x

علاء الدين حافظ الحكومة في موقعة «صفر الثانوية».. «طلعت ريحتكم» علاء الدين حافظ الإثنين 31-08-2015 22:27


ثمة وجه آخر للأزمة المثارة حول حصول الطالبة مريم على «صفر» في نتيجة الثانوية العامة، كثيرون تحدثوا عن الطالبة، وهل تم استبدال ورقة إجاباتها من عدمه، وكيف لطالبة متفوقة في مختلف المراحل التعليمية السابقة، أن تحصل على هذا «الصفر» في شهادة الثانوية.

ملابسات الأزمة تشي بأن هناك جريمة ارتكبت في حق «مريم»، هذه الجريمة لا تستطيع دولة القانون إثبات أركانها – حسبما يتواتر من معلومات-، رغم أنها شاخصة أمام كل ذي عينين، لاسيما أنها حصلت على مجموع 290 درجة بنسبة 96% في امتحانات الصف الأول الثانوي، وحافظت على نفس الترتيب في امتحان الصف الثاني الثانوي بمجموع 98%.

الأزمة الحقيقية ليست في مرارة الظلم الذي تتجرعه الطالبة، وأهلها من قبلها، بسبب فشلها في استرداد حقها بالقانون، وإنما في الطالبة التي تم استبدال أوراق الإجابة لمصلحتها، تلك الطالبة التي باتت قاب قوسين أو أدنى، من اللحاق بإحدى كليات القمة.

دعك من سيل علامات الاستفهام التي تتداعى أمامك، حول كيفية اجتياز هذه الطالبة، مختلف السنوات الدراسية، والمراحل التعليمية، رغم أن مستواها التعليمي«صفر كبير»، وفكر ملياً في المستقبل الذي ينتظر هذه الطالبة، بعد أن تمكنت بـ«التزوير»، من أن تحجز لنفسها مكاناً في كليات القمة، وتحديداً الطب أو الهندسة، التفكير حتماً يقودك لاجتياز هذه الطالبة، بحيلة أو بأخرى، سنوات الدراسة في هذه الكليات. وهنا حجر الزاوية، طالبة بهذا المستوى، أصبحت طبيبة، أو مهندسة، ومن ثم فإن آثار التزوير لم تقتصر على حدود الطالبة، لكن امتدت أضراره لتهدد المجتمع بكارثة حقيقية، كيف يمكن أن نأمن على أرواحنا في أيدي مثل هؤلاء الفشلة، هذه الطالبة وغيرها الكثير، لا يستحقون المكانة التي سيتبوأونها، ومثلما تمكنت من النجاة من واقعة «التزوير»، مثل الشعرة من العجين، فإنها بالضرورة لا يمكن اقتفاء أثرها في أي كارثة أو مصيبة مستقبلا، لأنه للأسف يد القانون لا تطول سوى الغلابة، في هذا البلد.

من العيب عدم إدراك أن القائمين على أمر وزارة التعليم، لا يدركون هذه الحقيقة، بل يعلمون أن ما حدث جريمة مكتملة الأركان، وأن هذه الجريمة لو حدثت في دول «جزر الموز» لكانت كفيلة بالإطاحة بالحكومة بأكملها، وليس مجرد «حفظ التحقيق»، لكن لأن وقائع أخرى مماثلة، وربما تكون أكثر فجاجة، مرت مرور الكرام، فاستمرأ مثل هؤلاء المسؤولين التعايش مع الفساد، حتى بات فيما عداه استثناء عن القاعدة.

لا تنهض الأمم، إلا برغبة حقيقية في استئصال جذور الفساد، التي باتت ضاربة في مختلف الهيئات والمؤسسات، وفي صدارتها وزارة التربية والتعليم، هذه الواقعة رغم مأساويتها، إلا أنها تظل قمة جبل الجليد الغاطس في بحر من الفساد داخل وزارة بناء سواعد المستقبل.

يا سادة لا تنهكوا أنفسكم بالأحاديث الرنانة، عن «مصر الغد»، دون أن تمهّدوا بيئة الحاضر للانطلاق نحو «غزو المستقبل».

خير الكلام:

دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة. «قول مأثور».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية