x

سمير فريد تقدير لمن يستحق سمير فريد الأربعاء 26-08-2015 21:30


قرر الرئيس الفلسطينى محمود عباس منح «مواطنة الشرف الفلسطينية» إلى فنان السينما العراقى الكبير قيس الزبيدى، وذلك «تقديراً لإسهاماته ومشاركته المتميزة فى تأسيس السينما الفلسطينية، وتثميناً لجهوده فى الحفاظ على تراثها وتاريخها وصيانة أرشيفها».

على الصعيد الشخصى، هذا أسعد خبر عام 2015، فالفنان أحد أصدقاء العمر منذ أن تعرفت عليه فى دمشق لأول مرة عام 1969، والذكريات المشتركة بيننا لا تكفى لسردها مئات الصفحات، وعندما توليت إدارة مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة كان أول المكرمين، وكلفت الزميل العزيز الناقد الكبير محسن ويفى بكتابة أول كتاب عن قيس الزبيدى، وكان أيضاً أول كتاب للناقد الذى يرأس الآن جمعية نقاد السينما المصريين.

يأتى قرار الرئيس الفلسطينى محمود عباس، امتداداً لمواقفه التى يعبر فيها عن فلسطين الحضارة، وهو تقدير لمن يستحقه عن جدارة، فأغلب الأفلام التسجيلية التى أخرجها قيس الزبيدى عن كفاح الشعب الفلسطينى من أجل حقوقه.

وتعتبر هذه الأفلام التى عرضت فى أكبر مهرجانات العالم للأفلام التسجيلية أهم الأفلام عن قضية فلسطين فى هذا الجنس من أجناس السينما، منذ «بعيداً عن الوطن» عام 1969، وخاصة فيلميه الطويلين «فلسطين سجل شعب» عام 1984، و«واهب الحرية» عام 1989.

وعندما أقول عن قيس الزبيدى إنه فنان السينما، أعنى ما يطلق عليه فى فرنسا «إنسان السينما»، وما نقول عنه فى مصر الفنان الشامل، فهو مخرج ومنتج وكاتب سيناريو ومصور ومونتير، وفى المونتاج يقف فى الصدارة فى كل تاريخ السينما العربية حتى إننى أطلقت عليه فى السبعينيات «جراح السينما العربية» لدوره الكبير فى صياغة الأفلام الأولى لكبار مخرجى السينما التسجيلية والروائية فى سوريا ولبنان، كما أنه مخرج فيلم روائى طويل وحيد حتى الآن، وهو الفيلم السورى «اليازرلى» عام 1974 عن رواية جنا مينا، والذى لم يعرض عرضاً عاماً فى سوريا، ووصفته آنذاك بأنه الفيلم الذى «فض بكارة السينما العربية».

ولا يقل دور قيس الزبيدى كمنظر ومترجم ومؤرخ وباحث وأستاذ أكاديمى عن دوره كفنان مبدع، وكمناضل سياسى من أجل الحرية رفض حكم الطغاة فى العراق منذ شبابه المبكر، وعاش فى منفاه الاختيارى فى ألمانيا الشرقية ثم فى ألمانيا الموحدة، إنه الذى قدم بريخت السينمائى فى المكتبة العربية فى أكثر من كتاب، وعبر عن أحدث مناهج النقد فى السينما، وذلك فضلاً عن موسوعة الأفلام الفلسطينية. ويا عزيزى قيس، لقد كنت معك بقلبى وروحى فى رام الله، وكل من يعرفون فضلك من صناع ونقاد السينما.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية