x

وسيم السيسي الليدى دراور والدكتور نديم السيار وسيم السيسي الجمعة 21-08-2015 20:57


الصابئة المندائيون فى جنوب العراق لا يتجاوز عددهم 32 ألفاً «الصابئة المندائيون دراور حـ 1. ص 58»، والصابئة كلمة مصرية قديمة معناها المهتدون، والمندائيون معناها العارفون، يقولون إن نبيهم إدريس وأن أسلافهم كانوا فى مصر منذ آلاف السنين.

الليدى دراور باحثة إنجليزية عاشت معهم 14 سنة، تقول: الصابئة لا يعبدون الأجرام السماوية، وتذكر كيف ادعى أحد الكتاب أنهم عبدة الكواكب، فاتخذ الصابئة الإجراءات القانونية ضد الكاتب، وقدموا كتابهم المقدس: كنزا ربه أى الكنز الكبير وفيه: مبطل باطلى شامش أى عبادة الشمس باطلة، مبطل باطلى سره أى عبادة القمر باطلة، عوقب الكاتب وكان قضاة المحكمة مسلمين «دراور 1: 27».

أراد الدكتور نديم عبدالشافى السيار أن يعرف حقيقة الصابئة فذهب إلى العراق 1985، وطلب تعيينه كطبيب فى محافظة مليسان أو البصرة حيث مواطن الصابئة، وقد كان، ذهب إليهم عاش معهم وعايشهم، سمع منهم وتحدث إليهم، وعاد إلينا يحدثنا عن تجربته الرائعة فى كتابه الخطير: المصريون القدماء أول الحنفاء، كما حدثنى شخصياً، فهو زميل وصديق حميم، قال: «آلمى دنهورا» أى «عالم النور» حيث النجم القطبى الشمالى، لذا فهم يتجهون هذا الاتجاه عند أدائهم لطقوسهم الدينية كالوضوء والتعميد، وغسل الميت ودفنه، كما نتجه نحن للشرق كمسيحيين، أو الكعبة كمسلمين، ومن هنا جاء سوء الفهم عند البعض أنهم يعبدون النجم القطبى، فهم عبدة كواكب، بينما الأمر لا يتعدى تحديد جهة الشمال لثبات هذا النجم.

يقول العقاد: ثبت أن الصابئة تؤمن بالله واليوم الآخر «إبراهيم أبوالأنبياء ص91»، وتقول الليدى دراور: الصابئة يؤمنون بالله واليوم الآخر كما يؤمنون بالحساب والعقاب «دراور - الصابئة المندائيون 1: 21» ويذكر ابن الجوزى: إنهم من أهل الكتاب يقولون لا إله إلا الله «تلبيس إبليس ص 74».

إذن أصحاب هذه العقيدة التوحيدية هم من ذكرهم القرآن الكريم: والذين هادوا والنصارى والصابئين... إلخ فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون المائدة 69، كما جاء ذكرهم بنفس المعنى فى سورة البقرة 62.

تؤكد الصابئة فى كتبها الدينية أنها كانت فى عصورها القديمة تعيش فى مصر، كما يؤكد العقاد فى كتابه إبراهيم أبوالأنبياء ص88 أنهم كانوا فى مصر على عهد الفراعنة الأول.. وتلقوا ديانتهم الأولى عن أحبارها ثم هاجروا.

نجد فى دائرة المعارف الإسلامية، والصابئون يقولون إن معلمهم الأول هو النبى الفيلسوف هرمس «إدريس» (مجلد 14ص 89)، ويذكر ابن حزم: الصابئون هم المصدقون بنبوة إدريس «الفصل فى الملل والنحل 1/102» كما يذكر ابن تيمية أن الصابئة دين صحيح، وهم ذوو عقيدة مؤمنة صالحة «الديانات والعقائد 1/299» كما يقول: والصابئون أهل كتاب «المرجع السابق 298».

ترى ما أصل أو جذر هذه الكلمة؟ أصل هذه الكلمة.. كلمة مصرية تنطق صبا وتوضع بجوارها صورة تفسيرية عبارة عن نجمة خماسية، وصبا معناها يهدى أو يرشد، ومنها كلمة صباى أى المهتدى، أما النجم فدلالة على النور أى الاهتداء بنور الله، نجد فى سورة النور 35: يهدى الله لنوره من يشاء، كما أن هناك علاقة بين النجم والهداية: وبالنجم هم يهتدون «النحل 14-16»، وكلمة صابئ معناها حكيم، فالصابئة هم حكماء مصر، وتنطق بالقبطية صابى، لأن الهمزة لا تنطق فى القبطية، لذا نجد فى قراءة ورش المصرى القبطى أنه كان يقرأ الصابئين.. الصابين «القرآن وعلومه فى مصر.. د. خورشيد البرى ص 195».

إذن فدين الصابئة معناه دين الهدى أو دين الهداية، ومعنى «الصابئون» أى «المهتدون».

كيف خرج حكماء مصر المهتدون من مصر ولماذا؟ خرجوا فى عصر الاضمحلال الأول «نهاية الأسرة السادسة - الملك بيبى الثانى»، كما خرجوا فى عصر الاضمحلال الثانى «عصر الهكسوس»، خرجوا وانتشروا من مصر إلى الجزيرة إلى العراق، ظلمهم البعض ولكن القرآن الكريم أنصفهم، ومن أرض مصر هلَّ الإيمان والدين منذ الفراعنة وحتى يوم الدين.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية