قال محمد الطاروطي، رئيس جمعية منتجي الألبان، إن أسباب ارتفاع أسعار اللحوم في مصر تعود إلى السياسات الخاطئة للحكومة، والتي تسببت في إحجام المربين عن ضخ استثمارات لتنمية الثروة الحيوانية، وتدهور إنتاجية اللحوم لرؤوس الماشية لدى صغار الفلاحين بسبب عدم كفاءة الأمصال واللقاحات التي ينتجها معهد الأمصال.
وأوضح، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، أن الحكومة تغض الطرف عن سياسات الإغراق التي تقوم بها شركات تصنيع الألبان بإغراق السوق بألبان البودرة، لطرح منتجات ألبان على أنها ألبان طازجة 100% بالمخالفة للمواصفات القياسية، بهدف الضغط على السوق المحلية لتخفيض الأسعار، وشراء الألبان بأسعار أقل من التكلفة الحقيقية للانتاج في هذه المزارع.
وأشار رئيس منتجي الألبان إلى أن استمرار سياسات إغراق السوق المحلية بألبان البودرة يهدد إستثمارات تربية عجول الألبان والتي تتجاوز 10 مليارات جنيه، منها 120 مزرعة بها 70 ألف رأس من الأبقار، تنتج 95% من الإنتاج المصري من الألبان الطازجة، وهو ما يدفع المربين إلى طرح ماشيتهم للبيع، وقلة المعروض من اللحوم بالأسواق، في ظل ارتفاع الطلب على اللحوم مع اقتراب عيد الأضحي.
وطالب «الطاروطي» المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، بالتدخل لفرض رسوم إغراق على ألبان البودرة المستوردة من الخارج، لحماية الثروة الحيوانية المحلية، مؤكدا أن استمرار استيراد ألبان البودرة يشكل تهديدا للإنتاج الحيواني في مصر، وعزوف المواطنين عن التربية لارتفاع تكلفة الإنتاج، وسيؤدي إلى إغلاق مزارع إنتاج الألبان في مصر.
وأضاف أنه لا توجد برامج تنفيذية لحماية الثروة الحيوانية المصرية من الأمراض، فضلا عن وضع خطط تساعد في تسويق الإنتاج، بما يؤدي إلى زيادة المعروض من الألبان واللحوم في الأسواق وطرحها بأسعار مناسبة، وتحقق هامش ربح للمربي، بدلا من اللجوء للاستيراد من الخارج.