x

غادة شريف مرحباً بكم فى سراية المجانين! غادة شريف الخميس 27-08-2015 21:42


شفت الجنان الرسمى يا حمادة؟.. شعب عمل ثورتين وخلع رئيسين وكتب دستور أد الدنيا يليق ببلد أد الدنيا ينص على أنه «لا للأحزاب الدينية»، ثم جاءت حكومة ركبته المراجيح وركبته الهوا وقالت له «بص العصفورة» وبسرعة سهّته وركنت دستوره على جنب يا أسطى، فإذا بالشعب اللى أد الدنيا يدعو لحملة شعبية «لا للأحزاب الدينية» للمطالبة بحل الأحزاب الدينية!!.. أتارى اللى يعيش يا ما يشوف!.. وقالك طب عملت دستور ليه يا شعب؟ قالك علشان نركنه!.. هو الدستور يحلى إلا إذا كان مركون بالصلصة؟.. المنطق يقول إننا لو سندعو لحملة شعبية فالمفروض أن تكون لعزل هذه الحكومة التى تفسح الساحة «بالعافية» للسلفيين وتمنع تنفيذ الدستور.. هذه الحكومة التى تضغط على وزير الأوقاف ليعطى تصاريح الخطابة لشيخ متطرف مثل ياسر برهامى.. نحن لا نحب الخوض فى الأعراض لكن الإشاعات كثيرة يا حمادة.. ناس تقول إن السلفيين عملوا حجاب محبة للحكومة فأصبحت الحكومة عاشقة للسلفيين بأمر بسم الله الرحمن الرحيم.. وناس تقولك لأ، لا عمل ولا يحزنون، ده شكله جواز مسيار!.. لكن فى النهاية اتفق الجميع على أنه لولا تراخى الحكومة المتعمد مع السلفيين لما برطع السلفيون هكذا عينى عينك واللى مش عاجبه يخبط دماغه فى الحيط!.. ليس لدى أحد أى شك الآن أن البرلمان القادم سيكون مهزلة بكل المقاييس.. سيكون جُزرا منعزلة صغيرة من مختلف الأحزاب الليبرالية والمستقلين وسيكونون أقرب إلى التناحر والعند فى بعضهم البعض متجاهلين- كعادتهم- المصلحة العامة، بينما القوى العظمى المتوحدة ستكون من نصيب الأحزاب السلفية.. فهل يا ترى عندئذ ستكون الحكومة الحالية راضية ومبسوطة؟.. إذا ظهر لنا برلمان بهذا الشكل فمن حقنا إذن أن نطالب بمحاكمة الحكومة الحالية بتهمة تعطيل الدستور والإفساد السياسى.. خلى بالك يا حمادة أن هناك فخا كبيرا ينتظرنا، فالحكومة الحالية تعلم أنها راحلة بعد البرلمان، وسيجلس كل وزير منهم فى بيته يتفرج علينا فى التليفزيون وهو يضحك ونحن نعافر مع البرلمان السلفى الذى سيقف عائقا أمام مشروعات كل القوانين، والأغلب أنه سيعطل جميع القوانين التى أصدرها الرئيس السيسى منذ بدأ فترة حكمه، فأى عك ينتظرنا وأى عك تخطط له هذه الحكومة؟!.. هناك من يفسر هذا المشهد العبثى بأن الدولة تستدعى الكتالوج القديم فى سابق استخدامها للأحزاب السلفية.. وهنا أتعجب كيف نعيد نفس الثقة مرة أخرى لنفس الأشخاص بعد ما بدر منهم من غدر وقت حكم الإخوان؟.. هل سيصدق أحد منا السلفيين لو عادوا مرة أخرى لتمثيل دور الكلاب المطيعة المستأنسة؟.. كيف نعيد الثقة فى شخص مثل نادر بكار وهو الذى أثناء حكم مرسى دعا فى الفضائيات لمليونية النهضة ردا على مليونية المدنيين ضد إعلان مرسى الدستورى؟.. كيف يمكن أن نصدق أن من ذاق طعم السيادة يوما يمكن أن يعود خادما مطيعا لنفس القيادات الأمنية؟.. كيف تعطى الدولة تصريح الخطابة لياسر برهامى وهو الذى منذ أشهر قليلة أفتى بحرمة ركوب أحد أنواع السيارات لأن شكل لوجو اسم الشركة يشبه الصليب؟.. كيف نسينا أن السلفيين فى البرلمان الإخوانى كانوا يريدون سن قانون يمنع تعليم اللغة الإنجليزية لأنها لغة الكفار؟.. وما قولكش بقى يا حمادة على فتاويهم فى زواج البنات التى لا ينساها أحد.. لا يجب أن تركز الصحف على دعم حملة «لا للأحزاب الدينية» ولا يجب أن تحذو حذوهم الفضائيات بل يجب أن يكون رد فعل الشعب حاسما وعنيفا تجاه تلك الحكومة المتخاذلة اللى مش ماشية عدل!.. عندما يكون لدينا دستور جديد تم تعطيله بالقصد وبالعنية ثم يأتى الشعب بدلا من المطالبة بعزل من يعطل تنفيذ الدستور نجده يطالب بحملة شعبية لتنفيذ إحدى مواد الدستور، هنا يصبح الأكيد والمؤكد أننا أصبحنا نعيش فى سراية مجانين.. وعنتر.. عنتر.. إوعى يجيلك عنتر!!..المحللون السياسيون يشيرون بأننا أمام حاجة من اتنين: إما أننا أمام حكومة وأجهزة متواطئة مع السلفيين وتعمل ضد مصلحة الشعب وإما أننا أمام حكومة خائفة وأجهزة مترهلة بينضحك عليها من السلفيين، أما أنا ففى رأيى المتواضع أن الحكومة ليست متواطئة بقدر ما هى تعمل بمبدأ «استرها معانا يا رب»، و«والنبى ما تفضحناش يا كريم»، لكنى أبشرها أنه لو تحققت توقعاتنا السيئة لشكل البرلمان القادم فالفضيحة جاية جاية!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية