x

عبد الرحمن فهمي نساء البندر.. وأم الأولاد! عبد الرحمن فهمي الثلاثاء 01-09-2015 21:25


والله هذا حرام.. والله هذا حرام.. والله هذا حرام.. لماذا لا نستفيد من التاريخ.. لماذا سنظل ندور فى ساقية معصوبى العينين.. لماذا نكرر نفس الأخطاء بل الخطايا ونحن نعلم جيداً آثارها المدمرة التى أوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن!!

- قل لنا.. إيه الحكاية من البداية؟

- الحكاية من البداية عندما صدر قانون الإصلاح الزراعى بتفتيت الأراضى الزراعية، ومنح الفلاحين خمسة أفدنة لكل منهم.. ماذا حدث.. باع الفلاح فداناً أو أكثر أو أقل ليبنى منزلاً بدلاً من نومه فوق الفرن فى الشتاء، وفى الهواء الطلق على المصطبة فى الصيف.. ثم اشترى التليفزيون الذى كان يسمع عنه دون أن يراه، وبدأ يسهر حتى الفجر ليرى الدنيا الجديدة عليه.. ثم بدأ يشترى بنطلوناً ثم بدلة.. وتطورت الأمور فاشترى كرافتة!! وركب القطار ليرى «البندر» لأول مرة فى حياته.. ثم جاءت حكاية «خمسين فى المائة عمال وفلاحين» فدخل مبنى كان يراه من الشارع، على أكثر تقدير، فإذا به أصبح رجلاً له أهمية.. ورأى لأول مرة فى حياته ما يسمونه «الجنس الناعم»، حاجة مختلفة تماماً عن أم أولاده»!! باع بقية الأفدنة وعاش حياته!!

ولا تقل لى زراعة والاستيقاظ فى الفجر ليصلى فى المسجد ثم يحمل الفأس ويذهب إلى الأرض.. انسى.. انسى كل هذا.. الفلاح خلع الجلباب والسروال وتعلم كيف يربط الكرافتة حول رقبته.. وضاع المحصول فقد باع أرضه!!

- ماذا كانت النتيجة؟

- بعد أن كنا «سلة قمح العالم» أصبحنا أكبر مستورد قمح فى العالم.. رؤساء الجمهوريات الثلاثة، لم يكونوا ينامون قبل الاطمئنان على مخزون القمح وإلا سيستيقظون على ثورة جياع!! بعد أن كانت أمريكا تستجدى سفينة قمح نرسلها للجيش الأمريكى فى كوريا خلال الحرب، ومصطفى النحاس يرفض لأن موقف مصر هو الحياد الإيجابى بين الكتلتين الأعظم.. فهل سنقع فى نفس الحفرة مرة أخرى!!

■ ■ ■

قرأت فى صحف الجمعة الماضى أن ما تم استصلاحه من مشروع المليون ونصف المليون فدان فى القنطرة شرق بقرية الأمل تم تقسيمه إلى خمسمائة «500 قطعة»، كل قطعة خمسة أفدنة، وأقيمت قرعة علنية بإشراف محافظ الإسماعيلية ياسين طاهر لتوزيعها على شباب الخريجين!!

هل هذا معقول يا ناس!! يا هوه!! لا تقل لى إن هؤلاء الشباب لم يرتدوا السروال ولم يتزوجوا الجاموس!! هذا الشباب له تطلعات أخرى.. سيبيع أيضاً الخمسة أفدنة ويسافر إلى أوروبا بالطائرة ولن يغرق فى البحر!! سيغسل الصحون فى باريس ولن يزرع الأرض!! هل هناك «من قلبه على هذا البلد» ليقرأ ما نكتبه.. يا رب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية