x

نيوتن تغيير المنهج أو الشخص نيوتن الأحد 06-09-2015 21:42


كل حديثنا عن تجريم الأفراد. فى المستشفيات. المدارس. التراخيص. كل شىء ترجعه إلى أخلاق الإنسان المصرى. تدنى أدائه. وهكذا. هذا والله ظلم. فللأسف لا يتعرض أحد لمناهج العمل. عندما قام رفاعة الطهطاوى. ورائد التعليم فى مصر على باشا مبارك بدعوتهما التنويرية. كانا جميعاً يروجان لمنهج. محمد عبده مفتى الديار كان يبشر بالإصلاح الدينى. أقر الفنون وصناديق التوفير. كل هذا يذكرنى بقصة قد توضح ما أعنيه.

كانت شركة بكتل Bechtel الأمريكية العملاقة تقوم بالإشراف على بناء محطة غرب القاهرة. محطة عملاقة لتوليد الكهرباء. أحد بنود العقد كان ينص. أن عليهم توفير عدد أربعين مهندساً من تخصصات مختلفة.

أخطروا الجهة المعنية عن المشروع فى وزارة الكهرباء بإتمام توفير العدد المطلوب. جاء مندوبو الوزارة للتحقق من هذا. وإذا بهم يثورون على ممثلى شركة بكتل. قالوا لهم: ما هذا التهريج. هل تراوغوننا؟ رد ممثل بكتل مندهشاً: نراوغكم فى أى أمر؟ قالوا له إن بند التعاقد ينص على توفير 40 مهندساً. كشوفاتكم لا تحتوى سوى على اثنين أمريكيين. الباقى مهندسون من مصر. لو كنا نعلم هذا لقمنا بتوفيرهم دون تدخلكم.

رد ممثل بكتل: العبرة هى بالمنهج الذى سيعملون عليه. ليس أبداً بجنسية المهندس.

منهج بكتل يعمل بأربعين مهندساً من مصر- لكن هذا المنهج سيقدم لكم النتائج المتوقعة جميعاً. هذا أمر لا علاقة له بالجنسية. فحتى لو وفرنا لكم أربعين مهندساً أمريكياً ليعملوا بنهجكم، لكانت النتيجة هى ما تحصلون عليه. كانت النتيجة ستكون صفراً كبيراً وهو ما لم يرضكم. ولن يرضيكم. العبرة فى المنهج. «السيستم» فى الـmanual.

أريد أن أقول إن مشكلتنا لم تكن أبداً فى الشخص ذاته. شخص المحافظ. شخص مدير التعليم. شخص الوزير. لا نتعرض أبداً للمنهج. لا نحاول تغييره. فقط نعنى بتغيير الشخص.

لم نتعرض قط لمنهج الحكم المحلى. لكارثة المركزية. لتوزيع المشاريع الاستثمارية لخدمة الصعيد. ولو بحوافز. لنظام الثانوية العامة المرعب للطلبة والعائلات والمسؤولين.

مطلوب إعادة النظر فى مناهج العمل. منح التراخيص. قوانين غير متضاربة. من يخرج عن القانون فلن يجد ثغرة ينفذ منها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية