انتهت الجولة الثالثة للدوري الإنجليزي، باستمرار اكتساح مانشستر سيتي لمنافسيه، بالفوز 2-0 على إيفرتون، ونهاية قمة الجولة بين أرسنال وليفربول بالتعادل السلبي، مع عودة تشيلسي للانتصارات، والتعادل الأول لمانشستر يونايتد.
فما الذي تعلمناه من جولة البريمييرليج الثالثة؟
1- الأرض لا تلعب مع أصحابها
يبدو أن منطق «المباراة التي تقام على ملعبك هي نقطة قوة» لم يعد سائدا في البريمييرليج ..
فمع نهاية الجولة الثالثة، وبعد إنقضاء 10 مباريات في تلك الجولة، لم يحقق أصحاب الأرض أية إنتصارات فيما عدا إنتصار يتيم لكريستال بالاس على أستون فيلا بهدف سُجل في آخر 5 دقائق من عمر المباراة.
لكن بمراجعة الجولتين السابقتين، وبضم إجمالي عدد المباريات بعد إنقضاء 3 جولات (30 مباراة)، لم يحقق أصحاب الأرض الإنتصار سوى في «6» مناسبات فقط، أي بنسبة 20%، في حين انتصر الضيوف في «13» مناسبة، وسجل أصحاب الأرض «33» هدف على ملعبهم، في حين سجل الضيوف «44» هدف خارج ملعبهم، بإجمالي 77 هدف تم تسجيلهم بعد مرور 3 جولات بالبريمييرليج.
بداية مفاجئة وصادمة في البريمييرليج، لكنها مثيرة أيضًا وتتناسب مع الأجواء المجنونة لأمتع الدوريات الأوروبية والعالمية.
2- مانشستر يونايتد يحتاج إضافات هجومية.. وفان جال متأكد من ذلك
المراسل بعد مباراة نيوكاسل: «هل ستكون سعيدًا لو أُغلقت نافذة الإنتقالات دون أن تضيف أي تدعيمات (لاعبين) أخرى للفريق؟»
فان جال «لا، لن أكون سعيدًا، نريد أن نحسن من مستوى قائمة اللاعبين المتاحة» .
هكذا كان رد الخبير الهولندي بعد التعادل السلبي أمام نيوكاسل يونايتد، والفشل الكبير في تحويل أي فرص للمرمى، على الرغم أن مانشستر يونايتد صنع في تلك المباراة «15» فرصة، أي أكثر مما صنع الفريق في المباراتين السابقتين في البريمييرليج (5 أمام توتنهام و8 أمام أستون فيلا بإجمالي 13 فرصة).
مانشستر يونايتد هجوميًا كان أفضل من كل المباريات التي لعبها هذا الموسم، لكن كان يعيبه إنهاء وإستغلال الفرص أمام الإستبسال الدفاعي الواضح من الضيوف نيوكاسل.
فان جال لم يمتلك حلولًا هجومية على قائمة البدلاء سوى خافيير هيرنانديز، المهاجم «غير المرغوب فيه»، وبالرغم من ذلك كان دخوله له أثر واضح وأضاع اللاعب نفسه أخطر فرص المباراة حينما وجد نفسه في وضعية إنفراد بالحارس كرول الذي تألق وأنقذ الكرة.
مانشستر يونايتد وبشكل أساسي يحتاج لحلول هجومية، اليونايتد عمليًا لا يمتلك سوى 3 لاعبين يستطيعون إعطاء الإضافة والحلول الهجومية وهم: روني، وهيرنانديز، والجناح الهولندي ديباي، نحن نتحدث عن فريق ينافس على بطولة الدوري ومشارك في بطولتي كأس ويلعب في دوري أبطال أوروبا، لا يمتلك سوى 3 لاعبين فقط في الشق الهجومي.
3- سندرلاند لن يذهب بعيدًا عن القاع بهذه القائمة من اللاعبين
كل متابع للكرة الأوروبية يعلم حجم وقيمة وحنكة الخبير الهولندي «ديك أدفوكات».
حينما يخرج المدير الفني قبل المباراة ويهدد كل لاعبيه (قائمة سندرلاند كاملة) بعرضهم للبيع في حال إستمرار تخاذلهم وعدم بذلهم للمجهود في الملعب من أجل الفريق، وعندما يرد على المراسل الصحفي بعد مباراة الفريق أمام سوانسي (انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1) ويؤكد أن الفريق بحاجة لدعم «على الأقل» 3 لاعبين خلال موسم الإنتقالات الصيفية الحالي، إذن سندرلاند في ورطة، وورطة كبيرة، وقد تكون أسوأ المواقف التي تواجه الفريق في آخر 3 مواسم والتي دومًا ما كانت تشهد تواجد الفريق ضمن دوامة الهبوط وقريب بشكل كبير من الهبوط للدرجة الأدنى (التشامبيونشيب)
الأخطاء الدفاعية لا زالت مستمرة، ولولا الحارس العملاق الروماني «بانتيليمون» لكانت الهزيمة من نصيب القطط السوداء وأصبح الفريق الوحيد الذي يمتلك سجل 100% هزائم في البريمييرليج.
أدفوكات اعترف بأن الفريق لن يحالفه الحظ في كل مباراة، وقال بالنص بعد المباراة «مع كامل إحترامي، الامور لا يمكنها أن تسير بهذا الشكل في كل جولة، علينا تدعيم الفريق بلاعبين أو ثلاثة، أتمنى أن يكون رئيس النادي شاهد المباراة، وأدرك أن الفريق بحاجة للتدعيمات»، رسالة واضحة وصريحة من الخبير الهولندي لرئيس النادي .
4- مانشستر سيتي يرسم سيناريو موسم تاريخي
3 إنتصارات، 8 أهداف، 100% نسبة جمع النقاط، 100% شباك نظيفة في جميع المباريات التي خاضها الفريق هذا الموسم، أداء متميز من جميع خطوط الفريق بداية بالحارس جو هارت نهاية بالمهاجم القناص سيرجيو أجويرو، مانشستر سيتي يسير بشكل قوي وثابت ويبدو أنه مستعد لتقديم موسم تاريخي.
مانشستر سيتي فاز بجميع مبارياته عن جدارة وإستحقاق، وشهدت جميع المباريات ثبات واضح وأداء قوي لجميع عناصر الفريق، دافيد سيلفا بالأخص ومع دعم القاطرة الإيفوارية يايا توريه يقدمان أداء لافت في وسط الملعب وعلى مستوى صناعة الأهداف والتهديف أيضًا، كولاروف مع سترلينج اشتركا في تكوين أخطر الجبهات اليسرى في البريمييرليج حتى اللحظة.
مانشستر سيتي حل ضيفًا على إيفرتون في أخر جولات البريمييرليج بملعب جوديسون بارك «الصعب»، وقدم أداءً كبير وفاز بهدفين وكان من الممكن أن تكون النتيجة «أثقل» لولا تألق الحارس تيم هاورد الذي حرم أجويرو ورفاقه من أكثر من هدف محقق.
بنهاية الموسم الماضي ومع بداية الموسم الحالي، مانشستر سيتي ربح 9 مباريات متتالية في الدرجة الممتازة للمرة الثانية في تاريخه (بعد أبريل-سبتمبر 1912)، وهذا رقم قياسي للنادي الذي حقق أيضًا رقم فريد، وهو الإنتصار في أول 3 مباريات في البريمييرليج دون إستقبال أي أهداف، وهو رقم لم يحدث سوى في مناسبة وحيدة بموسم 2010/2011 مع تشيلسي.
بداية ممتازة لفريق مانشستر سيتي.
5- الذهب لا يصدأ أبدًا
حينما خرج قائد تشيلسي جون تيري في نهاية الموسم الماضي، ووصف أن إضافة بيتر تشيك لأي فريق تعني أن الحارس سينقذ للفريق ما بين 12 إلى 15 نقطة في بطولة الدوري، تأكد الجميع من مقولة المدافع المخضرم بعد مباراة أرسنال وليفربول في ختام الجولة الثالثة.
حارس أرسنال وعلى الرغم من البداية «الكارثية» في بطولة الدوري، قدم أداءً مذهلًا أمام طوفان هجمات الضيوف في الشوط الأول، تصدى لفرصتين بأهداف محققة ولولاه، لخسر أرسنال تلك المباراة، وربما بنتيجة ثقيلة.
خرج الكثيرون بعد أول مباراة أمام ويستهام وتهكموا على أداء الحارس ومستواه وتسببه بشكل أساسي في خسارة الفريق للمباراة، لكن مباراة يوم الاثنين كانت درسًا للجميع أن الذهب لا يصدأ ، وأن بيتر تشيك هو واحد من أفضل حراس المرمى على مدار تاريخ البريمييرليج، ونادي أرسنال لم يخطئ في جلب الحارس التشيكي في موسم الإنتقالات وأنها بالفعل واحدة من أفضل صفقات موسم إنتقالات صيف 2015 .