x

صلاح الغزالي حرب أغلقوا المدارس يرحمكم الله صلاح الغزالي حرب الخميس 03-09-2015 21:49


نشرت الصحف فى الأيام الأخيرة تصريحات منسوبة إلى وزير التعليم، تفيد بغلق مراكز الدروس الخصوصية، بالتزامن مع إنشاء مراكز أخرى، تحت إشراف الدولة فى مراكز الشباب وفى المدارس لتقديم نفس الخدمة، ولكن تحت الإشراف الحكومى!! وقد ذكرنى هذا الأمر بكارثة أو فضيحة العلاج على نفقة الدولة، فمع تزايد التذمر من الخدمات الصحية التى تقدم فى المستشفيات العامة التابعة للدولة تفتق ذهن المسؤولين وقتها عن فكرة العلاج على نفقة الدولة، وكأن العلاج فى هذه المستشفيات ليس على نفقة الدولة! ومن يومها وحتى الآن وميزانية الدولة المرهقة تستنزف من جهتين تؤديان نفس الخدمة، وقد كتبت وحذرت أكثر من مرة من هذا الدين للمال العام ولم يجرؤ وزير واحد للصحة أن يعلن وقف هذه المهزلة وتحويل ميزانيتها للإنفاق على المستشفيات العامة من أجل تقديم خدمة أفضل لعموم المصريين.

ويبدو أن المهزلة سوف تتكرر، لكنها فى هذه المرة فى مجال التعليم، فبدلاً من تركيز الإنفاق على تحديث المدارس الحكومية سوف يوجه جزء من هذه الميزانية للإنفاق على المراكز الحكومية للدروس الخاصة!!

والمعنى الوحيد الذى يمكن استنتاجه من مثل هذه السياسات أن المسؤول عندنا لم يعد يملك رؤية واضحة أو استراتيجية متكاملة للخروج من أزمة الصحة والتعليم، ولذلك فقد اختار الطريق السهل بالالتفاف حول أصل الأزمة واللجوء إلى المسكنات والملطفات ولكن على حساب الميزانية المثقلة بالأعباء.. كل ذلك لإرضاء القيادات الأعلى، ودغدغة مشاعر الناس.

إننى أحذر من الوقوع فى هذا الفخ مرة أخرى، وأدعو إلى مؤتمر قومى عاجل لإصلاح التعليم يحضره كل من له رؤية واضحة المعالم، وذلك بالتنسيق مع المجلس الاستشارى للتعليم التابع لرئاسة الجمهورية، ولا مانع من الاستعانة بالدول التى سبقتنا فى هذا المضار، وكذلك المصريون العاملون فى الخارج فى هذا المجال.

وبخصوص الحل على المدى القريب فإننى أعرض تجربتى الخاصة فى كلية طب القاهرة فى مواجهة الدروس الخصوصية، حيث اجتمعت مع كل من يقومون بإعطاء هذه الدروس فى جميع السنوات الدراسية. وطلبت منهم أولاً الالتزام بجداولهم الدراسية فى الكلية، وثانياً بإعطاء مجموعات تقوية لمن يحتاج من الطلبة داخل الكلية وبعد انتهاء اليوم الدراسى بمبلغ زهيد تكفلت به إدارة الكلية لمن يستطيع دفع هذا المبلغ، وثالثاً بعدم مشاركتهم فى أعمال الامتحان الشفهية والعملية درءاً للشبهات.. وقد تزامن ذلك مع تحديث درجات الدراسة بالكلية، وتزويدها بكل وسائل التعليم الحديثة مع إمعان النظر فى المناهج الدراسية بالكامل.

أما إذا أصرّ وزير التعليم على أن يستمر فى مشروعه للدروس الخصوصية فى مراكز حكومية، فإننى أطالب حماية للمال العام بإغلاق المدارس الحكومية وتسريح العاملين بها وتوجيه ميزانية التعليم للإنفاق على هذه المراكز، ولك الله يا مصر!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية