x

رفاعة الطهطاوى.. الترجمان مخلِّص الإبريز

الإثنين 13-07-2015 13:25 | كتب: ماهر حسن |
رفاعة الطهطاوي رفاعة الطهطاوي تصوير : other

شيخ أزهرى.. لكنه أضاف إلى رسالته الدينية رسالة تحديثية مهمة، عندما سافر على رأس بعثة علمية أوفدها محمد على باشا إلى باريس، فى سياق مشروعه الحضارى والنهضوى الكبير، وقد أرسله ليؤم طلاب البعثة، ويحصنهم بالإيمان فى مجتمع مفتوح، فإذا به يتجاوز رسالته ووظيفته، ويصير واحدا من طلاب العلم، ليدشن فى مصر مشروعا دستوريا وتعليميا ونهضويا.

فى باريس انكب رفاعة الطهطاوى على دراسة الآخر ونهضته، وقام بقراءة فرزية لهذا المجتمع المفتوح والمتطور أيضا، وعاد لوطنه تحركه الغيرة عليه حيث رآه يستحق أفضل مما هو فيه، فاعتزم خدمته بالعلم والتعليم والتنوير، وبدأ بفتح نافذة لبنى وطنه يطلون منها على تجربة الآخر المتقدمة ليحفزهم، وتمثلت فى كتابه الأشهر «تخليص الإبريز فى تلخيص باريز»، ثم اضطلع بالنهضة العلمية تأليفا وترجمة وتعليما وتربية، وانتهت إليه الزعامة العلمية والأدبية والتنويرية والتربوية، منذ عهد محمد على باشا حتى عهد الخديو إسماعيل، وكان له السبق فى تعريف المصريين بالدستور، وكانت مصر حديثة العهد به، فكان أول من كتب فى هذا الشأن ليس ناقلا فقط وإنما محللا ومتأملا، كما كتب عن التجربة الصحفية فى فرنسا وسماها «الورقات اليومية المسماة بالجورنالات»، التى نقف فيها على الأخبار المتجددة، وتتضمن مسائل علمية وفكرية جديدة، وكانت أولى الوظائف التى تولاها بعد عودته من باريس، وظيفة مترجم بمدرسة الطب، وفى 1833 انتقل لمدرسة الطوبجية (المدفعية) مترجماً وفى 1835 تم افتتاح أول مدرسة للغات فى مصر(مدرسة الترجمة)، (مدرسة الألسن لاحقا) ويعتبر أول منشئ لصحيفة أخبار فى مصر، حيث قام بتغيير شكل جريدة (الوقائع المصرية) حين تولى الإشراف عليها سنة 1842، وجعل الأخبار المصرية المادة الأساسية بدلاً من التركية، وأنشأ مدرسة المحاسبة لدراسة الاقتصاد، ومدرسة الإدارة لدراسة العلوم السياسية، وأسس أول مشروع لإحياء التراث العربى الإسلامى بطبع كتب من عيون التراث العربى، وحين أصدر مجلة روضة المدارس، فى 1870جعل منها منارة لتعليم الأمة ونشر الثقافة بين أبنائها.

وتقول سيرة الطهطاوى إنه ولد فى 15 أكتوبر 1801 فى طهطا بسوهاج وحفظ القرآن، وبعد وفاة والده، رعاه أخواله فحفظ على أيديهم المتون ولما بلغ السادسة عشرة التحق بالأزهر، ودرس الحديث والفقه والتصوف والتفسير والنحو والصرف وغيرها، وتتلمذ على يد عدد من علماء الأزهر العظام، ومنهم الشيخ حسن العطار الذى تولى إمامة الأزهر لاحقا، فقد أعجب بذكاء رفاعة وحرصه على التحصيل فرعاه واهتم به وجعله ملازما له وبعد دراسة استمرت 6 سنوات فى الأزهر جلس للتدريس فيه سنة 1821 ثم ترك التدريس بعد عامين والتحق بالجيش المصرى النظامى إماما وواعظا لينطلق بعدها فى مسيرته ورسالته، متسلحا بالعلم والدين والوطنية إلى أن توفى يوم 27 مايو 1873.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية