طبقا لما نشرته جريدة «المصرى اليوم»، نقلا عن تصريحات فى إحدى الفضائيات تقول الدكتورة نهى عبدالله، زوجة المحامى والسياسى المعروف والمعتقل منذ عامين عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، أن جهات أمنية سمحت لها بزيارة زوجها المحتجز فى سجن العقرب للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر، وقالت إنه فقد حوالى 20 كجم من وزنه، وأوضحت أن الزيارة استغرقت 5 دقائق فقط، ولم يسمح لها بإدخال أية متعلقات شخصية، مضيفة: «قبل كده كان ممكن أدخل بكميات من الأرز واللحوم، حاليا كان معايا سمكة اتقسمت نصين دخلو نص والنص التانى رجع!».
وأضافت زوجة «سلطان» أن «اللجنة الطبية كانت صرحت له سابقا بوجود كرسى وسرير ومرتبة لتردى حالته الصحية، إذ إنه أجرى فى وقت سابق عملية لتثبيت فقرات الظهر»، مشيرة إلى أن تلك المقتنيات تم سحبها منه بسبب ما وصفته بـ«التكدير»، وأنهم يسمحون أحيانًا بدخول الدواء إليه وأحياناً يمنع بلا «منطق»، على حد قولها. وأكدت الزوجة بسؤالها عن أحوال مسجونى «العقرب» فى رمضان أن «الأكل كان ممنوع بشكل متواصل، والزيارات أيضًا، والكانتين مقفول، والمجارى سايبينها مفتوحة، والناموس كان محتل الزنزانة تماما يعنى لا أكل ولا نوم»!! وتابعت: «إحنا قدمنا شكاوى وقابلنا أعضاء المجلس القومى لحقوق الإنسان لكن هما بيعلنوا عجزهم وبيقولوا إحنا منقدرش نعمل حاجة، ووزارة الداخلية منعتهم من دخول السجن.
لا يمكن فهم خطورة النصف الثانى من السمكة الذى تم منعه من الدخول لعصام سلطان ومدى خطورته على الأمن القومى، ولا يمكن فهم السبب لمنع زوجة وعائلة من زيارة عائلهم لمدة 3 شهور ولا يمكن استيعاب سبب (التكدير) الذى تحكى عنه الزوجة، ألا يكفى السجن فى حد ذاته كتكدير.
ما هى الإنسانية بأن نمنع دواء عن مريض؟ ولماذا نتركه يموت أمام أعيننا وكأننا نتلذذ بقتله عبر القتل البطىء؟ تصر الداخلية أن سجون مصر بها خدمة خمسة نجوم والحكايات المتواترة من كثير من أسر المعتقلين على خلاف ذلك، كلما تخيل المرء شدة الحر التى عصفت بالبلاد خلال الأيام الماضية أشفق على محبوسين فى ظروف قاسية تتحول بهم الزنازين إلى أفران غاز حارقة بسبب شدة الحرارة وارتفاع معدلات الرطوبة.
أجد أن الأولى من الحديث عن تحسين ظروف المعتقلين المطالبة بالافراج عن كل المعتقلين السياسيين الذين لم يتورطوا فى عنف ولا قتل وإغلاق هذا الملف الذى تدفع ثمنه عشرات الآلاف من الأسر المصرية التى غُيب ذووها منذ عامين بسبب الصراع السياسى الذى مر بمحطات مختلفة غلب عليها البؤس واصطبغت بلون الدماء فى كثير من الأحيان.
كل دقيقة تمر والقضبان وراءها معتقل سياسى هى خسارة للوطن وضخ لمشاعر الكراهية ورغبات الانتقام وتضييع لفرصة صناعة الالتئام المجتمعى وتوحيد المصريين. إطفاء بذور الكراهية ورفع المظالم من صميم الحرب على الإرهاب إذا كنا نفكر فى مصلحة هذا الوطن.