x

«قمامة المريوطية» حائرة بين مسؤولية المواطنين والحكومة

الأحد 30-08-2015 22:15 | كتب: سمر النجار |
أكوام المخلفات تحت الكوبرى الدائرى أكوام المخلفات تحت الكوبرى الدائرى تصوير : طارق وجيه

تحولت ترعة المريوطية فى منطقتى فيصل والهرم، بالجيزة، إلى ما يشبه «مقلب للقمامة» ومأوى للحيوانات النافقة ومياه الصرف الصحى، وفيما امتلأت بورد النيل، حتى باتت معالم المجرى المائى غير واضحة، تبادلت الجهات الحكومية والأهالى الاتهامات بالإهمال والتسبب فى هذه المشكلة.

«المصرى اليوم» رصدت فى جولة ميدانية على ضفاف الترعة تلال القمامة المتراكمة، وتزايد ورد النيل والحشائش، ما حولها لمكان ينتشر فيه الناموس والحشرات الناقلة للأمراض خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، مؤخرا.

سيد إبراهيم، أحد أهالى منطقة المريوطية فيصل، قال إن السيارات المحملة بالصرف الصحى تفرغ حمولتها فى مياه الترعة، ما يثير رائحة كريهة وينشر حولها الذباب والناموس والحشرات الغريبة، فيما أكد أحمد إبراهيم، أحد المواطنين، أن سيارات محملة بالقمامة ترمى حمولتها فى الترعة وبالقرب من مخزن حى الهرم وأمام أعين حراس ومسؤولى الحى دون الخوف من أى عقاب.

أحمد شفيق، أحد المتضررين، استنكر منظر الترعة ووصفه بـ«المقزز»، وقال: «الناموس مقطع ولادى»، وأضاف: «الترعة تحولت إلى مقلب قمامة كبير جدا، وأصبحنا محاصرين بمنظر مقزز ورائحة كريهة وحشرات وأوبئة».

وانتقد عدد من سكان المريوطية، بينهم مواطن يدعى فوزى صالح، تطهير الحى للترعة من المخلفات التى تعوق مرور المياه، وتركها على جانبى المجرى المائى ما يتسبب فى انتشار الناموس والحشرات والأوبئة، فضلا عن الرائحة الكريهة. وأوضح صالح أن ترك مخلفات الترعة على جانبى الطريق يعوق تحرك المارة والسيارات، مشددا على أن المنطقة أزالت هذه المخلفات من قبل وبعدها بيومين جاءوا وكرروا نفس الأمر. وقال: «الناموس أكل جتتنا وبهدل عيالنا»، مناشدا محافظ الجيزة التدخل لحمايتهم من الإصابة بالأمراض.

من جانبه، أكد خالد العادلى، محافظ الجيزة، تفقده المريوطية، معلنا وجود أزمة حقيقية فى هذه المنطقة، وقال إن «السيارات ترمى حمولتها سواء من مخلفات البناء أو القمامة على جانبى الطريق وفى الترعة»، مشددا على أنه فور إبلاغه منذ 3 أسابيع بإلقاء 5 سيارات لحمولات من مخلفات البناء أرسل حملة تحفظت على السيارات واللودر، وفى هذه الحالة تصل مدة التحفظ لـ 3 أشهر والغرامة 5 آلاف جنيه.

وأضاف العادلى: «منذ نحو شهر حاول أحد موظفينا منع سيارات مخلفات البناء من إلقاء مخلفاتها فى الترعة إلا أنهم دهسوه، ولا أريد أى خسائر فى الأرواح أو تكرار هذا الموقف»، مطالبا وزارة الداخلية بوضع نقطة شرطة دائمة لمنع مثل هذه التعديات والتصدى لها.

وقال اللواء علاء الهراس، نائب محافظ الجيزة لشؤون الأحياء، إنه بعد إزالة مخلفات البناء والقمامة المحيطة بالترعة يوجد أناس «بلا ضمير» يلقون القمامة ومخلفات المبانى فى الطريق وعلى جانبى الترعة، مشددا على أنه سيطلق حملات لإزالة المخلفات الموجودة.

وعن القمامة وورد النيل الموجودة داخل الترعة، قال الهراس إن كل شىء داخل مياه الترعة يخص وزارة الرى، والأزمة الكبرى أن عمال الرى الذين يقومون بتطهير الترعة يلقون بالمخلفات على جانبيها، وأضاف: «يجب أن يكون المواطن أكثر إيجابية وحرصا على مكان سكنه أكثر من ذلك».

أما الدكتورة مها البشير، المشرف على قطاع المخلفات الصلبة بوزارة العشوائيات، فقالت إن انتشار القمامة على جانبى الطريق بترعة المريوطية سواء فى الهرم أو فيصل سببه أن السكان يرمون قمامتهم بأنفسهم على جانبى الطريق أو داخل الترعة، أو أنهم يتفقون مع «جامع قمامة» يجمع منهم المخلفات ثم يلقيها فى الترعة أو على جوانب الطرق.

وأضافت أن وزارة العشوائيات ستقنن مسألة جمع القمامة خلال مدة لن تزيد على 6 أشهر، من خلال منظومة قومية تقُسم لقطاعات لتجميع شركات تتعاقد مع جامعى القمامة الموجودين فى كل منطقة ومنحهم رخصة، مؤكدة «لن نقطع عيش أحد»، وسيتم ذلك بالتعاون مع محافظة الجيزة.

أما الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، أكد أن الترع والمصارف تابعة لوزارة الرى، وأن إلقاء المخلفات يتبع المحافظات والأحياء، وأكد أنه سيرسل لجنة لتقصى الأمر ودراسته وإيجاد حلول له، محملا المواطنين جزءا كبيرا من المسؤولية.

وعلمت «المصرى اليوم» من مصادر مطلعة فى وزارة الرى، رفضت ذكر اسمها، أن المريوطية تعد مصرفا وليست ترعة، مؤكدا أن «الرى» تطهر الترعة وتزيل القمامة والأوساخ منها إلا أن الأزمة تكمن فى سلوك الأفراد فى عدم المحافظة على نظافة الطرق.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية