x

سليمان جودة مبارك.. وبشار.. والمشير! سليمان جودة الإثنين 31-08-2015 21:36


بعد أن عاد حسنى مبارك من رحلة علاجه الشهيرة إلى ألمانيا، عام 2004، طلب بشار الأسد أن يزوره فى القاهرة، ليهنئه بسلامة العودة، وكان رد الرئاسة أنها سوف تحدد موعداً فى أقرب وقت ممكن.

وبعدها بأيام، تلقت الرئاسة السورية اتصالاً من القائمين على أمر الرئاسة عندنا، وكان الاتصال يقول إن موعد زيارة الأسد، لمبارك، قد تم تحديده يوم كذا.. الساعة كذا!

ويبدو أن تحديد الموعد قد تم دون التشاور مع الطرف الآخر، فى العاصمة السورية، لمراعاة ظروفه ومواعيده بالضرورة، وهو الأمر الذى أغضب الرئيس السورى، واعتبر أن الاتصال الذى جاءه من جانب مبارك، إنما هو استدعاء، وليس دعوة إلى زيارة.. ولم تتم!

وكانت هناك مشكلة أخرى فى العلاقة بينهما، كرئيسين، وكانت المشكلة أن بشار كان يشعر طوال الوقت بأن مبارك يعامله كأنه ابنه، وكان هذا يغضبه، إلى الدرجة التى لم يستطع معها ذات يوم، أن يحتفظ بغضبه فى داخله، فطلب من الكاتب الأستاذ جهاد الخازن أن يبلغ مبارك رسالة موجزها كالآتى: هو ليس أبى، ولا أنا ابنه!

وأظن أن بشار لم يفطن إلى أن الطريقة التى كان مبارك يعامله بها، كابن له، لم تكن مقصودة، ولا كان القصد منها التقليل من شأنه، ولكنها كانت تعود فى الأساس إلى ما كان يربط بين رئيسنا الأسبق، وبين حافظ الأسد، والد الرئيس بشار.. إذ كان طبيعياً أن يكون هذا هو إحساس مبارك تجاه الرئيس السورى الشاب، بعد سنوات طويلة من العلاقة والصداقة، ربطت بين مبارك، وبين الأسد الأب.

ولكن أحداً لم يفلح فى إذابة الجليد بينهما، ودامت العلاقة فاترة، إلى أن تخلى مبارك عن الحكم فى 11 فبراير 2011.

وفى أثناء حكم المجلس العسكرى، استقبل المشير طنطاوى، رئيس المجلس وقتها، السفير يوسف الأحمد، سفير سوريا فى مصر، وطلب منه أن ينسى ما فات، لأن العلاقات بين البلدين سوف تعود إلى ما كانت عليه دوماً، وزار اللواء مراد موافى، رئيس جهاز المخابرات فى ذلك الوقت، دمشق، وكان ذلك من باب التأكيد على أن العلاقة بيننا، فى سنوات مبارك الأخيرة، شىء، ثم بعد تخليه عن الحكم شىء آخر.

وجاء حكم الإخوان، ليعلن مرسى قطع العلاقات مع سوريا، وقد تمنى كل مدرك لحجم ما بين القاهرة ودمشق، تاريخياً، لو أن يد الرئيس الإخوانى هى التى انقطعت، بدلاً من أن تنقطع العلاقات مع سوريا من خلاله!

وقد كان الرئيس السيسى عضواً فى المجلس العسكرى، وقت المشير طنطاوى، وكان يرى بالقطع، ويتابع، ما بدأه المشير، من علاقة جديدة مع الإخوة فى سوريا.

وكان الأمل، بالتالى، أن يكون أول قرار للرئيس، بعد توليه الحكم، هو إلغاء قرار مرسى، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، وهو ما لم يحدث إلى الآن، وهو أيضاً ما لايزال يمثل لغزاً يستعصى على كل عقل!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية