قد لا تكون في نظر الكثيرين حكاية مهمة تستحق الكتابة والقراءة والانشغال والاهتمام وسط تلك القضايا الكبرى والملفات الساخنة التي تلهث وراءها الرياضة المصرية وأهلها وإعلامها.. لكنها تبقى بالنسبة لى حكاية نجاح حقيقية.. وتسعدنى شخصيا أي حكاية ننتصر فيها على الرئيس التركى رجب طيب أردوجان الذي بالغ وتمادى وتجاوز في عدائه وكراهيته لمصر..
ففى الأسبوع الماضى استضافت مدينة سبليت الكرواتية الدورة الثالثة عشرة للجمعية الدولية لتاريخ الرياضة والتربية البدنية.. جمعية لها قيمتها ومكانتها كأكبر مؤسسة تهتم بتاريخ الرياضة وبحوثها وعلومها وأساتذتها في أشهر وأهم جامعات العالم.. ومثلت مصر في تلك الدورة الدكتورة مها شفيق، عميدة كلية التربية الرياضية للبنات بالإسكندرية، وسافرت مها لتشارك أساتذة العالم الجديد في المجال الرياضى علميا وتاريخيا، وأيضا لتطلب استضافة مصر للدورة الخامسة عشرة العام بعد القادم، حيث تقام دورة العام القادم في فرنسا.. ولم يقبل الوفد التركى الطلب المصرى.. أزعجهم وأغضبهم للغاية أن تتقدم الدكتورة مها شفيق بهذا الطلب.. تساءلوا كيف تجرؤ مصر غير الآمنة وغير المستقرة على طلب استضافة مثل هذه الدورة التي يشارك فيها كبار ومشاهير علماء الرياضة وأساتذتها.. إصرار غريب على معاداة مصر في كل وأى شىء..
وتقدم الأتراك بطلب استضافة نفس الدورة التي تريدها مصر.. وأمام أتراك كثيرين وقفت مها شفيق بمفردها تشرح وتحكى وتناقش أعضاء الجمعية العمومية التي يزيد عدد أعضائها عن المائة أستاذة وأستاذ.. واقتنع معظمهم بالطلب المصرى وبات مؤكدا أن مصر ستفوز في اليوم التالى باستضافة هذا المؤتمر.. إلا أن الحاضرين هناك استمعوا في الصباح لأنباء مزعجة تمثلت في الحادثة الإرهابية المجرمة التي وقعت في شبرا.. ودخل الأتراك لقاعة الاجتماع مبتسمين مؤكدين للجميع صدقهم، حيت قالوا إن مصر دولة مرتبكة ومضطربة لا أمان فيها أو استقرار.. فعادت مها تقف من جديد في مواجهتهم شارحة وعارضة لكل الحوادث والجرائم التي بدأت تقع في تركيا وفى الصين وفى مختلف بلدان العالم.. وتكذب ما تداولته كثير من وسائل إعلام العالم عن حادثة شبرا بالتهويل والمبالغة والأكاذيب الكثيرة.. وبعد حوارات طويلة ونقاشات كثيرة..
انتصرت مها وتم الإعلان رسميا عن إقامة الدورة بعد القادمة في مصر.. وأنا أشكر مها شفيق على هذا الجهد وهذا الانتصار..
وعلى الرغم من إيمانى بأنه لا أحد منا يعرف ماذا سيكسب غدا أو متى وبأى أرض سوف يموت.. إلا أننى أتمنى لو يهتم خالد عبدالعزيز، وزير الرياضة، بمشروع رياضى قومى حقيقى هو جمع التاريخ الرياضى المصرى، سواء في كرة القدم أو أي لعبة أخرى..
مشروع تشارك فيه مكتبة الإسكندرية ووزارة الثقافة وكليات التربية الرياضية في مصر بأساتذتها ومكتباتها والمؤسسات الصحفية القومية بما تملكه من أرشيف واللجنة الأوليمبية المصرية وكل الاتحادات والأندية الرياضية.. مشروع أتمنى أن يهتم به وزير الرياضة ويبدأ في تنفيذه ليكون جاهزا قبل إقامة هذا المؤتمر في مصر التي لاتزال حتى الآن لا تعرف تاريخها الرياضى كاملًا.