لما وجدت نفسها عاجزة عن أن تجد متسعًا للمساعدات التي انهالت عليها لتقديمها إلى اللاجئين، الذين توافدوا بالآلاف على دولتهم، وجدت الشرطة الألمانية أنه لا مفر من حث المواطنين على التوقف عن التوافد إلى محطة القطار من أجل استقبال اللاجئين وتقديم المساعدات بمختلف صنوفها لهم.
وذكرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن استجابة المواطنين الألمان السريعة، وتباريهم في تقديم المساعدات والتبرعات لأكثر من 590 لاجئا وفدوا إلى مدينة ميونيخ مستقلين القطارات، أصابت شرطة المدينة بحالة من الدهشة، بعد أن «غمرتهم» التبرعات التي أتى المواطنون لتقديمها للاجئين، وشملت ملابس وأغذية ولعب أطفال.
وبحسب الصحيفة فإنه عقب دقائق من إعلان الشرطة عن وصول 590 لاجئا سوريا إلى محطة قطار هاوبتباهنهوف في ميونخ، تواصل حضور المواطنين بالمساعدات، التي عجزت الشرطة عن إيجاد متسع لها بعدما تضاعف أعدادها بمرور الساعة الأولى من وصول اللاجئين، وأكدت الشرطة عبر تغريدة بموقع التدوينات «تويتر»: أن المواطنين مستمرون في إحضار المساعدات للاجئين مع استمرار وصولهم للمدينة».
وبحلول الساعة الواحدة ظهرًا، وفيما شرع بعض رجال الشرطة في نقل اللاجئين إلى مراكز استقبالهم، بادر البعض الآخر بالتغريد من جديد على «تويتر» يلتمسون من المواطنين التوقف عن جلب المساعدات قائلين: «برجاء عدم إحضار أي مساعدات أخرى، فما لدينا يكفي ويزيد».
وللتأكيد على مفاد التغريدة الأولى قام أحدهم بنشر تغريدة أخرى نصها «التبرعات الموجودة حاليًا والتي لازالت تأتينا كافية لتلبية كل احتياجات اللاجئين... كل الشكر لأهل ميونيخ»، ولما عجزت تغريدات رجال الشرطة عن إثناء أهالي ميونيخ عن التوافد وجلب المساعدات، اضطر رجال الشرطة لنشر بيانات التواصل مع مجلس المدينة ليقوم المواطنون بتحويل المساعدات إليه.
كانت مدينة ميونخ الألمانية قد شهدت في الأيام الأخيرة الماضية توافد الآلاف من طالبي اللجوء والمهاجرين، وأكثرهم من السوريين والعراقيين الذين استقلوا القطارات من المجر بعد أن نجحوا في الدخول إلى أوروبا عبر شبه جزيرة البلقان، غير أن العديد من الأسر لم يحالفها الحظ في الوصول للمدينة الألمانية، الثلاثاء، بعد أن استوقفتها السلطات المجرية ومنعتها من استقلال القطارات في بودابست، ما دفع طالبي اللجوء إلى الدولة الأوروبية إلى تنظيم احتجاجات عند محطة قطار كيلتي، ملوحين بتذاكر القطار التي قاموا بشرائها وهاتفين باسم ألمانيا.
ونشبت مشادات بين رجال الشرطة بعد تدافع المسافرين على البوابات المؤدية لأرصفة القطار الذي كان ينطلق في رحلته إلى النمسا وألمانيا.
ويقول محمد 24 سنة، باحث اقتصادي من مدينة حلب، إنه أنفق 150 جنيهًا استرلينيًا لشراء تذكرة قطار متجه إلى ميونخ بعد أن حصل على تصريح من رجال الشرطة بالسفر، وبرغم تقديمه جواز السفر السوري لهم، فإن الشرطة أصرت على منعه من العبور الثلاثاء، متذرعة بعدم حصوله على تأشيرة منطقة شنجن.
ولفتت «إندبندنت» إلى أن ألمانيا احتلت مكانة الريادة في أوروبا من حيث قبول طلبات اللجوء، حيث تلقت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2015 أكثر من 73 ألف طلب لجوء، فيما تلقت المملكة المتحدة 7 آلاف و300 طلب فقط خلال الفترة نفسها، وتتوقع الحكومة الألمانية أن يصل عدد اللاجئين لأرضها خلال العام الجاري إلى 800 ألف لاجئ، فضلًا عن قيام المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بتوجيه كلمة للمواطنين، الاثنين، تحثهم فيها على الترحيب باللاجئين.