نكأ إيفرتون جراح تشيلسي، بطل الدوري، بأداء رائع مكنه من هزيمته بثلاثية نايسميث «البديل المتألق» مقابل هدف واحد للصربي نيمانيا ماتيتش، على ملعب جوديسون بارك، معقل إيفرتون، في إطار الجولة الخامسة من الدوري الإنجليزي الممتاز.
في أجواء عدائية، بدأت المباراة مبكرًا بهتافات جماهير «التوفيز» بأغنية «لا يمكن للمال أن يشتري (ستونز)»، في مكايدة واضحة للبرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب البلوز، الذي فشل في ضم المدافع الشاب في آخر أيام ميركاتو الصيف، وإنضم «مارتينيز»، مدرب إيفرتون، لجماهيره مصرحًا قبل المباراة أنه كان يستمتع بترديد الأغنية أثناء إستحمامه.
وربما نجح المدرب الإسباني الجيد في إضافة أغنية جديدة لينشدها أثناء استحمامه، بعد أن نجح بسهولة في التفوق على خصمه عمليًا وتكتيكيًا، في مباراة شهدت أداءًا «آليًا» إن جاز التعبير من العملاق البرتغالي «مورينيو».
فـ«الاستثنائي» صرح قبل المباراة أنه لا يريد سوى النتائج، وأنه غير راضٍ على الإطلاق عن أداء لاعبيه، فجاء أداءه التكتيكي بلا حماس واكتفى بالجلوس على دكة البدلاء في مشهد نادر، وبدا وكأن البرتغالي يعاقب لاعبيه ويكتفي بإجراء ما يراه من تغييرات لازمة دون أي توجيه، تاركًا لاعبيه لبنات أفكارهم، التي لم تسعفهم في تحويل دفة المباراة لصالحهم.
بدأ «مورينيو» المباراة بخطة «4-3-3» التقليدية خاصته، تتحول لـ«4-4-2» مع تقدم «فابريجاس» كصانع لعب بدلًا من إرتكاز ثالث، بينما بدأ الإسباني «مارتينيز» المباراة بخطة «4-4-2» صريحة بوجود «باركلي» خلف «لوكاكو» و«كونيه» ثنائي الهجوم، تتحول لـ«4-5-1» في حالة الدفاع، بهبوط «كونيه» لمنتصف الملعب كجناح أيسر.
قتالية لاعبي «التوفيز» وإبداعهم أظهرت «البلوز» وكأنهم جيشًا من الرجال الآلية، ربما يكون هذا حصاد طرق «مورينيو» التدريبية والتكتيكية، واعتماده على مجموعة من اللاعبين تفتقر للإبداع والإستثنائية التي إختارها لقبًا له، ففي ظل تحول أبرز نجومه كـ«هازارد» و«فابريجاس» لأشباح وتكبيلهم بالواجبات الدفاعية، بدا وكأن الثنائي نسي كرة القدم، فتعطلت ماكينة «البلوز» بأكملها وبدا الأسود في رتابة الخراف ومللها، ما سهل على «نايسميث» تقديم أداءًا أسطوريًا استحق به تقييم الخمس نجوم، فالاسكتلندي الدولي سدد ثلاث تسديدات على المرمى الأزرق نجح في تحويلها جميعًا لأهداف، مرة برأسه وأخرى بيسراه وأخيرًا بيمناه.
بدأ «مورينيو» المباراة معتمدًا على ثغرة واحدة هي حالة «ستونز» النفسية المهتزة وتقدم «كولمان» المستمر، فألقى «كوستا» على تلك الجهة، لكن حالة باقي مهاجميه لم تسعفه لإتمام عملية واحدة ناجحة بهذا النمط، بينما تنوعت هجمات «التوفيز» على مرمى «البلوز» يمينًا ويسارًا، ولولا رعونة «لوكاكو» لتمكنوا من إحراز المزيد من الأهداف.
يبدو «البلوز» الآن بعيدين عن المنافسة، خاصة بعد فوز السيتي في الدقائق الأخيرة، ولا تبدو الأمور مطمئنة للمدرب البرتغالي الذي تخلى عن لاعبيه طيلة المباراة ولم يوجههم بالنصح كعادته، وكأنه أراد تحميلهم مسئولية الهزيمة والخروج من المنافسة مبكرًا، يأتي كل هذا في ظل فترة مزدحمة بالمباريات الصعبة لـ«البلوز»، قبل افتتاح موسمهم الأوروبي أمام مكابي تل أبيب الإسرائيلي، الأربعاء المقبل، في ستامفورد بريدج، ملعب تشيلسي، فلا يتبقى لـ«مورينيو» أمل سوى الفوز في مباراته الأوروبية لاستعادة بعض الثقة قبل مواجهة أرسنال في ملعب الإمارات، السبت المقبل.