x

قصة مؤامرة مانشستر يونايتد وليفربول ضد تشيلسي

الجمعة 11-09-2015 16:15 | كتب: محمد الفولي |
ليفربول ومانشستر يونايتد ليفربول ومانشستر يونايتد تصوير : آخرون

لا تخلو كرة القدم من الجدل أبدًا، حتى في أنقى حالاتها بعيدًا في الزمن وتحديدًا عام 1915، قبل أن تتخذ ذلك البعد الاقتصادي والثقافي والنفسي الضخم الذي تمثله في الوقت الحالي، فطالما وجدت هذه اللعبة فكل شيء قائم وممكن.

هل يمكن تخيل أن تلاعب فريقين بنتيجة مباراة بشكل فاضح في الوقت الحالي سيمر مرور الكرام؟ وماذا إذا كان الفريقان هما إثنان من أعرق الأندية في إنجلترا؟ ماذا لو كانا ليفربول ومانشستر يونايتد؟ وماذا لو كان تشيلسي هو ضحية هذا التلاعب؟

سيبدو هذا الأمر الآن كأحد أشكال الخيال بل وربما الهلوسة، ولكن تلك المباراة، التي لعبت في الثاني من أبريل عام 1915، في مسابقة الدوري الإنجليزي وشهدت فوز مانشستر يونايتد على ليفربول بهدفين نظيفين، سجلهما جورج أندرسون، شهدت تلاعبًا فاضحًا من الفريقين.

وخرج مقال صحيفة «ذا جارديان» الإنجليزية في اليوم التالي عن المباراة يقول: «المباراة كانت مفجعة، لم يلعب أحد جيدًا، بدا الأمر كما لو لم يكن هناك مهاجم واحد على أرض الملعب»، مع العلم بأن الليفر كان يحتل مركزًا في المنطقة الدافئة بمنتصف الجدول، بينما أن الـ«شياطين الحمر»، كانوا في مراكز متأخرة ومهددين بالهبوط.

بعدها ومع التحقيق في الأمر بدأ التفسير المنطقي يظهر، حيث أن سبعة لاعبين راهنوا في اليوم السابق للمباراة بمبالغ كبيرة على أنها ستنتهي بهدفين نظيفين لصالح مانشستر، وكان هؤلاء اللاعبين هم ساندي ترنبول وإنوتش نوكر ويست وآرثر والي من الـ«شياطين الحمر» وتوم فيرفول وتوم ميلر وبوب بورسيل وجاكي شيلدون، الذي أهدر ركلة جزاء، من ليفربول.

واتخذ قرار بإيقاف جميع اللاعبين المشاركين في واقعة المراهنات بعد انتهاء التحقيقات للأبد، حيث مات أحدهم وهو «ترنبول» في الحرب العالمية الأولى، ثم ألغيت العقوبة على خمسة منهم بعد نهاية النزاع وتمكنوا من العودة للعب بداية من 1919، ربما بسبب المناخ الخاص الذي كانت تعيشه البلاد بسبب نهاية الحرب.

وأبقيت عقوبة الايقاف على واحد منهم فقط وهو «ويست»، حيث كان الجميع يتذكر الشكل الفج الذي كان يلعب به، حيث كان يسدد أي كرة تصل إليه للمدرجات، ولكنه كان يبرر هذا الأمر بأنه كان يرغب في الحفاظ على تقدم فريقه بهدفين وليس أي شيء أخر.

وكان القضاء الاعتيادي هو الذي حل القضية ولكن متأخرًا جدًا، تحديدًا في عام 1945، حينما أصبح عمر «ويست» 59 عامًا، حيث برأه من التهم المنسوبة إليه.

من ضمن الأمور المثيرة للدهشة بالعودة لـ1915 مجددًا أن مانشستر يونايتد نجح في النهاية في إنقاذ نفسه من الهبوط بفارق نقطة عن تشيلسي، الذي على الرغم من هذا لم يعترض، ولكن يشاء القدر أن تتسبب الحرب العالمية الأولى في نشاط الكرة.

وخضع نشاط الكرة عقب نهاية الحرب إلى إعادة هيكلة تضمنت زيادة عدد فرق الدوري من 20 إلى 22 نادي، ليصعد تشيلسي أوتوماتيكيًا إلى نفس الدرجة التي كان فيها قبل بداية الحرب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية