x

غادة شريف هل هذه الحكومة من المذبح؟! غادة شريف الإثنين 24-08-2015 20:56


قدر ما ننبهر جميعا لدرجة الخجل من شدة دماثة الرئيس السيسى ولسانه الذى لا ينطق إلا بكل كريم، فيشعرنا بأننا كلنا على بعضنا كده «مش متربيين»، لا بد أن نتحسر على بخته المايل فى حكومته، ونتساءل من أين يحضرون له هؤلاء الوزراء؟!.. إلا ما فيهم حد يشعرك إن ربنا عوَض علينا عوض الصابرين!!.. جميعهم إلا قليلا لسانهم أطول من لسانك يا حمادة!.. بداية من محافظ يرد على مواطن صاحب شكوى بأنه «راجل معندوش دم»، ومرورا بمحافظ آخر يتهم مواطنا بأنه «مزقوق وحد دافع له»، إلى محافظ يشوط فى المواطنين بأنه «مش شغال عندهم»، ووزيرة جابت من الآخر، وهددت الموظفين بشبشب الهنا، انتهاء بوزيرالتعليم العالى الذى تراوحت شتائمه لأساتذة الجامعات بين النتانة والسفاهة وتأكيده أن أستاذ الجامعة فى نظره ليس أكثر من «بوبى الحبوب»..

ما هذه الحكومة التى جاءت لنا من المذبح يا حمادة؟.. المذهل أن كل هذه الفظاظة، وتعمد الإهانات لم يحدث إلا فى مواقف عابرة كان من الممكن أن يتركوها تمر، فماذا يفعلون إذن داخل روائق وزاراتهم أمام مشاكل حقيقية؟.. بيرفعوا السنج على الموظفين؟.. عموما، إبقى خذ حذرك يا حمادة لو رأيت أحدهم مصادفة فربما تفاجأ بأنه يخبئ شفرة موس فى فمه أو مطوة فى الشراب!.. أستثنى بعضا منهم مثل وزيرة القوى العاملة، فرغم أنها كثيرة المشاحنات مع موظفى الوزارة إلا أنها مش فاضية تشتم وتحول المشاحنات لخناقات، حيث أنها لازم تطير على بيتها علشان يادوب تلحق تعمل الملوخية بالأرانب والمحاشى لزوجها العزيز!..

هذه ميزة أن تكون المسؤولة الحكومية ست بيت لهلوبة، ستجدها بتشترى دماغها من الوزارة وأبو الوزارة!.. أما بقى د. عادل عدوى، وزير الصحة، فهذا الرجل فعلا ابن ناس ودمث الخلق، وربما هذا يفسر سر الحملة الإعلامية عليه حاليا لمحاولة إلصاق تهمة التقصير به!.. لو كان الراجل يخبئ موس حلاقة فى فمه وبيعرف يردح، لما تجرأ عليه الإعلام هكذا، وواضح جدا إن الموضوع مزقوق ومصروف عليه شيئ وشويات من أخرين أصحاب مصالح!!.. أم أنك مصدق يا حمادة أن وسائل الإعلام المختلفة فجأة كده أصابها الأرق وسهد الليالى حزنا على حال مستشفيات وزارة الصحة؟!.. من إمتى وتلك الوسائل تعبأ بالغلابة ومستشفيات الغلابة؟!!..

لكن أدب ورقى وزير الصحة ليس السلوك السائد بين معظم الوزراء.. كما أن جميعهم إلا قليلا ليسوا سياسيين ولذلك فمشاكلهم كثيرة.. المشكلة مشكلتين يا حمادة، فهم حتى إن كانوا نابغين على المستوى المهنى- وهو ليس صحيحا بالنسبة لمعظمهم- لكن التفوق المهنى شىء والعمل بالسياسة شىء تانى خالص، ويجب على الوزير أن يكون سياسيا بالدرجة الأولى لا أن يثير المشاكل فى محيط عمله هكذا.. أما المشكلة الثانية فهى ترقد عند رئيس الوزراء الذى إعتمد أسلوب المصاطب وقعدات العرب فى ردود أفعاله مع الوزراء والمحافظين المتجاوزين!!.. يستدعى وزيرالتعليم العالى ويحاول «يصالحه» على الأساتذة.. يستدعى المحافظ المتجاوز يقوله إخص عليك يا وحش.. يذهب لعصام الأمير ويصالحه على صفاء حجازى بعد صدور قرار عزلها!.. فهل هكذا ينفع أن تدار الدولة؟.. بقعدات الصلح والمصاطب واتنين ليمون؟.. أراهنك يا حمادة أن منزل معالى رئيس الوزراء لا يشهد أى خلافات، وأكيد هو كبير العائلة الذى تتحطم عند أقدامه جميع الخلافات الأسرية.. لكن هل ينفع أن تدار الحكومة بمنطق إننا كلنا أسرة وعيلة واحدة؟.. كلا بالطبع!!.. الأمر السلبى الثانى فى تعامل رئيس الوزراء مع المتجاوزين هو أن مبدأ عقاب الرؤوس الكبيرة مختفى تماما من منهجه بينما العزل الفورى لا يعاقب به إلا صغار الموظفين، فهل الحكاية استقواء على الأضعف؟!. بالتالى كان طبيعيا أن يبالغ بعض الوزراء فى إظهار سلوك الفتونة والبلطجة ولسه يا ما نشوف وياما.. وبعد كده يقولك أن الرئيس أرسل فى طلب تقارير الأجهزة الرقابية والأمنية لترشيحات الوزراء!.. طب بأمارة إيه والنبى؟!.. أليست هذه هى نفس الأجهزة التى رشحت هذه التشكيلة الفاشلة من المسؤولين؟.. والنبى يا ريس سيبك من تقارير الأجهزة، وع الأصل دوَر!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية