هناك نوع من الموهوبين يسبب صداعا وقلقا لمحبيهم وأعدائهم على السواء، ويغالون أحيانا ويتسببون فى ضرر أنصارهم أكثر من المنافسين، وشيكابالا لاعب من هذا النوع، موهبة فذة طاغية لا خلاف عليها، يصر على إهدارها طوال الوقت! كأنه متسلط على نفسه، وجماهير لا حصر لها تعشقه وتغفر له أخطاءه وتسامحه رغبة فى التمتع بمهاراته، ويصر على أن يخذلها على الدوام، وأعرف قطاعاً كبيراً من محبى نادى الزمالك الذين يحبونه يضعون أياديهم على قلوبهم كلما سمعوا عن قرب عودته إلى الفريق، فمعنى ذلك فى رأيهم أن تتوقف انتصارات النادى نظرًا لصراعاته مع باقى اللاعبين وتعاليه عليهم، أو يتعثر النادى لمشاكله الكثيرة أو لعدم ثباته الانفعالى ضد مشجعى الأندية المنافسة الذين يستفزونه ليخرجوه عن طوره فيرتبك أداؤه، وهو ما يحدث بالفعل، بخلاف أداء النجم الذى يعتقد أنه محور العالم فيغيب متعمدًا عن مباريات مهمة أو يحتجب عن الأنظار بعد الاتفاقات المهمة التى وافق عليها شفهيا، أو الإحساس العالى بموهبته- وسط مباريات مصيرية- فيتحرك بالكرة ببطء مبالغ فيه كالذى يتمشى فى غرفة النوم، ناهيك طبعا عن احترافاته خارج مصر التى بدأها بسمعة طاغية فى نادى «باوك سالونيك» لدرجة أن الصحف اليونانية أطلقت عليه لقب «ريفالدو اليونان» وهى أفضل فترة احتراف له نظرًا لأنه كما هو معروف تم تصعيده للفريق الأول بنادى الزمالك وعمره (15 سنة و8 شهور) ولعب مع الفريق الأول لمدة عامين ثم احترف ولم يبلغ الـ19 سنة بعد ولم يكن الغرور قد تسرب إليه، وبعد اليونان كان فى طريقه إلى الدورى الهولندى لولا مشكلة التجنيد التى أعادته إلى مصر، ولعب بعد عودته فى الزمالك وحصل على لقب هداف الدورى لعام 2010-2011 عن جدارة واستحقاق بعد إحرازه 13 هدفًا، بعد ذلك بدأت تعثرات شيكابالا الاحترافية بداية من احترافه بنادى الوصل الإماراتى وانتهاءً بنادى سبورتنج لشبونة، والغريب أن رحلة احترافه الأخيرة كان يسعى لها، وقيده النادى البرتغالى فى آخر لحظة، وسعدت جماهير لشبونة للتعاقد مع اللاعب الذى سبقته سمعته، وسافر شيكابالا ثم امتنع عن التدريب دون إبداء الأسباب وعاد إلى مصر، وعندما جاء الفريق البرتغالى إلى مصر ليلعب مباراة ودية مع الاتحاد السكندرى احتفالا بمئوية النادى، شارك شيكابالا مع فريقه البرتغالى وقدم مباراة رائعة ثم اختفى وأغلق هواتفه! ودفع بمسؤولى النادى البرتغالى لتهديده بالفيفا وشطبه، وحل رئيس الزمالك المشكلة بعد جلسة ودية اتفقوا خلالها على منحه أعلى عقد فى نادى الزمالك وقيمته أربعة ملايين جنيه مصرى فى الموسم الواحد، وكعادته اختفى شيكابالا كفص ملح فى الماء! حد عاقل يقول لشيكابالا إن الموهبين اللى زيه كانوا كتير منهم حمادة عبداللطيف ومحمد عباس وحتى عمرو زكى، وعندما تمكن منهم الغرور انتهوا! وللمدرب الكبير «مايكل إيفرت» مدرب الزمالك فى الثمانينيات حادثة طريفة مع لاعب موهوب سودانى كان اسمه رشيد العبيد ويدرس بمصر، راجع مايكل أسماء اللاعبين فى أول تدريب وسأل عن رشيد فأخبروه بأنه فى الفندق، وفى التدريب الثانى أجابوه بنفس الإجابة، لكن عندما أخبروه بذلك فى المران الثالث، طلب مايكل من اللاعبين الذهاب معه للتدريب فى غرفة الرشيد بالفندق، بعده تاب الرشيد تماما عن الغياب!