x

إبراهيم الجارحي فى المسألة الطرابيكية إبراهيم الجارحي الأحد 23-08-2015 21:36


تزوج الفنان القدير سعيد طرابيك من ممثلة شابة جميلة وهذا أمر لو تعلمون عظيم..

هذا أمر يحتاج منا إلى الانتباه لسلامتنا المجتمعية التى يمكن أن تهتز تحت وطأة هذا النبأ الجلل.. هذا أمر يحتاج منا إلى كثير من التحليل والتمحيص والبحث لأنه يمس مصلحة قومية قد تتعرض للخطر إذا لم نعرف كل جوانبه.. يجب أن تهتم وسائل الإعلام بهذه الزيجة، ويجب أن يصورها المصورون من كل زاوية وجانب، خاصة من الجانب الذى يكشف عن مقدار ما أظهرت العروس من صدرها، فهذا أمر يخصنا.

يجب أن نصحو فى اليوم التالى على مقابلة تليفزيونية مع العروس وهى تصرخ «اتهدوا بقى!» بعد أن أكدت أن صحة العريس «زى البمب»، فما الدنيا وما جدوى الحياة إذا لم نطمئن على الصحة الجنسية لفناننا الكبير؟ أى شعب نحن إن أغفلنا تفصيلة بهذه الأهمية، وأى إعلام إعلامنا إن لم يسأل عن هذه المعلومة الحيوية؟

وإنى لألوم على القنوات التليفزيونية التى حباها الله بقدرات البث الحى على الهواء مباشرة من موقع الأحداث أنها لم تدخل غرفة نوم سعيد طرابيك لتنقل لنا ما كان بالصوت والصورة، مع تعليق بصوت الدكتورة هبة قطب، حفاظا على المصداقية والدقة فى نقل الأخبار.. كيف لا وسعيد طرابيك يقوم بأمر يخص كل مواطن فى هذا البلد، ويتعلق بأمل كل مواطن سيولد من الآن فصاعد على أرض هذا البلد، ويمكن أن يعجل ببناء سد النهضة الإثيوبى أو يضر بصورة مصر أمام العالم أو يؤثر على أسعار السلع التموينية؟

بل إنى ألوم على الدولة بصورتها الرسمية وبرئاستها ومجلس وزرائها أنها لم تصدر بيانا عاما يطمئن الشعب فى هذا التوقيت المفصلى الذى تمر به الأمة، وأنها لم تكلف الخاطر العام ولو بلجنة لتقصى الحقائق فى تفاصيل قصة الحب التى جمعت سعيد طرابيك بزوجته الجديدة.. أليست قصة الحب تلك أكثر أهمية من الانتخابات المؤجلة والقوانين المثيرة للجدل وحالة الأحزاب السياسية والنقابات المهنية؟ أليست تطورات القصة منذ أن كانت العروس الشابة تنادى سعيد طرابيك بلقب «بابا سعيد» إلى أن أصبحت تناديه «روح قلبى» أهم عند الدولة من ملاحقة أسعار الكهرباء وتغيير شرائح الضرائب لأصحاب الدخول المرتفعة وحساب أرباح قناة السويس الجديدة؟

ما هذا الاستهتار بأولويات المواطن البسيط الذى يجلس أمام شاشة تلفاز مهتزة فى أعمق نقطة من أعماق الصعيد أو الدلتا، وهو ينتظر بعد عناء يوم عمل شاق أن يبتل ريقه بتفصيلة جديدة، أو معلومة مثيرة، أو حتى أى شائعة عن زواج سعيد طرابيك؟

والتحية كل التحية لوسائل التواصل الاجتماعى على الإنترنت، التى تناولت زواج سعيد طرابيك من كل جوانبه فى صورة فريدة من صور إعلام المواطن والتثقيف العام والرقابة الشعبية.. هكذا تبنى الأمم مستقبلها، وهذا هو عين العشم فى شباب مصر الذين تصدوا للمسألة الطرابيكية خير التصدى، وعالجوها بالنشر والبحث والتدقيق والتحليل، وأجابوا على طرحها الفلسفى المعضل: يا ترى كيف يقوم سعيد طرابيك بهذه الشابة العفية المتدفقة وهو فى هذا العمر؟

لقد عوضت الأمانة البحثية على شبكات التواصل الاجتماعى تقصير الحكومة الفادح فى التعامل مع زواج سعيد طرابيك، وتراخى الإعلام فى التغطية الشاملة للحدث التاريخى الهام، وأثبتت أن المواطن المصرى الذى أنتج الحضارة من العدم قادر على إعادة صناعة التاريخ متى شاء، ومتى استقبل من التحديات الجسام ما يوازى زواج سعيد طرابيك.

الحمد لله الذى سخر لنا الحياة الشخصية لسعيد طرابيك كى نرتع فيها كيفما بدا لنا، والحمد لله الذى سخر لنا العقول ووسائل الاتصال وأوتوسترادات المعرفة والتواصل لنستخدمها هذا الاستخدام الرشيد، والحمد لله الذى هيأ لنا الفراغ وسعة الوقت وصفاء الأيام كى ننفقها فى الكلام عن زواج سعيد طرابيك، ولله أن يمد فى أعمارنا حتى نعيد الكرة مرة أخرى إذا استشعرت مصادرنا السرية فى أى لحظة قادمة أن العروس حامل فى طفل من سعيد طرابيك.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية