x

يحيى الجمل بعض الصناديق المغلقة يحيى الجمل الأحد 30-08-2015 21:32


أعتقد أن مصر تتمتع بعد ثورة الثلاثين من يونيو بغير قليل من حرية الرأى وأعتقد أن الإعلام يحمل للناس كثيراً من المعلومات وعليهم أن يفرزوها ويختاروا منها ما يتأكدون من صحته وأعتقد أيضاً أن مصر عادت بقوة إلى أن تحتل مكانتها التى تستحقها بين دول العالم، ولا شك أن زيارة الرئيس السيسى الأخيرة لجمهورية روسيا الاتحادية والاستقبال الذى قوبل به من الرسميين وغير الرسميين والموضوعات التى دارت فى المباحثات بين الرئيس السيسى والرئيس بوتين كل هذه الأمور تضفى على الزيارة أهمية خاصة، وأعتقد أن هذه الأهميه ستتأكد فى الفترة المقبلة وفى تنامى العلاقات بين البلدين فى شتى المجالات.

وأبناء جيلى يذكرون ما كان للعلاقات المصرية الروسية من نتائج رائعة فى فترة الستينيات التى ليس أقلها السد العالى والمساعدة فى بناء الصناعات الاستراتيجية. وكل هذا يجعل الكثيرين يحسون أن الزيارة الأخيرة تعيد عبق الماضى وهذا ما نتوقعه ونرجوه جميعاً. ومع كل هذه الأمور المبشرة بأن ثمة بعض الصناديق المغلقة على الأقل بالنسبة لمثلى من خلق الله العاديين.

ولعل أهم ما يدور فى الأفق أن قبل الزيارة كان الحديث عن الطاقة النووية وعن الضبعة كمكان يبدو شبه محسوم ومع ذلك انتهت الزيارة دون أن يتم شىء حاسم فى هذا الموضوع الحيوى وكانت البيانات الصادرة عن الاجتماعات بأن المباحثات فى هذا الموضوع ما زالت مستمرة. وأرجو أن تتكلل بالنجاح. وإن كان البعض يثير موضوع استغلال الطاقة الشمسية فى صحراء مصر الغربية الشاسعة وهى طاقة كفيله بأن تضىء مصر بل تضىء أوروبا كلها كما يقول كثير من الدراسات العملية منذ عدد من السنين.

على كل حال هذه بعض الصناديق التى أتطلع كواحد من أبناء هذا الوطن أن أعرف شيئاً محدوداً من مضمونها ومحتواها، وهناك موضوع آخر بالغ الأهمية والخطورة بالنسبة لى وأعتقد أنه بالغ الأهمية والخطورة بالنسبة لكل عربى، وذلك هو موضوع القوة العربية المشتركة التى تصورنا فى وقت من الأوقات أنها محسومة، وكان عدد الاجتماعات بين رؤساء الأركان فى الدول المشاركة فى هذه القوة وفى مقدمتها مصر والمملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية الأخرى. هذا الموضوع البالغ الخطورة والذى كان أملاً لدى كثير من العروبيين فى إحياء اتفاقية الدفاع العربى المشترك على أسس كثيرة أكثر ملاءمة وأكثر علمية.

والحقيقة أن هذا الموضوع – القوة العربية المشتركه - تزداد أهميته يوماً بعد يوم خاصة أن أغلب البلاد العربية تواجه إرهاباً شرساً لا يريد أن يتوقف حتى بعد أن حُطمت بعض الدول العربية تحطيماً يوشك أن يكون كاملاً وما أمر العراق وسوريا واليمن وليبيا بخفى على أحد.

إن التشرذم العربى الذى نعيشه فضلاً عن المخاطر والتهديدات الظاهرة كلها كانت تدفع إلى ضرورة إنشاء القوة العربية المشتركة لكى تكون حائط صد ودفاعا ولا تكون أداة اعتداء على أحد كما جرى التصريح بذلك أكثر من مرة على لسان الرئيس السيسى وعلى لسان قادة المملكة العربية السعودية وقد كان خبر تأجيل هذا الموضوع - بل فيما يبدو محاولة دفنه لا قدر الله – خبراً مؤسفاً بالنسبة لى بعد أن ظن الكثير منا أن هذا الحلم اقترب من التحقيق وكما قال الكاتب الأستاذ جميل عفيفى فى مقال من حوالى أسبوع بعنوان – القوة العربية المشتركه قادرة على أن تجعل المنطقة آمنة بعيدة عن التدخلات الأجنبية الغربية وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية التى تريد أن تفرض السيطرة على المنطقة. وأنا مع هذا الرأى جملة وتفصيلاً.

ولكن للأسف المر فوجئنا بأن هذا الأمل الذى كان على وشك التحقيق يخبو أرجو أن يكون ذلك خاطئا وأن تعود المحاولة ويتحقق هذا الأمر على الواقع من جديد وليس ذلك على الأمة العربيه ببعيد.

و الله المستعان.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية