x

رجب جلال أكذوبة المتدين بطبعه رجب جلال الخميس 10-09-2015 21:39


تأشيرات حج كاملة الإقامة والطيران ضمن الرشاوى فى قضية وزارة الزراعة، هى بالتأكيد ليست رغبة من المرتشين فى التطهر من الذنب، وإلا لكان عدم ارتكابه أولى، لكنها مجرد رحلة سياحية وعلى هامشها يحصل صاحبها على حيثية دينية فى مجتمعه بأنه «حج بيت الله» فيصبح محل ثقة تساعده على ارتكاب جرائمه، مجرد «ماكياج» مثل «زبيبة الصلاة» التى يستغلها آلاف الفاسدين، وأيضاً مثل الحجاب الذى تستغله آلاف النساء والفتيات للفوز بفرصة عمل أو فرصة زواج، أو يرتدينه لضرورات فنية أو اقتصادية أو رضوخاً لأعراف.

لا تصدق إذن أكذوبة أن المصرى متدين بطبعه، فكل ما تشهده مصر من جرائم قتل وفساد ورشوة وسرقة وزنا واغتصاب، لا يدل على وجود تدين حقيقى عند الأغلبية العظمى، وإنما ادعاء إيمان، تدين شكلى لا يخرج عن كونه اهتماما بارتداء الجلباب الأبيض واصطحاب السجادة لأداء صلاة الجمعة دون باقى صلوات الأسبوع، مجرد طقس يسبق شراء الإفطار بعد الخروج من المسجد، وغيرها من عشرات الطقوس التى تظهر بوضوح فى شهر رمضان، فالسواد الأعظم يتسابق فى إظهار تدينه، ليس بداية من انتشار آلاف المصاحف فى الأتوبيسات والمترو، وليس انتهاء بالوقوف على الطرقات أمام السيارات لإعطاء ركابها بعضاً من التمر والماء.

انظر إلى بعض أشكال الحجاب لتتأكد أنه ليس علامة تدين، تأمل كيف أن الشعر مغطى بقطعة قماش بينما باقى الجسم عارٍ بتجسد نهوده وأردافه فى ملابس ليست ضيقة، وإنما ملتصقة تظهر أكثر مما تخفى، وكأن الرأس للرب وباقى الجسم للشعب، وتأمل الحجاب الـ «إسبانش»، وشاهد بعض خصلات الشعر التى تظهر عند بعضهن، أو الحجاب الذى لا يغطى الأذنين، أو الرقبة، لتدرك أنه لا تدين فى الأمر، وشاهد آلاف الفيديوهات البذيئة لتتأكد أن نسبة المحجبات بين البغايا كبيرة، وأن الحجاب عند سيدات وفتيات كثيرات، مجرد قطعة ملابس على الرأس مثل الجورب فى القدم، لم تمنعها من ارتكاب أبشع الجرائم، وتدعو الله قبل كل «مقابلة» أن يسترها، تماماً كما يدعو اللصوص أن يعمى أبصار رجال الأمن عنهم.

لا يمكن أن يكون هناك تدين فى مصر، ورغم ذلك تقع بها كل هذه الجرائم التى تجعل الولدان شيبا من قتل وخطف وسرقة ونصب وتجارة آثار ومخدرات وسلاح وتزوير، لا يمكن أن تكون متدينة بطبعها وبها كل هؤلاء الفقراء الذين يأكلون من القمامة، والمتشردين الذين يعيشون حياتهم أمام المساجد وأسفل الكبارى وفى المنازل المهجورة، لا يمكن أن تكون متدينة بطبعها ويقتل فيها الابن أباه أو يلقى أمه فى دار مسنات، لا يمكن أن تكون متدينة لا بالطبع أو حتى بالاكتساب ويجرى فيها كل هذا الكم من عمليات الإجهاض وترقيع غشاء البكارة وزنا المحارم.

وهل يمكن أن يكون ما تفعله جماعة الإخوان منذ مولدها على يد السفاح حسن البنا، ديناً بأى شكل، فأى تدين هذا الذى ندعيه وبيننا كل هذا الظلم، رغم أن الدين - أى دين - هو منهاج العدل المقدم حتى على الإيمان لأن «الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الظالمة ولو كانت مؤمنة»، حسبما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية.

هوامش:

شكراً للنائب السابق علاء حسانين على ما فعله فى قضية حمدى الفخرانى، لكن متى ستبدأ أجهزة الرقابة فى البحث وراء علاء نفسه؟

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية