لماذا تذهب حكومات وتأتي حكومات؟
ليس هناك سبب معروف، رئيس الوزراء يقول: نصيب، فالتغيير سنة الحياة، والوزير يتهم الإعلام بالمبالغة في التحريض والتعريض بالحكومة، والجمهور يتحدث عن فشل الحكومة في علاج المشاكل المعيشية، والنشطاء يقولون: تنفيس، والخبثاء يسخرون من طقس تقديم القرابين على مذبح الأضاحي، والبسطاء يقولون: قضاء وقدر، كل شئ في بلدنا مجرد حادثة، قضية الرشوة حادثة، وتعيين وزير حادثة، وإقالته حادثة، وثورة يناير نفسها مجرد حادثة، ويدعم أكثرهم بساطة حجته قائلا: تخيل يا أخي أن رافعة سقطت على حكومة محلب، سيموت من يموت ويصاب من يصاب وينجو من ينجو بلا سبب ولا سياسة ولا يحزنون، تغيير الوزارة يا سيدي مجرد حادثة.
هكذا تحدث الجميع، لكن ما رأي الرئيس؟
يقول الرئيس: إن الحكومات عادة لا تفعل شيئا، إنها مجرد آلة لتدوير الأزمات، وليس لحلها.
الرئيس الذي قال ذلك بوضوح وشجاعة هو راعي البقر الأمريكي رونالد ريجان، فكيف نطلب من وزير أن يغير سياسة بلد، وهو مجرد تنفيذي؟ كيف نطلب منه أن يصنع سياسات لدولة وهو عبدمأمور؟
أليس من العقل أن تعرف هذه الدولة أولا «ماذا تريد» حتى تحاسب عليه الوزير؟
نحن في بلد تضحك بشدة لأن جحا تعهد قديما للسلطان بتعليم الحمار القراءة والكتابة، ثم تحمس حديثا لتعيينه وزيرا، وعندما يناقشه أحدهم في خطورة عدم الوفاء بتعهداته، يحدثه ضاحكا عن «الجنرال وقت».. إنه حلال الأزمات المستعصية، استهلك الزمن، إشعل النار تحت وعاء مملوء بالماء والحصى لتوهم الجياع أن الطعام تحت الإعداد، إشغلهم بالحديث عن أي شئ وفي أي شئ، افتعل المشاجرات والحوادث، ولا تفكر في عاقبة الأمور، فسوف يحدث شئ ما: سينامون أو يموتون أو يسرقون، لا يهم، لأن عمر بن الخطاب لم يعد يمر على رعيته ليلا.!
ربما يسأل مواطنا صالحا عن سر ما، وراء إقالة الحكومة في يوم تظاهرات العمال ضد قانون الخدمة المدنية، وربما يستطرد في الأسئلة: وهل يستمر الزند؟ وكيف فكر الرئيس في اختيار شريف اسماعيل؟، وهل صحيح أن الدولة تختار الوزراء الذين يظهرون في الصور مع نجم المرحلة محمد فودة؟
أنا شخصيا لا أبحث عن إجابات، لأن الكذب سيد المرحلة، والسياسات غائمة، والحكومات منذ وزارة البيع الكبير في سوق عاطف عبيد، لاتعرف لماذا تأتي، ولا لماذا تذهب؟
نصيب، قضاء وقدر، التعيين رزق.. كل شهر يعدي ياخد الوزير «حسنته»، والإقالة حادثة.. مجرد حادثة، مثل سقوط رافعة على ناس ما في مكان، لسبب ما!
هذا لن يغلق المكان، ولن يمنع ناس آخرين من ارتياده، ولن يحكم القضاة على الروافع القاتلة بالإعدام.
أنها مجرد حادثة.. ليست هناك دلالة، ليست هناك تهمة، ليست هناك محاسبة، ليس هناك هدف.
تنفيس؟
ربما.
حرق الوجوه القديمة، حتي يأتي الجديد صدفة ويفرض نفسه؟
ربما.
تدعيم الجهاز التنفيذي لمزيد من التحكم في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
ربما.
محاسبة على الفشل والنجاح؟
طبعا لا، لأن الحكومة بلا خطة، والدولة نفسها بلا رؤية وبلا توجه
وحتى نمتلك تلك الرؤية، ونبدأ ذلك التوجه لتحقيق تلك الخطة (أي خطة) أرجو ألا يحدثني أحد عن التغيير.. قال تغيير قال!
ابتهج يا فودة.
تفاءلي ياعصابة فودة.. جاءكم الشريف فزوجوه
#معاً_من_أجل_غادةعبدالرازق_رئيسا_للوزراء
جمال الجمل