الاتصالات لم تنقطع، أمس، تعليقاً على مقال «عُودوا حُفاة».. كلها تطالب «السيسى» بأن يواصل الحملة على الفساد، ولا يتوقف عند مجرد وزير فقط.. الاتصالات ثلاثة اتجاهات: الأول يعرض لفساد إعلاميين كبار، ويعود بالحكاية منذ أيام غرق العبارة 98.. الثانى يتحدث عن فساد وزراء ومحافظين بالأسماء.. الثالث يتحدث عن الأجهزة الرقابية.. هل أجازت اللصوص أم لا؟.. ومن وافق على تعيينهم وزراء؟!
الذين تحدثوا عن فساد الإعلاميين يقولون لو عاد مصطفى أمين للحياة سوف يموت قهراً.. فلم تعد الصحافة مهنة البحث عن المتاعب، بل أصبحت مهنة البحث عن الملايين.. بعضهم أصابه الإحباط، لأننى توقعت عودة فودة من جديد، لأنه يعرف كيفية التحوّر.. آخرون يستغربون كيف كان يعيش فى جناح فى الفورسيزون؟.. وكيف كان يملك «باسوورد الحكومة»، ويستطيع توفير «لبن العصفور» لمن يطلبه فوراً؟!
هناك اتصالات تحدثت عن فساد وزراء ومحافظين.. هؤلاء يرون أن هناك وزراء بالاسم، فى حاجة إلى تطهير.. وقد قلت لهم: إن الشائعات قد تؤدى لارتباك فى الحكومة.. ولا ينبغى أن تكون الأمور بالشبهات.. اضطر هؤلاء إلى تقديم حكايات وأسماء أخرى.. للأسف كشفت أن «فودة» يعتبر تلميذاً فى مدرسة الفساد.. تصوروا!.. إذن حكاية التطهير لا ينبغى أن تقف عند الوزير صلاح هلال، ولا «فودة» فقط!
أما عن الأجهزة الرقابية، فأمامها حاجة من اتنين.. إما أن تقول لنا: كيف أجازت وزراء ومحافظين فاسدين؟.. أو تقول لنا إنها قدمت تقارير ترفض هؤلاء الفاسدين، ثم فوجئت بمن ضرب بتقاريرها عرض الحائط؟.. فى كل الأحوال هناك واحد ينبغى أن يُحاكم.. إما أنه عضو الرقابة الإدارية، أو الأجهزة السيادية، أو أنه من رشح هذا أو ذاك لحقيبة وزارية.. ولا شىء ثالث، إن كنا جادين فعلاً فى تطهير البلاد!
غير هذا، سوف يسود الارتباك «حكومة محلب».. وغير هذا، سوف نظل نتخبط فى الفساد.. ونبدو كأننا نخشى من دولة الفساد.. الفساد فعلاً دولة كبرى داخل مصر.. فيها عصابات كبرى.. تتضمن وزراء ومحافظين وإعلاميين وصحفيين وسماسرة وأشياء أخرى لا مؤاخذة.. خلايا عنقودية أخطر من الإرهاب.. تعرقل أى نظام، ولا تصلح معها أى ثورة.. ولو قمنا كل يوم بثورة على نظام الحكم.. بلا جدوى!
الاقتراح الآن أن نقوم بتهجير الفاسدين، ونقيم لهم «دولة» على إحدى الجزر.. على طريقة جزيرة اللاجئين.. الفارق الوحيد أننا لن نصرف مليماً عليهم.. هم لديهم المال.. لديهم الكوادر المتخصصة فى كل مجال.. يمكنهم أن يشكلوا حكومة متجانسة.. لأنهم يعرفون بعضهم كويس.. يمكنهم إنشاء إذاعة وفضائية وصحيفة.. كوادرهم موجودة.. الهدف من ذلك أن تتطهر مصر، وأن تكون هناك فرص متكافئة للناس!
«جزيرة الفاسدين» قد تكون فكرة خيالية، أو مجنونة.. لكن لها ظل فى الواقع.. عندنا جمهوريتان فى طرة.. الجمهورية الأولى برئاسة «مبارك».. الثانية برئاسة «مرسى».. وكانت هناك حكومتان.. هذه المرة ليس هناك مكان فى السجن.. فليصنعوا جزيرتهم بعيداً عنا.. فلتكن «جمهورية الفساد».. نضّف يا «سيسى»!