الأقماح، ونوفر مليارات الدولارات؟.. وفى هذه الحالة هيتبعت فيك شكاوى.. ووكيل النيابة والقاضى بيحكموا بالورق فهيحسبوك، أو على الأقل هيجرَّسوك.. هتعمل إيه سيادتك؟.. تتحبس وتتجرَّس، ولاَّ تحرم مصر من غذائها؟

الرئيس قال: هنشتغل لمصر.. وانشالله «نتحبس».. وأنا بقول: أنت يا ريس مش هتتحبس (عندك غطاء شعبى واسع هيحميك).. لكن ليه تسيب الوزير أو المحافظ أو أى مسؤول أمام خيارين:

أ- إيده تترعش، ودايماً تأشيرته: «تُتخَّذ الإجراءات طبقاً للقانون».. يعنى وقف حال.. والفساد يشتغل!!

ب- أو هيمضى، عشان البلد تتحرَّك، بدل ما هى «متكلبشة».. وواحد يقدَّم فيه بلاغ.. ساعتها سيادتك هتحميه إزَّاى؟

ثانياً: «المصيدة»:

كُل مُستثمر.. راح وزارة الزراعة يسألهم: عايز أشترى أرض صحراوية، بغرض الزراعة (مش لعمل منتجعات).. الوزارة قالت له: معندناش.. روح اشترى «وضع اليد» من الأعراب.. وهات 29 خريطة مساحية، والوزارة هىّ اللى تبعت للجيش والرى والآثار والمناجم.. تجيب له الموافقات!!

يسأل: عايز «عقد مؤقت يثبت أنا مين» يقولوا: ازرع الأول، واثبت جدية.. ساعتها اللجنة هتنزل وتسعَّر لك الفدان بكام!!

عشان «يزرع» محتاج «آبار».. والآبار عايزة تصريح.. و«الرى» عايز العقد.. و«العقد» عايز أرض منزرعة.. وصاحبنا مضطر يحفر آبار بدون ترخيص.. وهنا وقَّعوك فى «المصيدة».. إزاى؟

أ- أى وقت الدولة (اللى جابتلك الموافقات، واللى بتحدِّد السعر).. هتقول: انت استوليت على أرض الدولة، والصحافة هتجرَّسك.. ويشتغلوك!!

ب- «الرى» ممكن تكسَّر الآبار (ماعندكش تصريح).. والزرع ينشف.. ويجيلك سكتة قلبية!!

ج- أو هتروح «قهوة الفساد» على بُعد 300 متر من الوزارة، ترشى الموظف، أو الواد بتاع الوزير، أو الوزير نفسه.. والمخلَّصاتية معروفين بالاسم، وبدل الواحد عشرة (واللى عايز يعرف.. يروح القهوة إياها، أو يسأل عُمال الأسانسير فى الوزارة )!!

2. المطب الصناعى: سيادتك لا مستثمر ولا يحزنون.. مجرَّد «مواطن».. هيسيبوك فى حالك.. ليه؟

تعملك «مطبات صناعية».. تكسَّرلك عربيتك.. أو على الأقل «تُخضك».. والأخطر: بما أن تشريعاتنا الفاسدة مانعة للإنتاج.. أسعار السلع كل يوم تزيد.. وسيادتك (يا مواطن) تتشوى فى نار الأسعار، وتمشى تكلَّم نفسك، وهمه يقولوا عليك «المجنون أهوه، وانت اللى تتهزأ»!!

صباح الخير سيادة الرئيس:

ينفع يا ريس؟.. نسيب هذه «المنظومة التشريعية الفاسدة» تخرَّب بيوت الناس، وتلففنا حوالين نفسنا؟

يا ريس: عندنا دستور جديد- ليه ما نعملش قوانين جديدة، مُطابقة له- « ونولَّع» فى الـ401 ألف قانون ولايحة وقرار وزارى، اللى لبِّستنا فى الحيط؟!!.

الخلاصة:

ترسانة هذه القوانين الفاسدة.. أصبحت «غولاً».. يا نتغدَّى بيه.. يا هيتعشى بينا!!

والحل: «رؤية استراتيجية».. نبنى عليها «خطط»، ونصنع لها «سياسات» و«برامج»، «وآليات»، يديرها مبدعون أكفاء.. مع شفافية ومشاركة وحوار وجدول زمنى.. هتبقى قد الدنيا!!

وأى «افتكاسات».. لا هتودِّى، ولا هتجيب!!

ونستكمل الاثنين القادم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية