يعانى سكان المناطق المحيطة بترعة المريوطية، من تحول الكميات الضخمة من الطمى والمخلفات الناتجة عن حفر الترعة أثناء إقامة الكوبرى الجديد الذى يربط الطريق الدائرى بطريق المعادى- المنيب، إلى مقالب قمامة عرقلت حركة السير وشوهت المنظر الحضارى للمنطقة.
وأكد عدد كبير من السكان فى شكوى جماعية تلقتها «المصرى اليوم» أن كمية الحشرات زادت، وأن تراكم القمامة أدى إلى انبعاث روائح كريهة تؤثر على الصحة العامة للسكان خاصة الأطفال حيث تكثر المدارس على طول هذا الطريق، وأنه رغم مرور سنة كاملة على افتتاح الكوبرى فإن الأزمة مازالت قائمة، مشيرين فى الوقت نفسه إلى أن طريق مصرف اللبينى الجديد، الذى تكلف الملايين، تغيب عنه تماما رقابة أجهزة المحافظة والمرور، حيث تحول إلى مكان لإلقاء النفايات ومخلفات المبانى، منوهين بأن عربات نقل ضخمة تأتى فى ساعات متأخرة من الليل وتلقى بحمولتها وتمضى دون مساءلة.
وفى الوقت الذى استغاث فيه الأهالى بالمحافظة لإزالة كميات الطمى والقمامة المتراكمة عليها من المنطقة، فإن محافظ الجيزة ألقى بالمسؤولية على «الرى».
وقالت سناء فتوح، وكيلة مدرسة «أبوالهول»، إن القمامة التى تراكمت على أكوام الطمى أدت إلى انبعاث رائحة كريهة وزيادة الحشرات من الناموس والذباب، مما أثار اشمئزاز المارة بهذه المنطقة، منوهة بأن هذه الشوارع يمر عليها السياح يومياً سواء فى شارع الهرم، أو فى طريقهم إلى قرية كرداسة المشهورة بالمنتجات الشعبية التى تعجب السائحين، وهو ما يعطى انطباعا سيئاً لديهم عن شوارع مصر، خاصة أن البعض يلقى بالحيوانات النافقة فوق كميات الطمى.
وأضافت سناء أن تلاميذ المدارس يعانون كثيرا من الروائح الكريهة الناتجة عن القمامة أمام المدارس مباشرة، مشيرة فى الوقت نفسه إلى الازدواجية التى يلمسها التلاميذ، لأنه فى الوقت الذى نحثهم فيه على النظافة فإنهم يخرجون من المدرسة ليفاجأوا بأكوام القمامة أمامهم.
وشكا هشام النوبى، أحد السكان، من التعديات التى أقيمت تحت الكوبرى، موضحا أن هذه المساحات التى تملكها الدولة تحولت إلى عشش وجراجات خاصة ومعارض سيارات.
وقالت فاطمة محمود، إحدى الساكنات، إن الجراجات و«البدرومات» غرقت فى المياه الجوفية التى طفحت بعد دق أعمدة وقواعد الكوبرى فى ترعة المريوطية، و«هى المشكلة التى لم تكن موجودة من قبل ولا نجد من يسأل فينا».
من جانبه، قال المهندس سيد عبدالعزيز، محافظ الجيزة، فى تصريح لـ«المصرى اليوم» إن هذه الكميات الضخمة من الطمى والمخلفات بدأت منذ إقامة الكوبرى الجديد أعلى ترعة المريوطية، وتراكمت نتيجة قيام مديرية الرى بإجراء عمليات تطهير واسعة أدت إلى تجريف كل الطمى الموجود بقاع الترعة ثم تراكمت بشكل كبير على جانبى الترعة ورفضت وزارة الرى رفعها، وهو ما أثر بشكل سلبى على حركة المرور وشوهت المظهر الحضارى للمنطقة، مشيرا إلى أنه تم التعاقد مع 3 شركات لتطهير الترعة بالتعاون مع وزارة الرى لرفع المخلفات ونقلها إلى المقلب العمومى بشبرامنت.
وأضاف «عبدالعزيز»: «اتفقت مع المهندس إبراهيم حرحش، رئيس هيئة مشروعات الصرف بوزارة الرى، ووكيل وزارة الرى والصرف بالجيزة وممثلى وزارة الرى على وضع برنامج زمنى للانتهاء من الأعمال وإلزام الشركات به».
وأكد المحافظ أنه بعد انتهاء الأعمال ستتم زراعة هذه المسطحات وتجميلها وتشديد الرقابة عليها، وإنشاء نقاط حراسة دائمة حتى لا يعاود المواطنون إلقاء أى مخلفات بها، واتخاذ إجراءات رادعة حيال من يتم ضبطه يقوم بإلقاء أى مخلفات.